أكد الدكتور أشرف تادرس , رئيس قسم الفلك الأسبق , بالمعهد القومي للبحوث الفلكيّة والجيوفيزيقية , وعضو مكتب التوعية الفلكية في المجتمع التابع للاتحاد الدولي الفلكي, حول إذا كانت الأرض كروية أم مسطحة، أولا:: يجب التنويه الى الجزيرة صفر,هو اسم الجزيرة الاعتبارية Null Island التي تشير إلى النقطة (صفر، صفر) الموجودة على سطح الأرض حيث يتقاطع خط الطول صفر(خط جرينتش) مع خط العرض صفر(خط الاستواء) أي (0N, 0E) , وتقع هذه النقطة في المياه الدولية في المحيط الأطلنطي، قبالة الساحل الغربي لقارة أفريقيا بالقرب من خليج غانا حيث يتم تمييز هذه النقطة بعوامة بحرية أو شمندورة ، وهي جسم يطفو دائما على سطح الماء يستخدم في ملاحة السفن وبها علامة تدل على أنها النقطة التي لها خط الطول صفر و خط العرض صفر,ويبلغ عمق قاع المحيط تحت هذه النقطة حوالي 5000 مترا.
وأوضح ,بالنسبة لخط الطول صفر(خط جرينتش), نجد ان سكان الدول الواقعة شرق خط جرينتش يتقدمون دائما في الوقت عن سكان الدول الواقعة غرب جرينتش , فإذا كان الوقت ليلا عند سكان الدول الشرقية البعيدة ، نجده نهارا عند سكان الدول الغربية وهذا الوضع قد اختبره فعليا الكثير من الناس عند سفرهم للخارج , حيث رأوا بعيونهم الليل والنهار في نفس اللحظة وهو دليل قاطع على كروية الأرض .
ثانيا:: بالنسبة لخط العرض صفر(خط الاستواء) ,إذا كنت من سكان الدول الواقعة على خط الاستواء سترى حركة النجوم في مسار عمودي على الأفق تماما من الشرق الى الغرب , اما اذا كنت من سكان القطب الشمالي فسترى حركة النجوم موازية للأفق وليس هناك شرق أو غرب بل جنوب فقط ، فالشمس والقمر والنجوم لا تشرق ولاتغرب بل تدور حولك في دوائر من اليمين الى اليسار (عكس عقارب الساعة) .
ثالثا::نجوم ومجموعات نجمية لا تراها ابدا ,أما اذا كنت من سكان القطب الجنوبي فسترى نجوم أخرى مختلفة تماما عن نجوم الشمال وكلها تدور حولك في دوائر من اليسار إلى اليمين مع عقارب الساعة (عكس ما يحدث في الشمال) , وأيضا ليس هناك شرق أو غرب بل شمال فقط وهذا دليل دامغ على كروية الأرض مستطردا: لو كانت الأرض مسطحة فعلا لكان العالم كله أما نهارا أو ليلا، ولا ضرورة إذا لدوران الأرض , فهي ثابتة لا تتحرك وأن السماء هي التي تتحرك كما يزعم المسطحون ويتبع ذلك أيضا عدم وجود فصول السنة , فيكون هناك طقس واحد طوال العام لا يتغير أبدا وبناءا عليه يكون مسار الشمس والقمر والنجوم ثابت دائما في السماء ، ونتيجة لذلك سنرى جميعا نفس النجوم طوال العام , أما الحقيقة فهناك بلدان تكون ليلا وبلدان أخرى تكون نهارا ، ففي اللحظة التي تغرب فيها الشمس عن بلد ما تشرق في بلد آخر, كما أن هناك أربع فصول السنة ، فإذا كان صيفا في نصف الأرض الشمالي فهو شتاءا في نصفها الجنوبي والعكس صحيح .
واضاف: كما ان مسار الشمس والقمر والنجوم يتغير في السماء مع تغير الفصول ، وهذا دليلا على حركة الأرض المائلة في مدارها حول الشمس، وأن النجوم التي نراها في الشتاء تختلف عن نجوم الصيف وهذا كله دليلا قاطعا على كروية الأرض .
وكشف عن دليلا آخر على كروية الأرض … وهو أن سكان نصف الكرة الشمالي ترى هلال القمر منيرا من جهة اليمين، ولو تم رسم خط وهمي بين قرني الهلال في امتداده نحو الأرض يشير دائما إلى اتجاه الجنوب , أما سكان النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ترى الهلال منيرا من جهة اليسار، ولو تم رسم خط وهمي بين قرني الهلال في امتداده نحو الأرض يشير دائما إلى اتجاه الشمال , أيضا أن سكان نصف الكرة الشمالي ترى بعض المجموعات النجمية بأوضاع معينة في السماء كمجموعة الجبار الشهيرة مثلا، وأن سكان نصف الكرة الجنوبي تراها في أوضاع مقلوبة في السماء , وهذا دليلا دامغا آخر على كروية الأرض .
وتساءل أستاذ العلوم الفلكية والجيوفيزيقية , إذا كانت الأرض مسطحة فماذا عن الشمس والقمر والكواكب ،هل هي مسطحة أيضا ؟ وكيف يظهر لنا القمر بأطواره المختلفة إذا كان مسطحا؟ ولماذا تظهر جميع الأجرام السماوية دائرية الشكل ؟ هذا ببساطة لأن جميعها كروية .
وفيما يتعلق بسؤال حول …. إذا كانت الأرض تدور، فكيف تصل الطائرة إلى وجهتها لأنها وهي بالسماء تدور الأرض من تحتها؟ , أضاف:ببساطة شديدة أن الغلاف الجوي ثقيل وله وزن، وهذا الوزن يجعل له ثقل وكثافة وضغط ,ولولا هذا ما كانت محركات الطائرة لها القدرة على رفع الطائرة كنتيجة لرد فعل هذا الهواء,وعلى ذلك فإن الأرض تدور والغلاف الجوي يدور معها لأنه ثقيل ,ولا تختلف سرعة الغلاف الجوي عن سرعة الأرض إلا في طبقات الجو العليا ، أي أعلى بكثير من الارتفاع التي تكون عليه الطائرة , فإذا كانت الأرض تدور والغلاف الجوي لا يدور معها لكان هناك تيارات من الرياح العاتية التي لا تهدأ ابدا ، أشدها يكون عند خط الاستواء واخفها يكون عند القطبين ، وهذا لا يحدث بالطبع .
وكشف رئيس قسم الفلك الأسبق , بالمعهد القومي للبحوث الفلكيّة والجيوفيزيقية , أن البعض يخلط بين لفظ العالم والكرة الأرضية والمسكونة , وقد يقصدون بهذه الكلمات الكون بأكمله وهم لا يدركون حقا الفرق بين المجموعة الشمسية والمجرة ، ويخلطون كذلك بين أعمارها . فهل حقا تحمل هذه الكلمات نفس المعنى؟ بالطبع لا , فالعالم والدنيا والمسكونة كلها , يقصد بها الدول أو اليابسة الذي يسكنها الناس وتعيش فيها , أما الكرة الأرضية فهي لا تشمل القارات والدول والمناطق المأهولة فقط بل المحيطات والبحار والأنهار أيضا ، وهي تُشكل أكثر من 70٪ من المساحة الكلية للأرض, كما تشمل الغابات والسهول والبراري والصحاري وهي أكثر جدا من اليابسة التي يسكنها الناس .
وأشار إلى إن المجموعة الشمسية بأنها ,النظام الذي ينتج عند تكوين الشمس ، وهي تتكون من الكواكب والأقمار والكويكبات والمذنبات، أما المجرة فهي هذا الكيان الذي يحتوي على 200 مليار نجم ، منها نجوم عملاقة ونجوم متوسطة وأخرى صغيرة ، والشمس ما هي إلا نجم متوسط في مجرة درب التبانة , أما الكون , فهو ذلك الكيان الذي يحتوي على مليارات المجرات ، منها مجرات عملاقة ومجرات متوسطة وأخرى صغيرة , ودرب التبانة ما هي إلا مجرة متوسطة في هذا الكون الكبير, وعليه فأن أعمارها غير متساوية فعمر أقدم مجرة قد يساوي عمر الكون تقريبا وهي 13.8 مليار سنة ، أما عمر النجوم فقد يكون أقل من عمر المجرة التي ولدت فيها , وعليه قد يكون عمر الكواكب مساويا لعمر النجم الذي تتبعه ، وهي في حالة الشمس والأرض تقدر بـ 4.5 مليار سنة فقط .