“المعدة بيت الداء ” ونهم الطعام الغير صحي أصل كل الأمراض ، ولكن هذا العضو الموضوع دائمًا في قفص الاتهام، والإدعاء بأنه السبب وراء شهوة الطعام برئ من تلك التهمة .. فهو من أكثر الأعضاء التي تعاني من العادات الغذائية الخاطئة، وكثيرا ما يصرخ متألما مما يرتكب في حقه من جرائم غذائية ، ويعلن إحتجاجه في صورة قرحة تصاب بها المعدة والإثنى عشر ..
فما هي أسباب وأعراض قرحة المعدة والأنثى عشر ؟ وما هو الدور الفعال للغذاء في علاج تلك الحالة المرضية المؤلمة ؟ هذا ما يجيب عنه” أبانوب مجدي البرت” اخصائي التغذية العلاجية و علاج أمراض السمنة و النحافة – جامعة عين شمس قائلا:
قرحة المعدة عباره عن تأكل موضعي في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة أو الاثنى عشر ، و أحياناً في الطرف السفلي للمرئ .
أسباب قرحة المعدة والاثنى عشر
ويشير أبانوب ألبرت إلى وجود العديد من الأسباب لقرحة المعدة لكن أهمها يكمن في العادات الغذائية الخاطئة مثل: الإكثار من شرب المنبهات” الشاي و القهوة “، الإكثار من التدخين ، إدمان شرب الكحوليات ، تناول الوجبات الغذائية المليئة بالمواد الحريفة ، الإجهاد المتواصل و عدم حصول الجسم علي الراحة الكافية ، و عادة ما تزيد قرحة المعدة مع الأشخاص سريعي الإنفعال الذين يعيشون حياة مضطربة ومتوترة .
أعراض قرحة المعدة والأنثى عشر
وعن أعراض القرحة يكشف أبانوب ألبرت عن أنها تتمثل في نوبات من الألم الحاد حول المعدة ، خصوصاً الجزء الأوسط و الأعلى من البطن ”فم المعدة” ، و يكون الألم شديد بعد ساعتن إلى ثلاث ساعات بعد الإنتهاء من تناول الطعام عادة ، أو يزيد الألم في منتصف الليل ،أو بعد تناول الطعام مباشرة إذا كانت الوجبة كبيرة أو بها مواد حريفة مثل “الشطة”.
العلاج الغذائي لقرحة المعدة والاثني عشر
ويوضح أبانوب ألبرت أن الهدف الأساسي لعلاج قرحة المعدة هو تقليل إفراز الحمض المعدي وإنزيم الببسين pepsin enzyme ، و معادلة الحامض المفرز لحماية المنطقة المتقرحة من زيادة الإلتهاب بها و المساعدة علي الشفاء ، و ذلك من خلال :
١- العلاج الدوائي من حيث إعطاء الأدوية المضادة للحموضة ، و أدوية أخرى تساعد علي تقليل إفراز و معادلة الحامض المعدي .
٢- العلاج الغذائي و ذلك من خلال
الإبتعاد عن الغذاء الملئ بالمواد الحادقة أو الأغذية الحامضية مثل الليمون و البرتقال ، أو المواد الحاريفة مثل الشطة أو البهارات الكثيرة .
كما يجب الإبتعاد عن الوجبات المليئة بالألياف حتي لا يحدث احتكاك بالجزء المصاب بالإلتهاب بعد تناول الطعام لذلك يفضل أن يكون الغذاء خالي من القشور و البذور و الألياف ، و يفضل أن تكون مصادر الألياف من الخضروات المطبوخة .
هذا إلى جانب الإبتعاد عن منشطات الإفراز المعدي ، حيث تمنع المنبهات مثل القهوة و الشاي و المشروبات الغازية لاحتوائهم علي الثيوبرومين Theobromine و الكافيين Caffeine اللذان يساعدان علي زيادة إفراز الحامض المعدي ، و الإبتعاد عن الكحوليات ، حيث أنها تحطم الغشاء المخاطي للمعدة. بالرغم من أنها لا تساعد علي إفراز الحامض المعدي .
ويحذر ابانوب ألبرت من إمتلاء المعدة بطعام كثير بل يجب تناول وجبات صغيرة متكررة علي مدار اليوم ، وتناول كمية مناسبة من البروتينات بالرغم من ان البروتينات في جميع الأطعمة تؤدي إلى تنشيط الحامض المعدي ، إلا أن بروتين اللبن هو أقلها تنشيط في عملية الإفراز ، و قد يرجع ذلك الي نسبة الدهون في اللبن ، و يجب ألا تقل كمية البروتين التي يتم تناولها في اليوم عن 0.8 – 1 جرام لكل ١ كجم من وزن الجسم لتعويض خلايا الدم الحمراء المفقودة من جراء القرحة ، و اذا كان هناك نزيف شديد نتيجة القرحة يجب ان تزيد كمية البروتين من ١ جرام الي ١.٥ جرام/كجم من وزن جسم الإنسان لتعويض خلايا الدم الحمراء المفقودة ، و يتم إحتساب تلك الكميات و تحويلها إلى خطة غذائية من قبل أخصائي التغذية العلاجية . هذا إلى جانب تناول الكربوهيدرات حيث لا تساعد الكربوهيدرات علي تنشيط أو تثبيط إفراز الحامض المعدي ، لذا يجب أن تأخذ كمية كافية منها حتي يمكن الحصول علي السعرات الحرارية المطلوبة و الطاقة الكافية علي مدار اليوم ، و أخيرا يجب تقسيم الوجبات الغذائية علي ٣-٥ مرات يوميا ، حتي تستطيع تهيئة الجهاز الهضمي لهضم الوجبات بشكل سليم دون حدوث أي أضرار أو اضطرابات بالجهاز الهضمي ، و ينصح دائما استشارة أخصائي التغذية العلاجية بشأن الحصول علي خطة غذائية مناسبة لحالة المريض الصحية ، خصوصا إذا كان يعاني من العديد من الأمراض المزمنة الي جانب معاناته مع قرحة المعدة .
ومن الجدير بالذكر أن أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية و علاج أمراض السمنة و النحافة – جامعة عين شمس ، اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد، ومحاضر التغذية الإكلينيكية بالأكاديمية الدولية للإدارة العربية ومحاضر التغذية العلاجية والرياضية بشركة روتابيوچين الدوائية و شركة ايجي فارما .