(1) لا للقانون الذي يفصل الابن عن أمه
هذا العنوان هو موضوع فيلم الرسوم المتحركة الصيني الطويل, الذي اشترك في أحد دورات مهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال. نحن أمام فتاة من أسرة لها كل السلطة والاحترام, وقانون هذه العائلة يمنع بناتها من الزواج بأفراد الشعب.
لكن بطلة الفيلم تحب الناس البسطاء, وتزوجت رجلا من أبناء الشعب بير موافقة أخيها. عندما بلغ ابنها السابعة من عمره, اختطفه أخوها وهددها بالقضاء عليه إلا إذا قبلت عقوبة العائلة, وذلك بأن توضع في سجن داخل صخرة, في مقابل المحافظة علي حياة ابنها. وتتغلب عاطفة الأمومة علي حب الحرية, وتختار الأم الخضوع للعقوبة في سبيل أن يعيش ابنها.
لكن عندما يعرف الابن ما حدث لأمه, يقرر البحث عنها وإنقاذها, حتي لو تطلب هذا أن يقف ضد ذلك القانون العائلي الذي يتعارض مع عاطفة الأمومة أجمل العواطف الإنسانية. ويتعرض الابن لكثير من المخاطر, لكنه مع الإرادة والتصميم يصل إلي ما يريد.
وينتهي الفيلم بأن ينقذ الابن أمه من سجنها الصخري, ويتم إلغاء ذلك القانون اذي يهتم بالمظاهر الاجتماعية, ويتعارض مع قيم الحق والخير والجمال.
(2): العالم كله يفكر في المستقبل!
الصوت يسأل ابن الخامسة: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ وفي غير اهتمام أجاب الصغير: دكتور وعاد الصوت يسأل: من قال لك هذا؟ وبنفس عدم المبالاة جاب الطفل: ماما! وجاء السؤال الثالث: وهل أنت موافق علي هذا؟ هنا استدار الطفل بوجهه بعيدا عن الكاميرا ولم يجب. وفي الحال تدخلت أمه وقالت تلقنه: قل إنك موافق. لكن الطفل واصل تظاهره بأنه لم يسمع. وعادت الأم تكرر: قل موافق! أما أخوة الأكبر منه فقال هامسا للمذيع: أريد أن أصبح طيارا, لكن لا تخبر أبي أنني قلت هذا. هذه لقطات تلقائية تسجيلية من الفيلم اللبناني القصير ذات مرة, الذي شاهدناه في أحد مهرجانات سينما الأطفال, يقدم نموذجا حيا للتسلط والتلقين الذي يسود علاقات الأبناء بالوالدين. أما بقية الأطفال فقد قالوا إنهم يريدون أن يصبحوا مهندسين أو مدرسين أو ضباط جيش أو أطباء, ولم يذكر طفل واحد أنه يريد أن يصبح خبير كمبيوتر أو مخترعا أو مكتشفا أو عالما, فنبهنا هذا بقوة إلي أننا لا نعيش كما يجب مع عالم تغير فعلا ويفكر كله في المستقبل.
(3): مفتاح الجنة لكل أطفالنا
هذا فيلم سويدي بالرسوم المتحركة, البطلة فيه صغيرة شعرها أبيض, تتصادق مع شخصية في شكل طائرة تطير بها وتتحدث معها وتحزن وتبتهج لأحزانها وأفاحها, كل هذا في حلم حلمت فيه أن الشيطان سرق المفتاح من حارس باب الجنة, وتقوم الفتاة مع الطائرة المتكلمة باستعادة المفتاح ليواصل البشر إيمانهم بدخول أصحاب الخير الجنة.
وفي المناقشة بعد مشاهدة الفيلم, قال التلميذ أحمد علي: هذا فيلم يدور حول قدرة الأطفال علي مقاومة الشر والتغلب عليه, فلماذا جعلوه فيلما من أفلام الرسوم المتحركة؟ كدت فض أن يكون الممثلون من البشر في جو واقعي, قلت له: مفتاح الجنة والطائرة المتكلمة وشكل الشيطان, أشياء تخيلها الكاتب والرسام والمخرج.. أما الشجاعة في مواجهة الشر والتمسك بالفضيلة من أجل الصديق, فكلها أمور واقعية, ولكنها ما نسميه الواقعية النفسية أو الأخلاقية , وأثناء المناقشة معكم, تأكدت أنكم جميعا قد أحسستم بكل هذا في وضوح وتحمستم له بقوة وتحدثتم عنه بإعجاب, وأضفت قالئلا: هذا فيلم خيالي من الناحية الفنية, لكنه واقعي من ناحية تعبيره عن حقيقة النفس الإنسانية, مثل معظم الحكايات الشعبية التي أجبها الناس مئات السنين.
Email: [email protected]