**الحقيقة الغائبة عن البعض لكن يعرفها كل أصدقائنا الذين اصطحبناهم في رحلاتنا علي طريق الشفاء وتخفيف الآلام أنالعناية الإلهية ترافقنا دائما…كثيرون جاءوا إلينا بعد أن فقدوا الحيلة واشتدت عليهم الآلام…وكثيرون جاءوا إلينا بعد أن طافوا علي العديد من الأطباء والمستشفيات ولم يجدوا علاجا…
وخلال رحلاتنا معهم رأوا طريقا جديدا للأمل والرجاء وخرجوا من دوائر اليأس المظلمة والألم الجاثم فوق الصدور والقلوب…من بين هؤلاء صديقناسمير حنا.
**صداقتنا تعود إلي أواخر 2002 أي مايقرب من عشرين عاما لم تنقطع يوما واحدا…علي الأقل نلتقي مرة كل شهر عندما يزورنا ليأخذشنطة الدواء المستمر, غير مرات متقطعة إما ليشكو من ألم جديد أو يطلب إجراء تحاليل أو عمل أشعة كتقرير الطبيب المعالج…
وفي كل مرة نسعد به….عشرون عاما وسمير لم يتغير…الهادئ البسيط, الطيب, المبتسم في خجل فلا تعرف أن كانت ابتسامة تعبر عن فرح أو عن ألم فهو دائما وفي كل الأحوال راض شاكر.
**منذ أسابيع جاءناسمير…لم يكن سمير الذي نعرفه رأيناه منهكا, مهموما,حتي ابتسامته الغامضة المرسومة دائما علي شفتيه اختفت وكأن هموم الدنيا كلها قد حطت عليه…هدأت من روعة فبدأ يتحدث في خجل…زوجته المعين الوحيد له ولأطفاله الثلاثة تتمزق من الألم, ولم تعد قادرة علي أن تنصب طولها-علي حد تعبيره-فالنزيف المستمر أنهكها, وفشلت كل المحاولاتالبيتية في إيقافه…من بين كلماته المتقطعة في حياء عرفت أنها تعاني منالبواسير ودون أن يفصح أدركت أنه جاء ليطلب عرضها علي طبيب واتخاذ التدابير العلاجية معها…وفيما كنت أفكر فيما يمكن أن نفعله جاءني الحل علي لسانه:ممكن ناخدها مستشفي مارمرقس هناك ربنا بيتمجد, زي ما أنقذوني ممكن ينقذوها.
**كلماته العفوية أعادت إلي ذاكرتي رحلتنا معه…كان فد تعرض والده لحادث سيارة مات علي إثرها الأب وأصيب هو إصابة شديدة في ساقه اليمني وقرر الأطباء بتر ساقه, وتدخلت العناية الإلهية وعدل الأطباء عن قرار البتر ونجا من الحياة بساق واحدة, لكن الانسدادات التي حدثت بالأوردة العميقة والسطحية الموصلة بينهما سببت له ما يعرف بـالدوالي.
ومرة أخري قرر الأطباء إجراء جراحة في ساقه, لكن العناية الإلهية لم تتركه, ومع العلاجات المتواصلة التي نقدمها له دون انقطاع بإشراف الدكتور وجيه إدوارد استشاري الأوعية الدموية تجاوز كل مراحل الخطر ويواصل حياته بقدر ما أعطاه الله من قدرة علي العمل الخفيف من أجل أسرته, ونحن معه نسنده من غزير محبتكم وعطاياكم.
**كما كانت العناية الإلهية معنا علي طول رحلتنا معسمير كانت معنا أيضا في رحلتنا الجديدة مع زوجته…كانت البداية عندما جاء الإرشاد علي لسانه, وذهبنا بها إلي مستشفي مامرقس بشبرا…الدكتور طلعت حلمي مدير المستشفي واستشاري الجراحة استقبلنا بابتسامة وهدوئه المعهود…من أول لحظةهون من الأمر وطمأنها بكلمات دي حاجة بسيطة نص المصريين تقريبا عندهم بواسير وبدأت خطوات العلاج…مع كل خطوة كنا نري يد الله تمتد…عن هذا سأحدثكم في لقائنا القادم.