شارك المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية في فعاليات مؤتمر البترول العالمي الثالث والعشرين ” Petroleum world congress The 23th” المنعقد حالياً في مدينة هيوستن الأمريكية، والذي يعد واحداً من أكبر التجمعات الدولية لأطراف صناعة البترول والطاقة على مستوى العالم.
وخلال مشاركته في الجلسة الحوارية الافتتاحية بالمؤتمر بعنوان “مستقبل الطاقة في العالم”، مع نائب وزير الطاقة الأمريكى ديفيد تيرك، والتي ادارها تور فايران رئيس مجلس البترول العالمي، استعرض “الملا” رؤية مصر للمساهمة في تعزيز التحول في مجال الطاقة والحد من الانبعاثات لمكافحة تغير المناخ مؤكداً تطلع مصر للمساهمة بقوة في تحقيق مستقبل آمن ومستدام ونظيف للطاقة في العالم.
وأضاف “الملا”، أن مصر لديها مسؤولية كبيرة ودور بارز في هذا الصدد خلال السنوات المقبلة في ضوء استضافتها القمة العالمية للمناخ بشرم الشيخ العام القادم” COP27″، مؤكداً أن مصر بدأت الإعداد لتنظيم القمة بصورة ناجحة بالتعاون مع عدد من الشركاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة، وأن مصر تؤكد التزامها باتفاقية باريس للمناخ، وتعمل على الصعيدين الإقليمي والدولي لتفعيل ما تم مناقشته بقمة المناخ الأخيرة COP 26في جلاسكو لدعم التوجه العالمي لتحقيق تنمية مستدامة والحد من الانبعاثات.
وفي هذا الصدد، أكد “الملا”، جهود مصر من خلال منتدى غاز شرق المتوسط لدعم التحول في مجال الطاقة ومواجهة التغير المناخي، موضحاً أن المنتدى يلعب دورًا اقليمياً بارزاً في دعم الدور المحوري للغاز الطبيعى كوقود انتقالي في عملية تحول الطاقة من خلال ما يتبناه من خطط طموحة، حيث اهتمت استراتيجية العمل طويلة الأجل للمنتدى بالتركيز على تحول الطاقة والحد من الانبعاثات لمواجهة التغير المناخي.
و أشار “الملا”، إلى أن الوقود الأحفوري سيظل يلعب دوراً مهماً في مزيج الطاقة المٌستخدم عالمياً خلال فترة التحول الطاقي.
كما لفت إلى أن مصر تعمل فعلياً على تنفيذ العديد من المبادرات المتميزة الداعمة لعملية خفض الانبعاثات في مجال الطاقة والتي تم إجراء دراسات مكثفة بشأنها مثل استخدام الهيدروجين، و استخدام تكنولوجيا التقاط وتخزين واستغلال الكربون لضمان إنتاج الوقود الأحفوري النظيف والحد من الانبعاثات وغازات الاحتباس الحراري، وكذلك المبادرات الخاصة بخفض الانبعاثات الكربونية من المشروعات بالإضافة إلى مشروعات رفع كفاءة استخدام الطاقة ، مشيراَ إلى اعتزام مصر إلقاء الضوء على هذه المبادرات في القمة العالمية للمناخ في مصر العام القادم COP27” ، لافتا الى التعاون القائم مع دول وشركات عالمية بهدف وضع خارطة طريق ملائمة وإقرار خطط ومبادرات جديدة سيتم عرضها لخدمة عملية خفض الانبعاثات الكربونية، مشيداً بالمبادرة الأخيرة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية وشاركت مصر فيها مع عدد من دول العالم للتعاون وتقديم الدعم في مجال الحد من الانبعاثات والاستخدام الأنظف للطاقة، مؤكدًا في هذا الإطار على الدور الحيوي الذي يلعبه التطور التكنولوجي الهائل ودعم الابتكار في مجالات الطاقة على تحقيق الأهداف المرجوة للتحول إلى الاستخدام الأنظف للطاقة.
كما أشار “الملا”، إلى أن مصر على، الصعيد الداخلي، تتبع استراتيجية طموحة ومتكاملة تدعم الانتقال إلى الاستخدام الأنظف للطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية كجزء من رؤيتها للتنمية المستدامة مصر 2030 ، وفي ضوء التزامها بإتفاقية باريس للمناخ Cop21 ، وان هذه الاستراتيجية تستهدف بحلول عام 2035 ان يصل مزيج الطاقة من الطاقات الجديدة والمتجددة إلى حوالي 42% ، كما تعمل على تعظيم دور الغاز الطبيعى كوقود انتقالى صديق للبيئة محلياً عبر التوسع فى استخدامه في المنازل ومحطات الكهرباء والصناعة وكوقود للسيارات، إلى جانب إعداد استراتيجية وطنية لاستخدام الهيدروجين كوقود نظيف.
واختتم “الملا”، بالتأكيد على التزام مصر بمواجهة التغير المناخي والمساهمة في تحقيق مستقبل آمن ومستدام ونظيف للطاقة، معربًا عن تطلع مصر لنجاح القمة العالمية للمناخ المقبلة في شرم الشيخ عام 2022.
كما أكد ديفيد تيرك نائب وزير الطاقة الأمريكي خلال الجلسة على أهمية منتدى غاز شرق المتوسط ودوره الإقليمي البارز وخطط المنتدى فيما يتعلق بتغير المناخ، وأضاف أن التحول في مجال الطاقة والحد من الانبعاثات ركيزة أساسية في علاقات التعاون مع مصر في مجال الطاقة مشيرًا إلى لقاء وزير البترول المصرى مع وزيرة الطاقة الأمريكية والاتفاق على طرح مبادرة مشتركة بين مصر والولايات المتحدة خلال قمة المناخ التي ستعقد بمصر العام القادم.