تسعى دائماً لخدمة نساء الكنائس المصرية بصور مختلفة، في جو يسوده الأخوة والتفاهم وتبادل الخبرات والمعرفة، وتضافر للرؤى لتكتمل صورة الكنيسة المصرية، وتبدو كعروس في أبهى صورها، مزينة بفضائل مختلفة.. إنها لجنة المرأة بمجلس كنائس مصر التي كثيرا ما نسمع عنها، ولكن مازال البعض يتساءل عن تكوينها ورسالتها وعملها الفعلي على أرض الواقع ودورها في دعم العمل المسكوني.. للإجابة على هذه التساؤلات وأكثر، كان لنا مع مقررة اللجنة الأستاذة ماري يونان هذا الحوار :
* لجنة المرأة هي إحدى لجان مجلس كنائس مصر… حدثينا عن أهم لجان المجلس؟
_ من لجان مجلس كنائس مصر المفعلة حالياً لجنة خدام الرعايا “الكهنة والقسوس”، ولجنة الدراسات اللاهوتية والحوار، ولجنة الشباب، و لجنة الإعلام .
* بالنسبة للجنة المرأة.. ما هي رسالتها وأهم أهدافها؟
_ لجنة المرأة بمجلس كنائس مصر تهتم بكل شئون المرأة، بهدف خدمة الكنيسة والمجتمع، فتسعى اللجنة إلى تنمية المرأة المسيحية روحياً واجتماعيا ونفسيا وثقافيا وماديا ووطنيا وقانونيا.
* مما تتكون لجنة المرأة ؟
_ كل لجنة من لجان مجلس كنائس مصر تتكون من ثلاثة أعضاء عن كل عائلة كنسية، وكما يعلم الجميع أن مجلس كنائس مصر يتكون من خمس عائلات كنسية وهم؛ العائلة الأرثوذكسية و والكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية والروم الأرثوذوكس، وهذا التكوين أتبع أيضاً عند تشكيل لجنة المرأة، فبها ثلاثة أعضاء من كل عائلة. كانت مقررة اللجنة في بداية تكوين المجلس الدكتورة لورا بترا ممثلة عن الكنيسة الأرثوذوكسية، وذلك حتى عام 2019، وبعدها استلمت أمانة اللجنة عن الكنيسة الكاثوليكية.
* للجنة المرأة العديد من الأنشطة المهمة منذ تأسيسها وحتى الآن..فما أهم هذه الأنشطة؟
_ هناك فعاليات أساسية تقوم بها لجنة المرأة كل عام، مثل الاحتفال بيوم المرأة العالمي وعيد الأم الذي يتم خلاله الاحتفال بتكريم ثلاث سيدات عن كل عائلة كنسية، بشرط أن تكون السيدة التي يتم اختيارها لها قصه كفاح، سواء على مستوى أسرتها أو كنيستها أو بلدها، كما تم تكريم بعض الراهبات والمكرسات على عملهم الاجتماعي وخدمتهم للكنيسة التي لا تقل أهمية عن ما تؤديه الأم لأبنائها. كذلك قمنا بعمل ندوات ثقافية وصحية كثيرة لتوعية السيدات بالعديد من الأمراض مثل الكشف المبكر عن أورام الثدي وهشاشة العظام، وكان ذلك في العديد من الكنائس، وأيضا تشارك بعض أعضاء اللجنة بؤتمرات التمريض، أيضا تم عقد العديد من لقاءات الصلاة من أجل سلام العالم، كما عقد مؤتمر “حول الحوار وقبول الآخر”، أمتد لمده ثلاث أيام وكان مؤتمر أكثر من رائع .
* للمؤتمرات الكنسية ثمار عديدة.. فكيف رصدتي ثمار مؤتمرات لجنة المرأة بمجلس كنائس مصر ؟
_ هذه المؤتمرات تستطيع إذابة الجليد بين أعضاء الكنائس، وتؤدي إلى حالة من الإنفتاح بينهم، حيث أننا نصلي معًا بروح واحدة بدون أي حساسيات بين الطوائف لأننا كلنا في النهاية أعضاء في جسد واحد هو جسد السيد المسيح.
*تسعى اللجنة من خلال خدمتها لتشجيع الأسر المنتجة..فأرجو أن تكلمينا عن هذه الخدمة؟
_ بالفعل أقامت اللجنة أكثر من معرض لخدمة الأسر المنتجة لتشجيع السيدات على العمل اليدوي لعطائهن فرصة لزيادة دخولهن، ونرتب في الوقت الحالي للمشاركة في معارض أخرى خلال أعياد الميلاد والكريسماس.
* ماذا عن أجندة لجنة المرأة في 2022 ؟
_ في الحقيقة نحن لدينا خطة لعمل ندوات تثقيفية وصحية قريباً، كما نعد للإحتفال بعيد الأم، ويوم المرأة العالمي، كذلك نحضر لمؤتمر وللعديد من الأنشطة التي وضع لها الخطوط العريضة، والتي تنتظر موافقة الأمين العام، ومعرفة المشهد الصحي في مصر، ونسب الإصابات بفيروس كورونا، لأننا في الحقيقة كنا قد أعددنا خطة لعام 2021 ومن قبله عام 2020، وتم إلغاء معظمها كإجراء احترازي لتحجيم انتشار فيروس كورونا .
* هل كان هناك بدائل لهذه الأنشطة والفعاليات في حالات الإغلاق.. هل كان لوسائل التواصل “عن بعد” دور؟
_ بالفعل خلال الفترة الماضية قمنا بعمل إجتماع صلاة “أون لاين”، حيث صلينا من أجل المرضى، ومن أجل سلام العالم، كما تم التواصل عبر جروب على تطبيق “واتس أب”، بين أعضاء اللجنة والمخدومين وأعتقد أنه استغل جيدا لتبادل المعلومات الطبية والمساعدات، وأرقام الأطباء والمستشفيات، فهو بالفعل استطاع مساندة الكثيرات خلال ذروة الجائحة، وحتى الآن يتم من خلاله تقديم خدمات بأشكال مختلفة، وأيضاً نقوم بتشجيع بعضنا بعضا في العديد من الأمور عبر هذا الجروب .
* ماذا عن دور المجلس “من خلال لجنة المرأة” في قضايا المرأة التي تشغل المجتمع المصري.. مثل ختان الإناث والزواج المبكر والمواريث والعنف ..إلخ؟
_ قمنا بعمل ندوات تثقيفية تحدثنا فيها عن حقوق المرأة بشكل عام، وأهمية مناهضة العنف ضد المرأة وحقوق المرأة المالية، ولكننا في الحقيقة لم نفتح حتى الآن ملفات مثل التوعية بخطورة ختان الإناث، والزواج المبكر بشكل مباشر، إنني أقوم بالتوعية بهذه القضايا من خلال عضويتي بالمجلس القومي للمرأة.
*إلى أي مدى تشعرين – من موقع عملك- بفاعلية العمل المسكوني في مصر؟
_ لا أستطيع أن أنكر العمل المسكوني، ولكن هناك بطء شديد جداً في الأداء سواء على المستوى الرسمي أو من خلال تحرك الرئاسات واللجان، ولكن على مستوى أعضاء الكنائس والشعب، فالعلاقات أكثر من رائعة، لأننا معاً كل يوم، خلال الحياة والعمل، فأصبح الشخص لا يسأل غيره، عن طائفته، أو كنيسته، وأعتقد أن الإنسان كلما أقترب من الله تغيب عن حياته فكرة التعصب والطائفية، فهو يرى في كل إنسان أخ له، حتى ولو كان هذا الإنسان يؤمن بدين أخر فهو أخيه في الإنسانية، وله كل الحب والاحترام، كذلك يتحكم في هذا الأمر المستوى الثقافي للفرد، فكلما كان ذو مستوى ثقافي قليل، زاد شعور التعصب لديه، الإنسان الذي ليس لديه علاقة قوية بالله وغير مثقف يشعر دائماً أن كنيسته هي الأفضل وعقيدته هي الأصح، ولا أدري لماذا هذا يحدث مع أننا نؤمن بإنجيل واحد ويسوع واحد وإيمان واحد، فما الداعي للتعصب، فنحن في مجلس كنائس مصر نصلي معًا ونأكل معاً، لا أحد يسأل عن طائفة الآخر أو كنيسته التي ينتمي إليها، فالمؤتمرات دربتنا أن نعيش شركة المسيح ونخرج بصداقات قوية للغاية، وتعلمنا نصلي معاً، كل منا بلونه الذي يميزه، وأنا أقول دائماً أن الكنيسة غنية بألوانها ورائحتها، كل كنيسة لها رائحتها وطبيعتها الجميلة، وكما قال أحد الآباء “غنى المسيح في اختلافنا”، فأنا أحب أخي الأرثوذكسي الذي يحافظ على الكنيسة وطقوسها، كما أحب أخي الانجيلي البارع في الترانيم، لأن كلنا نكمل بعض.