في الـ 12 من شهر ديسمبر لعام 2021 ، حاورت “وطني” نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس، بمناسبة اليوبيل الذهبي لرسامته أسقفًا لإيبارشية البحيرة ومطروح وتوابعها، حيث تمت رسامته يوم 12 ديسمبر سنة 1971، وأيضًا العيد الخمسيني لتأسيس إيبارشية البحيرة ومطروح وتوابعها على يد نيافته؛ لذا تحتفل إيبارشية البحيرة خاصة والكنيسة القبطية عامة باليوبيل الذهبي لرسامته.
أقيم الاحتفال الرسمي والرئيسي بحضور قداسة البابا تواضروس، يوم الأحد 12 ديسمبر، وذلك بعد أن أقامت مراكز ومناطق الإيبارشية احتفالاتها بهذه المناسبة طوال سنة اليوبيل، حيث تمت رسامته بيد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث في الـ12 من ديسمبر 1971 ، وهو باكورة الرسامات للأسقفية، حيث أنه أول أسقف يقوم بسيامته البابا شنودة خلال حبريته، ورقى في 2 سبتمبر 1990 لرتبة المطران، وتولى قيادة سفينة الكنيسة في منعطف حرج وحساس باختياره قائم مقام البابا البطريرك عقب نياحة البابا شنودة وحتى تسليم عصا الرعاية للبابا تواضروس الثاني، ورغم الأمواج المتلاطمة التي أحاطت بالوطن والكنيسة في تلك الفترة إلا أنه بحكمة ومقدرة فائقة وعناية الرب استطاع أن يعبر بالكنيسة إلى بر الأمان وحين طالبة الكثيرين بالترشح للمنصب البابوي الرفيع، والذي هو أهلًا له رفض بشدة فأصبغ عليه الشعب لقب البابا الذي لم يحمل رقمًا .
كذلك يتواكب عيد الرسامة الـ 50 مع بداية تأسيس إيبارشية البحيرة وتوابعها على يد الأنبا باخوميوس سنة 1971 في حبرية البابا شنودة كإيبارشية مستقلة عن إيبارشية الغربية، والتي أصبحت من أكبر الإيبارشيات في تاريخ الكرازة المرقسية .
وقد حرصت “وطني”، أن تكون حاضرة دائمًا ومشاركة في هذه الاحتفالات بالحوار مع نيافته في دمنهور مقر الاستقبالات في كرمة مارمرقس ليكون لنا حوار متجدد مع نيافته .
*حدثنا نيافتك عن خبراتك في الرعاية والإدارة وحل المشكلات على مدى 50 سنة أسقفية
** قمت بوضع 10 محاور للخدمة: لا يحرم جائع من طعام – لا يحرم مريض من علاج – لا تحرم فتاة من زواج – لا يحرم معوق من عناية – لا يحرم طالب من تعليم – لا يحرم سجين من رعاية لا يحرم عاطل من عمل – لا يحرم مؤمن من إيمان – لا يحرم خدمة روحية من أن تقام – لا يحرم انسان من مأوى – وهى تشكل خبرات عملية أثناء الخدمة وكل خبرة منهم تحوي دروس كثيرة وكان الرب يرسل لنا الاحتياجات ويسدد احتياجات هذه الفئات ويعطينا نعمة لسد احتياجات الآخرين وحتى في بناء الكنائس كنا نعمل بقول الكتاب كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم، فالرعاية السليمة تحتاج إلى مدبر ساهر وأمين في الرعاية.
كما أن هناك علم الإدارة يساعد على الرعاية الروحية فالإدارة علم نقدم من خلاله أفضل خدمة بأقل وقت وبأقل مجهود ومع استخدام الآخرين والرب يدبر احتياجاتنا والخدام الذين يخدمون.
أما من حيث حل المشاكل نحتاج أن ندرس كل مشكلة من خلال المقابلات مع أطراف المشكلة وتحديد الاحتياجات وتدبير الوسائل لإيفاء هذه الاحتياجات وهذا يقودنا إلى دراسة علم المشكلات وتحديد المشكلة والتعرف على وسائل حلها وهذا يتطلب علم مهم جدا وهو علم الاتصالات.
* نيافتك تمتلك الحكمة وعاصرت بطاركة وأساقفة.. فهل أصبح لدى نيافتكم طرق محددة يمكن أن يستفيد منها الأساقفة في اختيار من يصلحون للكهنوت؟
** اختيار الكاهن تحدده مبادئ وآليات معينة: أن يكون المختار للخدمة يعيش حياة القدوة الصالحة يكون قدوة للمؤمنين في الكلام، وفي التصرف، وفي الروح والإيمان والطهارة – أن يكون مواظب على وسائط النعمة ( الصلاة – الصوم – دراسة الكتاب المقدس – الاعتراف – التناول والخدمة العملية ومن خلال هذه الممارسات نضع مبادئ اختيار الخدام المناسبين لخدمة الكهنوت وهذه تحتاج من الأب المدبر أن يعايش شباب الخدام ليختار منهم العناصر الصالحة للخدمة مثلا ألا يكون المختار إنسان غضوب أو يصطدم بالآخرين ويفقد أشخاص كثيرين أو يختار عناصر غير مناسبة – يستطيع الاسقف ان يواجه المشكلات التي تقابله بروح الصلاة والقدوة ودراسة الكتاب المقدس والحلول العملية فى حياة الرعية فهذه تمكن الأسقف الأمين والنشيط والمحب لكي ما يخدم رعيته بأمانة وحل مشاكلهم .
* ما الفئة التى يجب اختيار الكهنة منها.. وهل يشترط أن يكون إكليريكيًا؟
**ممكن يكون خريج إكليريكية وممكن يكون من خارج الإكليريكية المهم يكون خادم تحت إرشاد روحي دقيق ومشهود له ولكن يفضل أن يكون إكليريكيًا.
* كيف ترى إدارة البابا تواضروس للكنيسة.. وهل تختلف عن طريقة البابا شنوده؟
**قداسة البابا تواضروس عاش معنا في الخدمة، وهو شاب علماني وخادم متطوع ودرس في إكليريكية الإسكندرية، وكان يتسلم مسئوليات كثيرة وبقدر ما اذكر كان شابًا ناجحًا في مراحل الخدمة المختلفة، وكان أمينًا في كل ما يكلف به من خدمة واستطاع بنعمة الرب أن يكون خادم ناجح في كل ما أوكل إليه وفي إدارته للكنيسة حكيم جدًا وأمين جدًا وقابل للتعليم ويستطيع بحكمته وأمانته وفكره أن يحل مشاكل كثيرة، فالبابا تواضروس والبابا شنودة كليهما موهوب للخدمة، وكل منهما الله أعطاه نعمة وحكمة في تدبير خدمة الكنيسة .
* طوال 50 عامًا في الأسقفية والمطرانية.. ماهي أهم المشكلات التي واجهتك في حياتك؟ وكيف واجهتها؟
**قابلتنى مشاكل كثيرة وبنعمة السيد المسيح وإرشاده وكلمة الله المفتوحة أمام أعيننا والاقتداء بخبرات الخدام السابقين ودراسة لواقع المشكلات، التي قابلتهم والحلول التي أرشدهم الرب لها تحل مشاكل كثيرة، فمثلًا من الدروس التي تعلمناها في حل أي مشكلة نصلي ونطلب المشورة الآلهية ونحافظ على سلام الكنيسة وأولادها ومرافقها لدى ثمر البر يزرع في سلام للذين يفعلون السلام ويسعون إليه
*نيافتكم أول أسقف قام برسامته البابا شنودة وأول أسقف لإيبارشية البحيرة.. أعطنا نبذة عن هذا الاختيار ؟
* بنعمة المسيح أشكر الرب أنني تعرفت على قداسة البابا شنودة منذ أن كنت شابًا صغيرًا والتقيت به، وهو خادم فصارت لديه معرفة كبيرة بمنهجي في الخدمة، وبروح الصلاة والاتكال على الرب أرشده الروح القدس لكي يقوم برسامتي، كأول أسقف في حبريته ( وكان معي الأنبا يؤانس أسقف الغربية في ذلك الوقت)، وكان ذلك سنة 1971 وكنت قد تعرفت على قداسته سنة 49 او 50 ، وفي يوم الرسامة قال لنا قداسته الأنبا يؤانس مسؤول عن إيبارشية طنطا (إيبارشية الغربية) والأنبا باخوميوس مسؤول عن إيبارشية البحيرة ومطروح وتوابعها، وهنا بدأت إيبارشية البحيرة كإيبارشية مستقلة ( بعد أن كانت تابعة للغربية)، وفي الإيبارشية الوليدة الحقيقة، وجدت عدد الكهنة صغير والكنائس عدها قليل والمؤسسات الخادمة قليلة كانت منطقة ممتدة ومتسعة بها أقليات كثيرة مبعثرة والبداية كانت صعبة ووجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة والإيبارشية ليست بها إمكانيات إنشائية أو كوادر من خدام وكهنة للعمل الروحي، فكان لابد أن أتفقد بنفسي لأعرف الاحتياجات الروحية والمعنوية وأعطانا الله قدرة أن نتفقد مناطق كثيرة، وكان علينا بنعمة المسيح أن نحل هذه المشكلات فاحتياجاتها كانت مجهولة، وكان لابد من الافتقاد على أرض الواقع لأعرف الاحتياجات والآن بنعمة المسيح صارت من أكبر الإيبارشيات .
* هل آن الأوان لتفصح لنا عن سر رفضك الترشح للبابوية؟
**هذا عمل كبير ومسؤولية كبيرة أمام الرب وأنا غير مستحق لها وأحب أن أكون صغير وسني لم يكن يسمح، وكذلك ظروفي الصحية لا تسعفني، بالإضافة إلى أنني أحب شعب إيبارشيتي البحيرة ومطروح وتوابعها ولا أحب أن أبعد عنهم وأخدمهم طوال أيام حياتي كل ذلك جعلني أرفض الترشح للبابوية وفجئت بالشعب يصبغ على لقب البابا الذي لم يحمل رقمًا.
*سيدنا ما الذي تحتاجه الكنيسة الآن؟
**أهم شىء تأكيد العمل الروحي في حياة الكنيسة وخدامها – تشجيع روح التكريس في حياة الشباب المناسب للعمل الروحي والخدمة وتدعيم هذا الفكر بالدراسات اللاهوتية الخادمة وطلب عمل الروح القدوس في حياة الكنيسة .
*نيافتكم تدرس مادة الرعاية.. ما مدى أهميتها وأهم الكتب التي قمت بتأليفها؟
**مادة مهمة في خدمة الكنيسة وأضفنا إليها التدبير الإداري للعمل الرعوي من اختبارات الرعاية والتدبير ربنا علمنا كيف نتعرف على مشكلات الرعاية واحتاجاتها والحلول المطلوبة والمتاحة لخدمة هذه الاحتياجات .
أما عن أهم الكتب عملنا كتاب التدبير الإداري للكنيسة، وفي أحباء كتبوا في هذا العلم كتب جيدة مع استخدام العناصر الأمين واقتراح الوسائل المختلفة للحلول يعطينا فرصة اقتراح الحلول المناسبة للمشكلات – التدبير الإداري في الكنيسة الأرثوذكسية – مفكرات فى علم اللاهوت الرعوي – اذهبوا واكرزوا بالتبشير – وعود إلهية – مذكرات في تدبير حياة الأسرة .
* ماذا عن متابعة الشعب في ليبيا ؟
**حاليًا بنتصل من خلال بعض العناصر الموجودة في ليبيا وبطمئن على الكنائس ووجودها وليس هناك خدمات يسمح بها الآن بسبب الحرب والكنائس هناك رغم أنها مغلقة لا يتم التعدي عليها وليس هناك كهنة حاليًا رجعوا ومعظم المصريين رجعوا لمصر نصلى من اجل ان يرجع الرب الخدمة للخمس مدن الغربية مرة أخرى لكى ما نقوم بواجبنا حيث لدينا كنائس في طرابلس وبنغازى ومصراتة والبيضا .
* ماذا عن تقسيم الإيبارشية الكبيرة إلى عدة مناطق ؟
* قسمنا الإيبارشية إلى 7 مناطق خدمة ( مطروح – الساحل الشمالي- القطاع الصحراوي والذي يضم أيضًا السادات – أبو المطامير كفر الدوار – دمنهور – الخمس مدن الغربية في ليبيا ) ويساعدنا خدام فيها ويطمنوني على الخدمة واذهب إليهم حين تسمح ظروفي الصحية، وهناك كهنة يساعدوني.
* كيف تنظر نيافتكم للإيبارشية الآن ومستقبلها ؟
**نشكر الرب على عمله معنا وإعداد خدام معاونين ونقوم بواجب نحو مستقبل الكنيسة وأن يهىء الرب المنطقة لكي تقسم ونحن نبغى أن يقام خدام لخدمة الإيبارشية ويرشد الرب قداسة البابا في إقامة ايبارشيات تقوم باحتياجات هذه الإيبارشيات، لأن العمل الرعوي يحتاج مستقبلًا إلى أن تقسم إلى 6 أو 7 إيبارشيات جديدة، وكل منطقة فيها مبنى مطرانية ومجمع كهنة ووكيل مطرانية ومركز خدمة تنموية ومقر علاج ودراسة وكرمه لخدمة هذه المنطقة، علاوة على وجود دير الأنبا مكاريوس السكندري ليوفي باحتياجات الشباب المحب للرهبنة والتكريس .
* ونحن نعيش احتفالات سنة اليوبيل.. ما المقصود بسنة اليوبيل ؟
**تكلم عنها الكتاب المقدس في سفر اللاويين إصحاح 25 وأماكن أخرى وأنا بتأمل في سفر اللاويين وأرى أنه يتحدث عن التجمع على إثر نفخ في البوق حينما يكون هناك احتياج لتجمع في مناسبة عامة للشعب وتطورت بعد ذلك إلى التجمع لعمل مفرح هذا احتاج لتجمع في مناسبة عامة للشعب وتطورت بعد ذلك إلى التجمع لعمل مفرح هذا التجمع صار كل 50 سنة، ويسمى سنة اليوبيل وفيها عدة فضائل المناداة بسنة اليوبيل يعلن عنها يكون الكفارة العظيمة وعندما تكون هناك مناسبة مفرحة أو تجمع للحرب أو يكون هناك احتفال عام وسنة اليوبيل تصوم الأرض 3 سنين، ويكون إنتاج سنة أي يكفي إنتاج سنة واحدة للثلاث سنوات التي صامتها الأرض، لذلك يؤمن الشعب أن الله يستطيع أن يعتني به من خلال إنتاج سنة ليكفي ثلاث سنين قادمة فسنة اليوبيل سنة فرح وسنة توبة وسنة إيمان وسنة فكاك من الخطية ورجوع كل واحد إلى أرضه .
*ماذا تقول نيافتكم ونحن الآن في سنة اليوبيل ؟
** نشكر الله الذي يبارك حياتنا ويستر علينا ويحفظنا لخدمته في كنيسته المقدسة ونصلى أن يبارك الرب شعبة ورعايته ويفتقد الخدام المناسبين لأجل عمل مجد مبارك لخدمة الإيبارشية ونرجو أن تصلوا من أجلي لكي يكمل الرب أيامنا بسلام في عمل محبته .
* شعب الكرازة يريد أن يطمئن على صحة نيافتكم فماذا تقول لهم؟
**أنا أشكر الرب يسوع المسيح على عملة معي وأشكر كل الأحباء لاهتمامهم بظروفي الصحية لكن نشكر الرب على مايسمح لنا به وإن كنا نعاني بعض الأتعاب الصحية لكن بقدر ما يعطينا الله من نعمة فنحن نخدم إلى آخر لحظة من حياتنا، ونصلي أن يقبل الرب خدمتنا ويؤهلنا أن نكون أمناء بقدر ما نستطيع من خدمة .
* كيف ترى جريدة وطني؟
* نشكر الرب الذي أقام لنا جريدة وطني، التي أسسها الأستاذ أنطون سيدهم لكي ما تكون ناطقة باحتياج الكنيسة، وخدمتها ونصلي أن يبارك الرب المسؤولين فيها والعاملين فيها ونكر منه المهندس يوسف سيدهم، والأستاذ فيكتور سلامة، والأستاذ نشأت أبوالخير وجميع العاملين بالجريدة لكي يبارك الرب عملهم مع جزيل محبتنا والترحيب بك في كل مرة تزورنا فيها.