في التجارب نطلب ونتضرع كيما يستجيب الله. لكن دوما يكون للسماء رأي آخر.
فنحن كبشر نطلب ولا ندري ما سوف يكون اللحظة التالية.. والله وحده الذي يعلم وفق مشيئته الصالحة.
بعد سنة من التجربة الصعبة مع وداع أعز الأحباب كان لابد أن ندرك عن يقين أن الله من فرط محبته لا يسمح بأتعاب فوق الطاقة التي لا تحتمل وخز إبرة.. وسلمنا الأمر لمدبر الحياة.
عشنا التجربة وبقدر قسوتها بقدر ما كانت الدروس والعبر نافعة ومغيرة. وتعلمنا الكثير.
سنة ثقيلة مضت وكأنها عقود.. وفي السنة الصعبة تعلمنا مالم نتعلمه في سنين ولت في اللهث وراء النجاح وتحقيق الذات!! وإذا بالكل سراب وقبض الريح فلا منفعة ـ كما اختبر الرسول بولس ـ تحت الشمس.
في لحظة ما يدرك الإنسان أن تطلعاته في الحياة لا شيء, وأن الاتجاه ألم به انحراف ولابد من تعديل المسار
وفرق كبير بين من يعرف ومن يعمل.. فنحن نتوه في الحياة وننشغل وإذا النهاية تأتي بلا مقدمات فلنستعد والآن.
ولأن معترك الحياة مليء بتفاصيل كفيلة بإبعادنا عن الطريق القويم فلا مفر من تجنب ما يشغلنا أكثر بالعالم ويعطلنا عن الانشغال بالباقيات.
ولنتعلم ألا نركز في التفاصيل والأجدي أن نهرب لخلاص نفوسنا.
لنضع يومنا الجديد ـ من باب الاستعداد ـ في يد الله وهو الذي سمح به ونطلب منه أن يتسلمه بيده الحانية ولنتعامل بالمحبة كأقوي وسيلة للنجاة وكنوز الدنيا لا تساويها.
ولنعش التجربة برضا وشكر لنفوز.. فالله لا يسمح بالتجارب للتعب وحاشا.
يقينا.. الله وإن استرد وديعة تنقت وأصبحت مستعدة لدخول محفل القديسين بالفردوس لا يتركنا بلا رعاية وإنما يمشي معنا المشوار حتي النهاية السعيدة إن فتحنا له القلب.
فلنفز بالتجارب ولا ندعها تمر دون تعلم الدروس النافعة.. مجرد خواطر سنة مضت فارقة ومختلفة.