أكد بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني أن القارة الأفريقية شريك استراتيجي مهم للغاية للاتحاد الأوروبي بشكل عام ولإسبانيا بصفة خاصة، كما أن مصر هي دولة أساسية بل محورية في قارة أفريقيا، ليس فقط على الصعيد السياسي لكن أيضا على الصعيد الاقتصادي والتجاري، فهي أكثر الدول العربية التي تشهد نموا سكانيا، وهو ما يفرض ضرورة أن يتناسب حجم وجود قطاع الأعمال الإسباني مع الحجم الهائل للسوق المصرية.
وفي هذا السياق، أكد ” سانشيز” أن حكومة مملكة إسبانيا اختارت مصر كدولة ذات أولوية في استراتيجيتنا التي تستهدف تعزيز الشراكات في القارة الأفريقية، من خلال تفعيل التواجد الإسباني بها والقدرة التنافسية لقطاع الأعمال الإسباني في مجالات معالجة المياه، والطاقة المتجددة، ومجال الأغذية الزراعية، وقطاع السكك الحديدية، لكونها قطاعات مهمة تسهم في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
أضاف رئيس الوزراء الإسباني أن وزارة العلاقات الدولية والخارجية بالحكومة الإسبانية قامت بتنفيذ مؤتمر أفريقيا، ومصر واحدة من أهم الدول الاقتصادية بالقارة، ولذا فمن الضروري العمل على زيادة التقارب بين الدولتين من خلال هذا المشروع المستقبلي للتعاون، معبرا عن ثقته في أن الشركات الإسبانية يمكنها أن تسهم بشكل كبير في تنمية القطاعات المصرية، كما يحدث حاليا من خلال بعض الشركات العاملة في مصر.
لفت رئيس الوزراء الإسباني إلى أن هناك نتائج جيدة لقطاع الأعمال الإسباني في مصر، حيث أسهم في 80% من توليد طاقة الرياح وإنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في القارة الأفريقية قامت بها شركات إسبانية، وهو أمر يجعلني فخورا بصفتي رئيسا لحكومة مملكة إسبانيا بهذه النتائج، مشيرا إلى أن الشركات الإسبانية تعمل على توفير فرص عمل، ويمكننا من خلال هذا التعاون توسيع أطر العمل المشترك، فلدينا رغبة قوية في المساهمة في النمو والحراك الاقتصادي الذي تشهده مصر،
من خلال تنمية المجتمع المصري، وكذلك ما تشهده العاصمة الإدارية الجديدة من مشروعات كبيرة، وكذلك مشروعات تحسين البنية التحتية في قطاع النقل بمصر، كما يمكننا أن نسهم بشكل كبير في مشروعات المياه والطاقة الجديدة لتحسين الخدمات المقدمة، كما أن الشركات الإسبانية يمكنها أن تقدم خبراتها وتنقل التكنولوجيا إلى جميع هذه القطاعات، من أجل تحسين جودة الحياة في مصر.
أكد ” سانشيز” أن البروتوكولات التي سيوقعها الطرفان تتيح فرصة أكبر للمساهمة في قطاعات مهمة، كما تسمح بتفعيل عمل الشركات الصغيرة والمتوسطة، سواء المصرية أو الإسبانية، مضيفا أن تأسيس منتدى الأعمال المصري الأسبانى يحظى باهتمام كبير لكلا البلدين، والذي سينطلق قريبا بعد التوقيع على البروتوكول الخاص به.
اختتم رئيس حكومة مملكة إسبانيا بالتأكيد أن الدرس الذي تعلمناه من جائحة كورونا هو ضرورة الانفتاح على الآخر والتعاون فيما بين الدول، مجددا ثقته في أن تسهم الشراكات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل كبير في تحقيق النمو المنشود لبلدينا وتحسين جودة الحياة في مجتمعاتنا، وهو ما يستحق أن نعمل معا من أجله، وقال: أنا موجود حاليا في مصر من أجل هذا الهدف، وأتمنى تكرار الزيارات المتبادلة في المستقبل بما يؤدي إلى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها “بيدرو سانشيز”، رئيس حكومة مملكة إسبانيا، فى فعاليات منتدى الأعمال المصرى الاسباني بحضور الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ، استهلها بتقديم الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وللحكومة، والشعب المصري على حفاوة الاستقبال التي لمسها خلال زيارته الأولى لمصر كرئيس للحكومة الإسبانية .