جاء إعلان اكتشاف متحور جديد من فيروس كورونا في جنوب أفريقيا بنهاية شهر نوفمبر الماضي ليثير الهلع في العالم، والذي قررت منظمة الصحة العالمية، في أعقاب اجتماع طارئ، تصنيف متحور B.1.1.529 الجديد من فيروس كورونا المستجد ، بالمثير للقلق. وأطلقت المنظمة عليه اسم “أوميكرون”، نسبة إلى الحرف الخامس عشر في الأبجدية الإغريقية.
صرح الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا لجريدة “وطني”، بأنه رغم كل هذا القلق إلا أن هناك الميزة حول هذا المتحور عن ما سبقه، في أنه أعلن عنه مع أول إصابة، في حين أعلن عن المتحورات السابقة بعد انتشارها بحوالي 3 أشهر، مما لم يعطى فرصة للدراسة أو أخذ الاحتياطات اللازمة، إنما فيما يخص المتحور اميكرون، فقد قامت الدولة التي ظهر بها أول حالة وأثبتت التحور بالإعلان عنه وهذا يعطينا ميزة كبيرة جدا في السيطرة عليه أو انتشاره.
وفيما يخص المعلومات التي وصل حول هذه المتحور، أكد رئيس اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا، أنها مازالت غير كاملة، حيث ما زال المتحور في طور الدراسة، ولكن هناك أسئلة رئيسية يجب الإجابة عليها، وهم خمسة أسئلة.
السؤال الأول هل المتحور يكتشف بالمسحة أم لا؟ ، ونستطيع القول إنه تم اكتشاف المتحور اميكرون عن طريق المسحة بالتالي أثبتت المسحات التقليدية أو السريعة القدرة على اكتشاف متحور أوميكرون غير بعض التحورات الأخرى التي احتجنا إلى تعديل المسحات لكي نكتشف الإصابة.
ويضيف أما السؤال الثاني والثالث وهما هل هناك اختلاف في الأعراض أو هناك أعراض جديدة ؟ وهل الاعراض تختلف في شدتها عن المتحورات الأخرى أم لا ؟.
وأكد الدكتور حسام أن معظم البلاد التي ظهر فيها هذا المتحور أوضحت أن الأعراض لم تختلف أو تكون أشد ولكن هناك أعراض اختفت تماما مثل عرض فقد القدرة على الشم والتذوق وإن كان هذا العرض لم يكن من الأعراض الأساسية في الإصابة بفيروس كورونا ومتحوراته السابقة.
ويأتي السؤال الرابع في هل الأدوية الموجود داخل بروتوكولات العلاج تؤمن نسب الشفاء أم لا ؟ ، أوضح أنه بالنسبة للحالات التي رصدت معظم الحالات استجابت للبروتوكولات المعمول بها، ولكن السؤال الأهم هو، هل هناك اختلاف بين الشخص المتلقى للقاح وغير المتلقى للقاح في الوقاية والعلاج أم لا ؟، وهنا أكد أن هذا الموضوع مازال في طور البحث وأي شئ يعلن عن هذا غير حقيقي، لكن المؤكد أن دول المنشأ والتي ظهر فيها هذا المتحور كان التلقيح فيها قليل جدا، و في نفس الوقت المصابين لديهم مرض نقص المناعة ( الايدز ) بالتالى التحور حدث لسببين الأول عدم أخذ اللقاح أو عدم التلقيح الكامل حيث لم تتعدى نسبة التلقيح الكامل فى هذه البلاد عن 16 % ، وثانيا نقص المناعة.
وأكد الدكتور حسام حسني، أن خط النجاة يتمثل في نوعين من الإجراءات، إجراءات تتخذها الدولة وإجراءات يتخذها المجتمع والمواطن، وقد قامت الدولة بالفعل بإجراءتها خارجيا و داخليا، وخارجيًا حيث تم رفع درجة الاستعدادات بالحجر الصحي في جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية، لحماية الحدود وعدم إدخال أي شخص إلا بعد أن يكون معه مسحة سلبية وتجرى له المسحة السريعة في المطار للتأكد من سلبية الإصابة، وداخليًا توفير اللقاحات اللازمة للمواطن المصري.
وبالنسبة للإجراءات التي يجب أن يتخذها المجتمع هي اتخاذ الإجراءات الاحترازية المعلن عنها وإن كان هناك ضرورة الآن لتوسيع هذه الإجراءات وهي الحصول على المصل، التباعد، غسيل الايدين، عدم لمس الأسطح، التهوية السليمة، البعد عن التجمعات والأماكن ذات الكثافات العالية ونؤكد أن اللقاح هو طوق الأمان.
ونبه الدكتور حسام حسنى على البحث عن أنواع محددة من اللقاح، موضحًا أن اللقاح الموجود في جمهورية مصر العربية يتوفر به شرطين أساسيين، وهم الأمان والفاعلية وكل اللقاحات معتمدة من منظمة الصحة العالمية ولا يوجد لقاح أفضل من الآخر إلا إذا في بعض الحالات الصحية التي يحددها الطبيب ولا يحددها فرد.
وحول إعلان بعض الدول وبعض شركات الأدوية المصنعة للقاحات أنها استطاعت أن تصنع لقاح للمتحور اميكرون.
وأوضح سيادته، أن كل ذلك دعاية إعلامية حتى الآن، فمازالت هناك إجراءات علمية حول المتحور اميكرون تحتاج من أسبوعين إلى ثلاث اسابيع ليعلن عن هذه النتائج وحينها نقرر هل نحتاج لقاح مخصوص للمتحور اميكرون أم لا .
وحول ظهور حالة فى مصر مصابة بالمتحور اميكرون، أكد رئيس اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا، أننا من اول يوم نتعامل بشفافية حول الإصابات فإذا تأكدنا بوجود حالة لن ننكر ذلك.