تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مثل هذا اليوم والذي يوافق 29 هاتور من عام 1738 ش ،بتذكار استشهاد البابا بطرس “بابا الإسكندرية السابع عشر “و خاتم الشهداء .
وعن هذا الشهيد العظيم يحدثنا الخادم ومؤلف الكتب “كيرلس كمال” ،وصاحب قناة اليوتيوب”حكاوي قبطية”،والتي يشرف عليها الأنبا إيلاريون الأسقف العام، غرب الإسكندرية ويقول :”الشباب هو سلاح الكنيسة، ولا أقصد السلاح الحربي لان أسلحتنا ليس سيوف وعصي بل صلاة وعبادة وصوم والعلاقة الروحية مع الله فى المخدع”.
ويتابع كيرلس ويحكي عن الشهيد قائلاً :”ومن خلال حياتك الروحية تستطيع أن تهزم قوي الشر وتقف ضد العالم، ونحن اليوم بصدد أن نتكلم معكم عن شاب من أعظم الشباب التي ترأست الكنيسة وجلست علي الكرسي المرقسي رأينا فيه كل صفات الراعي الأمين المحب لشعبه و لرعيته لدرجة أنه فضل الموت وينال إكليل الاستشهاد على أن يعيش ويموت شعبه، ومن أجل صلاته للسيد المسيح صار هو بسفك دمه هو خاتم الشهداء”.
وتابع يقول :”ولد بطرس من أب كاهن يدعي ثيؤدسيوس وأم تدعى صوفيا وكانت أمه عاقر وطلبت من الرسولين بطرس وبولس فى عيدهم أن ترزق بطفل فاستجابوا لطلبها ورزقت به بعد أن باركهم البابا ثاؤنا السادس عشزر منذ نعومة أظافره تعلم ودرس العلوم اللاهوتية وهو فى سن الخامسة ولما أكمل سنتين رُسم شماساً وعندما أكمل ١٦ سنة من عمره رسمه البابا ثاؤنا قساً وكانت له خدمة جبارة تتلخص فى أربع مواقف هامة.
١. واعظ الكنيسة :- فجعله البابا ثاؤنا واعظاً للكنيسة وكانت لعظاته تأثير كبير للشعب رغم صغر سنه
٢. مدير مدرسة الإسكندرية :- عين مدير لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية ونال لقب ” المعلم العظيم للدين المسيحي” وهذا اللقب كان يُلقب به عمداء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية
٣. مدافع عن الإيمان:- لقد واقف لبدعة سابيليوس وأفحمه وفند له أخطاءه وشر ضلالة فلقد كان سابيليوس أسقف ليبي تمتد إيبارشيته من مريوط لطرابلس ولقد أنكر سابيليوس وجود ثلاثة أقانيم مدعياً أن الله واحد فقط غير مثلث الأقانيم ولكن عندما جاء سابيليوس ليتحدي البابا ثاؤنا أرسل له القس بطرس الذي “استصغره” به سابيليوس لصغر سنه، لكن استطاع القس بطرس أن يفحمه ويوضح عدم صحة كلامه موضحاً أن الله واحد لكن مثلث الأقانيم
٤. صانع المعجزات :-لقد كان يرى يد السيد المسيح تناول الشعب مع البابا ثاؤنا كما راها تمنع شخص غير تائب من المناوله، كما أنه آخر شيطاناً من أحد قد ضايق الشعب جداُ وقد أمره البابا ثاؤنا بالصلاة علي هذا الشخص
وقبل نياحة البابا ثاؤنا أوصي برسامة القس بطرساً خلفاً له وصار هو البابا بطرس الأول السابع عشر ويظن البعض أنه رُسم بطريركاً فى سن التاسعة عشر من عمره ولقد رعى رعية المسيح أحسن رعاية وتعرض لألام داخلية وخارجية و اضطهاد شديد جداً على أبنائه وقتلهم إنكار إيمانهم بالإضافة لبدعة ميليتوس أسقف أسيوط الذي أتعب الكنيسة جداً وانشق بإيبارشية أسيوط وأعلن نفسه أسقف الإسكندرية كما ظهر أريوس وأنكر وجود أقنوم الابن بجانب أتعاب كثيرة رآها هذا القديس
ولقد أمر الوالي بالقبض عليه بسبب تعميده لطفلين جاءت بهم أمهم من أنطاكية لتعمدها فى الإسكندرية لتهرب من شر أبيهم أحد أمراء أنطاكية الوثنيين وأثناء الرحلة حدث هياج فى البحر فخشت الأم أن يموت أبنائها بدون عماد فجرحت ثدييها وعمدتهم وعندما جاء بعد ذلك البابا بطرس ليعيدهم نشفت المياه وبعد عدة محاولات سأل الأم عن ما حدث لهم فقصت له القصة أنها قامت تعميدهم فقال حقاً المعمودية مرة واحدة”.
وبسبب هذه القصة قبضوا عليه وألقوه في السجن ولقد رأى المسيح وهو فى السجن وثيابه ممزقة وقال له المسيح أن أريوس هو من مزق ثيابه”.
وتابع كيرلس يحكي :”وعند ميعاد تنفيذ حكم الإعدام تجمهر الشعب على باب السجن وكانت تحدث مذبحة فطلع البابا بطرس من السجان أن يحفر حفرة خلف السجن خرج منها وصلي أن يكون بسفك دمه نهاية لعصر الاستشهاد وأجاب الله لطلبه وقطعوا رأسه فى ٢٩ هاتور
ودفن في القبر الذي بناه لنفسه فى غرب الإسكندرية وهي كانت غرب فنار الإسكندرية وهو الفنار القديم الذي كان يحل محل قلعة قايتباي الحالية، ودفن ما بين منطقة كفر عشري والقباري حالياً”.
ويوجد فى الإسكندرية كنيستين بإسمه الكنيسة الأولي في منطقة سيدي بشر وهي كنيسة القديسين مار مرقس والأنبا بطرس،و التي حدث بها التفجير الأليم سنة ٢٠١١، والكنيسة الثانية وهي كنيسة مار جرجس المكس فى قطاع غرب المقر الذي يقيم فيه نيافة الحبر الجليل الأنبا إيلاريون أسقف عام قطاع غرب الإسكندرية وهي كنيسة تحت الإنشاء قام القس بطرس سليمان كاهن الكنيسة بوضع أساسها وبنائها على أن تكمل علي خير”.