تشير قوائم الأعياد في بربا الملك رمسيس الثالث بمدينة هابو إلى أن الإحتفالات بـ “أوزير الشجرة” كانت تتم في اليوم الخامس عشر منتصف الشهر الرابع -كيهك- من فصل الفيضان “أخت”, وذلك وفقًا للقوائم التي ترجمها ونشرها العالم الألماني شوت سيجفريد.
ونلاحظ كما سيأتي في شرح الإحتفالية التالية, أن ذلك التاريخ هو تاريخ بداية موسم الحج إلى أبيدوس, الممتد لمدة أربعة عشر يومًا, أي أن طقوس الحج تبدأ بعيد شجرة أوزير.
في كل عام, لآلاف السنين المتوالية, كان المصريون يحتفلون في العاصمة المقدسة “أبيدوس” بعيد شجرة أوزير, أما مقام دفن رأسه الشريف, فيأتون بأكثر الأشجار إخضرارًا لإقامتها وزرعها في وسط الميدان, الذي يكتظ بالرجال والنساء, الأطفال والصبايا والشباب, اليتامى والفقراء والضعفاء, إنتظارًا للهدايا والعطايا, حيث يتلقى الكهنة الكتبة طلباتهم وأمنياتهم ويسجلونها على الشقافات -أوستراكا- والبرديات, ويضعونها تحت قدمي -أوزير الشجرة- فيحققها لهم الكهنة المختصون ونواب الملك, قدر الإمكان.
في كتاب “فجر الضمير” -طبعة مكتبة الأسرة 1999- يقول عالم المصريات الكبير “جيمس هنري بريستد” معلقًا على رواية عودة إست “إيزيس” بالشجرة التي إحتوت جثة زوجها أوزير “أوزيريس”:
“عاد هذا الرب إلى الحياة مرة أخرى متقمصًا جسم شجرة خضراء, ولذا صار رمز رجوع الحياة التي تنبعث ثانية بعد الموت, شجرة خضراء, ونشأ عن ذلك الحادث عيد جميل يقام كل سنة تذكرة لتلك المناسبة, وذلك برفع شجرة مقتلعة وغرسها في الأرض في محفل عظيم, وكانت تُجمل فتُغطى بالأوراق, وتلك الشجرة هي التي إنحدرت إلينا في صورة العيد الذي لا نزال نقيمه ونزينه بالإبتهاج والرقص”.
كذلك يقول “وليم نظير” في كتابه “العادات المصرية بين الأمس واليوم”:
“.. آمن المصريون أن أوزير هو القوة التي تمدهم بالحياة, وتعطيهم القوت في هذه الدنيا, وأنه هو الأرض السوداء التي تخرج منها الحياة المخضرة, فرسموه وقد خرجت سنابل الحبوب تنبت من جسده, كما رمزوا للحياة المتجددة بشجرة خضراء, وكانوا يقيمون في كل سنة حفلاً كبيرًا ينصبون فيه شجرة يزرعونها ويزينونها بالحلي ويكسونها كما يفعل الناس اليوم بشجرة عيد الميلاد!”.
شجرة أوزير ليست فقط خاصة برب الزراعة والشعر والموسيقى, الأسمر الجميل أوزير, المؤتمن على مستقبل البشر في العالم الآخر, إنما هي شجرة الحياة.
مقتطف من كتاب “الأعياد” عن الكريسماس المصري – شجرة أوزوريس
ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.