دخل طفل لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات إلى غرفة وكان يجلس بها أحد المواطنين، فاستقبل الطفل بالترحاب واعطاه قطعه من الشيكولاته ورحب به واحتضنه وقبله.. مر شهر على هذا الموقف ودخل هذا الطفل نفس المكان فوجد شخص آخر أراد ان يداعب الطفل فأخذ منه صفارة كان يلعب بها، فبكى الطفل واستغاث بالآخرين الذين ردوا له لعبته وطيبوا خاطره.
بعد حوالى سنه دخل هذا الطفل نفس المكان فوجد الاثنين موجودين فى مكان واحد.. فارتمى فى احضان صاحبه الذى اعطاه الشيكولاته وهرب ولم يرد أن يسلم على الاخر .. رغم الحاح الحاضرين عليه.
عزيزى – الطفل لا ينسى من قبله وطبطب عليه لذلك لا ينسى أمه التى ارضعته ولا ينسى أباه الذى اعطاه الحنان.. أما الذى يأخذ منه شيئا فهو يهرب منه.. إنها الطبيعه البشريه.. لذلك قال الكتاب “جيد هو العطاء أكثر من الأخذ”.
ارجوك ان تكون مصدر عطاء للآخرين. اعطهم مما اعطاك الله: أعطهم حباً .. أعطهم إبتسامه .. أعطهم تشجيعاً .. أعطهم من خبراتك .. فقد قال الكتاب “اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم. لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم” (لو ٦: ٣٨)
نهر النيل مياهه جاريه صالحه للشرب، أما المياه الراكده التى لا تتحرك فهى مميته فلا تقترب منها ولا تتعامل معها.. لذلك فالمؤمن الحقيقى تجرى من بطنه أنهار ماء حيه .
فاذا كانت وصيه العهد القديم ( لا ٢٥ : ٤٦ ) تنادى وتقول لا يتسلط انسان على اخيه بالعنف فكم وكم بالأطفال .. نعم التأديب مطلوب ولكن التأديب مع الحب وليس العنف.. حتى وإن كان الطفل لا يتكلم لكنه يمتلك ذاكره تسجل كل ما حوله ولا ينسى الاساءه مهما طالت الأيام – وارعى ابنك رعاية بمخافة الله وبحب ينشأ رجلاً ينفع الوطن والكنيسه ويخلد ذكراك بأحرف من نور ..