امجد نظمى .. مدير القسم الثانوى بمدرسة القديس يوسف المارونية
الحياة.. تلك الرحلة المجنونة ،، نحاول ونجتهد أن نفهمها ولا نستطيع ولكن غالبا ما نبدأ باكتشاف أجزاء منها بعد فوات الأوان،
فحين ينفرط عقد العمر نكتشف أمورا مريعة ،،،
أدركنا اننا أضعنا شهورا بل سنوات في شئون تافهة ،فاكتشفنا اننا قضينا ازمنة نبحث في اشياء لا جدوى منها..
عرفنا ان الحزن اخذ من حياتنا أكثر مما ينبغى..
وان الخصام والخلافات استهلكت من أعمارنا بزيادة عن اللزوم..
علمنا انه كان بالإمكان أن نضحك أكثر ، ولكننا قمنا بتأجيل السعادة الى حين ميسرة..
و تفهُّمنا ان اللحظة الضائعة لا يمكن تعويضها ، وأن كل يوم في تلك الحياة هو حدث فريد في ذاته، وأن المال والممتلكات والنفوذ هي أتفه ما ركضنا وراءه في الحياة.
اكتشفنا اننا دخلنا حروب بلا داع ، بينما كان أمامنا طريق السلام مفروشا بالورد..
استخسرنا لحظات من البهجة كانت موجودة بكثرة حينها ، ثم اكتشفنا ندرتها ، بل استحالتها بعد فوات الأوان..
صرفنا نقودنا في غير محلها، فقد اولينا اهتماما لملابسنا اكثر من ادمغتنا، وانشغلنا بملء بطوننا اكثر من تغذية عقولنا..
خسرنا بحماقة ، و لأسباب تافهة اشخاصا لو كنا كسبناهم لكانوا اعظم إضافة لحياتنا..
إعترفنا بأننا إتخذنا قرارات خاطئة واستكبرنا ان نتراجع فبها
لم نستدرك اخطائنا بل تمادينا بإصرار كي نظهر امام الناس اننا على حق ..
كنا عنيدين في الجدل العقيم..
منعتنا عزة نفسنا عن الاعتذار حين توجب..
اغلب اختياراتنا كانت لحظية انانية متسارعة..
منحنا الحب لأشخاص لم يبادلونا مشاعرنا، ومنعناه عن مستحقيه..
قدمنا تضحيات لبشر ، و كانت المكافأة في المقابل نكران..
عد أيها العمر للخلف قليلاً ،،، حسنا ، ليس هناك إعادة وليس هناك فرصة أخرى، ولكن الأمل في أننا مازلنا موجودين لنعيش قليل من اللحظات الصادقة.