وصل البابا فرنسيس صباح أمس السبت إلى أثينا، وتوجه إلى القصر الرئاسي، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي قبل أن يقوم بزيارة مجاملة إلى رئيسة الجمهورية اليونانية إيكاتريني ساكيلاروبولو، ويلتقي رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس.
بعدها كان للبابا لقاء مع ممثلين عن السلطات المدنية والمجتمع المدني بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي.
و وجه البابا فرنسيس للحاضرين خطابًا مسهبًا أكد فيه أنه من أثينا مرت طرق الإنجيل التي وحدت الشرق والغرب والأماكن المقدسة وأوروبا وأورشليم وروما، مذكرا بأن الأناجيل التي نقلت إلى العالم البشرى السارة لإله محب للبشر، كُتبت باللغة اليونانية، فصارت لغةُ الحكمة البشرية صوتَ الحكمة الإلهية. وفي هذه المدينة، يرتفع النظر إلى العُلى، ويندفع تلقائيا نحو الآخر.
ويذكرنا بذلك البحر، الذي تواجهه أثينا، وهو يدعوها لتكون جسرا بين الشعوب. هنا وُلدت الديمقراطية. والمهد أصبح، بعد آلاف السنين، بيتا كبيرا للشعوب الديمقراطية: أشير إلى الاتحاد الأوروبي وحلم السلام والأخوّة بين الشعوب العديدة.
ولم تخل كلمات البابا من التوقف عند الجائحة فقال إنها المحنة الكبرى، إذ جعلتنا نعيد اكتشاف ضعفنا وحاجتنا إلى الآخرين. في هذا البلد أيضًا، إنها تحدّ يقتضي تدخلا مناسبا من قبل السلطات وإلى التضحيات الكثيرة الواجبة من أجل المواطنين. ومع ذلك، ففي خضم كل هذا الجهد، ظهر إحساس ملحوظ بالتضامن، ويسعد الكنيسة الكاثوليكية المحلية أن تكون قادرة على الاستمرار في المساهمة فيه، إيمانًا منها بأن هذا التضامن هو إرث ينبغي ألا يضيع، فيما ننتظر هدوء العاصفة البطيء.