يبدو أن المجتمع الدولي علي موعد جديد مع الفشل إزاء هجمات فيروس كورونا المستجد ومتحوراته.. وجاء الفشل الأول مع اكتشاف كوفيد 19 بنهاية 2019 في الصين, حيث شهد العالم مباراة في الاتهام والاتهام المضاد بين الولايات المتحدة والصين.
وبدلا من توحيد الجهود راحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تكيل اللعنات والاتهامات للصين بإخفاء المعلومات عن الفيروس القاتل.. وفي المقابل تدافع الصين عن نفسها وعن اتهامات تخليق الفيروس صناعيا لارباك العالم. وبالطبع لم يثبت بالدليل القاطع أيا من الاتهامات.
حتي أوروبا لم تتحد في مكافحة الجائحة. ولو أتحدت لشهدنا في غضون أسابيع قليلة لقاحات حاسمة من نتاج عشرات مراكز الأبحاث العلمية!!
والنتيجة أن العالم لازال يئن من فرط الإصابات والوفيات بفيروس كوورنا, أغنياؤه قبل فقرائه.
الكارثة الحقيقية أنه حتي عندما نجحت مراكز الأبحاث في إنتاج لقاحات سارعت الدول الكبري كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تخزين مليارات الجرعات من اللقاحات تاركين القارات الفقيرة بشعوبها في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا بنسبة تلقيح لا تتعدي الـ10%!!
هنا اختل ميزان مكافحة الفيروس الشرس وظل ينهش طوال عامين ومازال ولما استقر به المقام راح يطور نفسه بمتحورات كان أشهرها دلتا وحاليا أوميكرون. وهو النسخة الأكثر خطورة وتجري الأبحاث للتأكد من استجابته للقاحات المتاحة من عدمه.
حاليا يسود العالم رعب من متحور أوميكرون. لكن المثير للدهشة أن يكرر العالم سيناريو الفشل حيال الفيروس ومتحوراته!!
منذ نحو أسبوعين أعلنت دولة جنوب أفريقيا عن ظهور المتحور الجديد أوميكرون وأنه تسبب في وفيات بأعداد مقلقة.
وعلي الفور سارعت بلدان أوروبا والولايات المتحدة في الإعلان عن غلق حدودها أمام القادمين من الدولة الموبوءة وعدم السماح بالسفر إليها. مما دعا رئيس جنوب أفريقيا لأن يبعث برسالة عتاب ولوم للمحتمع الدولي.. معبرا عن أسفه لرد فعل العالم المتقدم, حيث قوبلت الشفافية بجحود تام وفرض العزلة علي جنوب أفريقيا!!
وكان بالأحري أن تسارع دول أوروبا وأمريكا بإرسال فرق بحثية لدراسة طبيعة المتحور الجديد وحصاره في منطقة انتشاره.
ولماذا لا يتعلم العالم الدرس بعد عامين كاملين من الصراع مع فيروس كورونا في ظل تسييس الحدث. بداية بين أمريكا والصين ثم استمر بعد ذلك حتي في مرحلة تصنيع لقاحات.
فلدينا لقاحات أوروبية وأمريكية وأيضا صينية وروسية. ورغم نداءات منظمة الصحة العالمية لتوحيد الجهود ودق ناقوس الخطر إلا أن السياسة لاتزال تخيم علي السلوك الدولي.
هل يتحد العالم لدحر متحور أوميكرون وغلق صفحة فيروس كورونا الذي أصاب ما يقارب الـ250 مليون إنسان وأودي بحياة نحو 5 ملايين إنسان؟.. العالم في اختبار ولازالت الفرصة سانحة.