دعا الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء إلى استحضار بدايات الإعلان عن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والتي شهدت تقليل البعض من مدى قدرة الدولة المصرية على تنفيذ مشروع بهذا الحجم، لافتأً في هذا الخصوص إلى أنه باسترجاع تاريخ مصر منذ مصر القديمة، سنجد أن مصر وهي تنتقل من عصر إلى عصر، كان يصاحب ذلك دائماً إنشاء عاصمة جديدة، وقد أنشأ الخديوي اسماعيل في القرن التاسع عشر مقر الحكم الجديد لمصر، الذي تتواجد فيه الحكومة اليوم، في منطقة وسط البلد، أو القاهرة الخديوية، وكان بهذه الخطوة ينشئ عاصمة جديدة لمصر، حيث ترك مقر الحكم في القاهرة الاسلامية، سعياً نحو الحداثة والتقدم، وكان الأمر حينها بمقياس السكان يمثل خلق عاصمة جديدة، حيث أنشأ الحي الذي استمرت فيه الحكومة 150 سنة، حتى لحظة التحرك الآن.
أكد مدبولي أن العاصمة الإدارية الجديدة مخططة لتستوعب نمو وتقدم مصر لـ 200 سنة مستقبلا، لافتاً إلى أنه رغم الفخر بما تحقق في هذا المشروع خلال 5 سنوات فقط، فمازال العمل مستمراً، حيث إن كل ما تم تنفيذه لا يمثل سوى مرحلة أولى فقط من مراحل التنمية التي تتم في هذا المكان، مؤكداً أن التنمية التي تتحقق لاتقتصر على المباني، فالحي الحكومي الذي تتواجد فيه الحكومة اليوم، يشهد تنفيذ توجيه الرئيس السيسي، بأننا لا ننتقل جغرافياً فقط، حيث يتم إنشاء الحي الحكومي بالتوازي مع التحديث الكامل في منظومة العمل الحكومي، الأمر الذي يعكس أن التحدي الأكبر منذ اللحظة الأولى لم يكن تدشين المنشآت، بل رقمنة وحوكمة العمل الحكومي، وادخال نظم عمل جديدة غير مسبوقة، والأهم البدء في تدريب وتأهيل الموظفين الذين سينتقلون للعمل بالعاصمة، ليكونوا قادرين على مواكبة الرؤى والأهداف التي نسعى من ورائها لبناء دولة حديثة.
أوضح أنه من هذا المنطلق فلم يكن الأمر فقط يتعلق بالعملية الإنشائية للمؤسسات ولكن مرتبط بإقامة بنية أساسية معقدة، فيما يخص الاتصالات ومنظومة إدارة النظم والمعلومات، وربط المدينة بالكامل معا باعتبارها مدينة ذكية من مدن الجيل الرابع المستدامة، حيث إن العاصمة تضم أنظمة حديثة لم نكن معتادين عليها، وبدأنا تطبيق هذه المنظومة هنا وفي جميع المدن الحديثة التي بدأت الدولة المصرية في تنفيذها، واليوم العاصمة الإدارية هي واحدة من هذه المدن.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي موسع، عقده رئيس الوزراء عقب ترؤسه أول اجتماع للحكومة بكامل هيئتها في مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة.