أفتتح مساء اليوم بقاعة الزمالك للفن معرض اللانهائي للفنان كمال الفقى .
يضم المعرض خمسة عشر عملا فنيا حيث يقدم عرض لقضية فكرية حول تصارع عقلنا الواعى مع عقلنا الغير واعى ، و قدم الفنان منحوتة الفارس والحصان وهنا يطرح الفنان مفارقة التزامن فى اتخاذ القرار، فالفارس بدا ككتلة غير متوازنة فوق الحصان المتوازن الراسخ فبدى من هيئته كفارس وقد مد ساقيه وانحنى بظهره كمظهر للانطلاق الفعلى.
وقدم الفنان منحوتة الرجل الفيل والرجل الحصان كأنها معلقان على حافة بين الوعى واللاوعى والفعل واللافعل بما تكشفه جلساتهما .
ومع منحوتات عرض اللانهائي يزداد تلاقينا وفكرة اللايقين الوجودى الغالبة عليه ووجد أن الرجل والفراشة جزء جزء من رؤية فلسفية يكتب لها الفنان بمنحوتاته وأن حلم الفراشة يطوف فوق رؤوس أشخاص العرض فاحد منحوتاته رجل له رأس حصان واخر له رأس فيل واخر يراوحه نسر فوق كتفيه وفيل يمتلك جناحى طائر.
و استطاع الفنان أن يقدم الخيول بثقل كتلتها وحضورها الجسدى بصريا الا انها خيول ميتافيزيقية عالقة فى الزمن او كأنها من خارجة لمسات الخيل ،بسبب المعالجة الفنية وحضورها الجسدى الضخم وهذه الصخامة المميزة هى وسيلة الفنان التعبيرية لتجسيد رؤيته كمثال وفى الوقت نفسه لجأ للمادة اللامعة كالمرايا ليغلف بها منحوتاته ، ليخفف من الثقل وربما ليوحى بالحركية والخفة بينما عمل السطح اللامع على التقاط حركة أجساد ووجوه المشاهدين فى مرورهم داخل القاعة ليجعلهم شركات فى العرض ودفعهم للتأمل فى صورهم المنعكسة متضخمة على سطح المنحوتات للتأمل أن كانوا هم بالفعل ما يرونه ام هم مجرد صور تتاملها نفسها.
وشدة لمعان المنحوتات قللت من دراميتها بين الظل والضوء المنعكس بفعل الكتلة و تضاريس السطح وربما قصد الفنان التعامل بين جذبين جميل الأرض الكتل النحتية وجذب السطح اللامع للضوء ليجعله عنصر فاعل لمنحوتاته.
ويذكر أن الفنان كمال الفقى ولد عام ١٩٨٤،حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة عام ٢٠٠٦ قسم النحت الميدانى جامعة حلوان بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف بترتيب الأول، عضو عامل بنقابة الفنانين التشكيليين بالقاهرة ،فنان متفرغ شارك بالعديد من المعارض والفعاليات الثقافية الدولية والمحلية بمصر وبالخارج من ٢٠٠٧ حتى الآن.
ويستمر المعرض حتى ٢٩ نوفمبر.