**عندما تنهار الحوائط ويتساقط السقف وتجد الأسرة البسيطة نفسها في العراء بلا ساتر فنحن أمام كارثة فوق طاقة أي إنسان,أو عشرة, أو مائة, أو حتي الدولة بكل إمكانياتها مادمنا نتحدث عن كل المقهورين وثقيلي الأحمال…المأساة ليست مأساةعم زكريا وحده ولكنها مأساة كل أهالينا الذين كتب عليهم أن يعيشوا بالقري والنجوع في بيوت بسيطة يعشعش فيها الفقر والبؤس وحياة غير آدمية.
**كان من رحمة الله بأهالينا الغلابة إن جاءهم الفرج وابتسمت لهم الدنيا برئيس دولة يحمل قلبا مملوءا بالحب والأمل في حياة كريمة لكل إنسان…
وبعيدا عن الأحلام كانت مبادرته الكريمة حياة كريمة لكل المطحونين…مبادرة تتصدي للفقر, وتسعي للوصول إلي الجميع وفق خطة وبرنامج لايعرف هذا أو ذاك.
مبادرة لاتعرفعم زكريا ولا تعرفعزبة الأقباط هي تعرف كل الغلابة الذين يعيشون حياة غير آدمية بطول البلاد وعرضها…هي تعرف قاعدة بيانات وخرائط للفقر تحتاج إلي أكثر من700مليار جنيه.
**ولأنها مبادرة بهذا الحجم فأنها لا ترتكز علي ميزانيات ولا اعتمادات ولا مخصصات من الحكومة فقط لكنها تحتاج إلي تكافل الجميع…تحتاج إلي عطاء الأغنياء من أجل الفقراء,وهي الدعوة التي عرفتها الإنسانية منذ كان وحيالملاك رافائيل إليطوبيا في القرن الثامن قبل الميلادتصدق من ما لك, ولا تحول وجهك عن فقير, وحينئذ فوجه الرب لايحول عنك.وهو ذات النداء الذي حملناه لرسالتنا في حقل الخير لتخفيف آلام الآلاف ومازلنا نحمله وربما لهذا التطابق عندما بدأت أتحدث عنعم زكريا لم أجد أصدق من ذات التعبيرحياة كريمة.
**ولأن خرائط الفقر طويلة بطول مصر وعرضها منقوش عليها قرابة 58% من سكان المحروسة الذين تجاوزوا100مليون, فأن الوصول إلي كل هؤلاء لن يكون بين عشية وضحاها, ولا في سنة أو حتي سنوات, ولهذا ستمتد مبادرةحياة كريمة إلي سنوات…وسيقسم تحقيقها إلي مراحل…المرحلة الأولي تشمل1436 قرية في20محافظة وتنتهي في يونية من العام القادم-2022-ولأن عزبة الأقباط ليست من بينهم فالسؤال:إلي متي سينتظر عم زكريا في العراء…من هنا كانت دعوتنا فنحن كلنا فيالهم سواء ونحن كلنا تأمل في حياة كريمة لكل إنسان,فتعالوا لننقذعم زكريا.
**أشرت في حديثي لكم الأحد الماضي إلي أحبائنا صناع الخير الذين فاضوا بعطاياهم لإنقاذعم زكريا ووصل مجموعها يومئذ إلي11ألف جنيه…وعندما وصلت إليه الكلمات أسرع بالاتصال…يبدو أن الزمن سلب الكثير منه حتي صوته جاءني خافتا لرجل عجوز…غلبته دموعه وهو يتلو الدعوات إلي كل قلب رحيم وكل يد حنونة امتدت لمساعدته.
الحديث عاد به إلي ذكريات طويلة من الألم والحنان والعطاء ممتدة لأكثر من عشرين عاما عندما جاءنا يشكو من انفصال شبكي بالعين اليمني وأجرينا له جراحة دقيقة أتمها الرب بنجاح.
زمن قديم وأنفاس محبوسة يختلط عبقها المخزون مع رحلة جديدة للخير…بهذا الأسبوع من صديقة بأسيوط-طالبة العناية الإلهية ألف جنيه وحضر قارئ لمقر الجريدة وقدم ألفي جنيه-طالبين شفاعة الأمير تادرس المشرقي.ليصبح مجموع قائمة الخير 14 ألف جنيه ويبقي طريق الخير متواصلا لاينقطع لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك(1أخ9-14).