تتعدد أسباب خلافات الناس وكراهيتهم لبعضهم البعض وتتنوع أسباب شجارهم وقتالهم وانتقامهم ..
ويعد الطمع هو أهم العلل ، فيشتهي الإنسان ما يمتلكه الآخرين سواء المال أو الممتلكات أو المناصب بل يصل لدرجة الطمع في الحب والعواطف …
يعد الطمع من أقدم الانفعالات النفسية في سلوك البشر فقد بدأ مع وجود الإنسان ،، ولا شك أن الطمع موجود بداخل كل منا بدرجات متفاوتة ، ولكنه يتحول عند البعض إلى لعنة تقتل صاحبها ، فتسيطر عليه رغبة مجنونة في الاستحواذ ، فلا يطيق أي شيء في يد غيره ، ينظر بألم وحسد وحسرة لما لدى الآخرين بدلا من استمتاعه بما لديه ،،، ويدخل الطمع إلى قلب الشخص متأبطا في ذراعه الغيرة والأنانية ، بل و يتطور الى الحقد بتمني الفشل والمصائب والويلات ..
فلا يحتمل مريض الطمع أن يرى من هم أكثر منه نجاحا أو حظا أو مالا ، بل العجيب حقا ان هناك من يغار ممن هو أفضل منه أخلاقا وسلوكا ، فيطمع حتى في حب الناس ..
وهذه النوعيه من البشر الطامعين لا ترضى بما حباها الله من عطايا كثيرة فلا تقنع إلا بالحصول على القليل الذي لدى الآخرين … مسكين من يسمح لتلك المشاعر السلبية بأن تسيطر عليه فإنه يفقد السعادة والسلام والامان ،
وفي النهاية يرحل الجميع ، فبعد عدة سنوات من الآن لن يكون أغلبنا في نفس مكانه ، بل لن يكون البعض موجودين من الأساس ، وتتواصل الحياة مع الطماعين الجدد .. فقط تتغير الخريطة ..
لذلك فالمعارك مع الطماعين لا تستحق خوضها من الأساس ، فهي معارك تستدرجنا وتستهلك أعصابنا عبثا ، حتى لو كان النصر مضمونا ، فهي حرب استنزاف ، لأن الطماع لن يتبدل نهمه ..
ويقول الحكيم ، مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ الثَّرْوَةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْ دَخْل. هذَا أَيْضًا بَاطِلٌ.
حتى أن أقدم وصايا الخالق للبشر كانت .. ” لا تشتهِ بيتَ قريبِكَ. لا تشتهِ امرأةَ قريبِك، ولا عبْدَهُ، ولا أمَتَه، ولا ثورَه ، ولا حمارَهُ، ولا شيئًا ممَّا لقريبِكَ.” ( يعني وقتها وصل الطمع للحمار اللي هو العربية حاليا)