بداية ليسمح لي قارئي أن أخرج مؤقتا عما عودته عليه من الكتابة باللغة المصرية, إذ بمناسبة إحتفالية طريق الكباش وما لحق بها من إحياء لواحد من أهم أعياد مصر القديمة, ألا وهو عيد “أوبت”, وجدت فرصة أن أنشط ذاكرة القارئ لبعض ألوان الإحتفال في مصر القديمة وما يمكن أن نستثمره منها في حياتنا السياحية والثقافية, وذلك من خلال فقرات من مقدمة كتابي #الأعياد, السابق صدوره سنة 2012, مكتوبة باللغة العربية.
توجد العديد من المناسبات التي قد لا تستدعي الأجازة مدفوعة الأجر, إنما تستحق الإستثمار, بتحويلها لفعاليات سياحية وثقافية احتفالية, إيجابية على الإقتصاد والشعور الوطني, باعثة على الإنتماء والفخر, جاذبة لحركة الأموال المحلية والدولية, تفتح أسواق وأعمال جديدة, مقاومة للبطالة بتوفيرها عشرات آلاف فرص العمل, تزيد من مساحات المشاركة والتواصل الإجتماعي, تنشر قيم الخير والجمال, كما تشيع البهجة والسرور والتفاؤل بما تحتويه من صور جمالية وإبداعية!
لذلك .. فإن مهمة هذا الكتاب حصر وشرح عدد من الأعياد والمناسبات والليالي المصرية, المحلية والدولية, وذلك في قائمة بالإحتفاليات المستوحاة من الثقافة المصرية, حسب اقتراح المؤلف, بلغت “30” ثلاثون مناسبة احتفالية, يمكن بل يجب إحياؤها واستثمارها حفظًا للميراث الثقافي الكبير, وتحسينًا للأحوال المعيشية للمصريين, ومساهمةً في تأمين مستقبل الأجيال القادمة!
يبدأ الكتاب بدراسة تفصيلية -طويلة نسبيًا- عن عيد رأس السنة المصرية, الذي هو دعوة موضوعية لإعادة كتابة تاريخ العالم, إعتبارًا من العام المصري الموافق للسنة 4241 ق.م, حيث توصل المصريون فيه للتقويم وتنظيم الزمن, وهي احتفالية أراها عامة لكل المصريين, في كل مدرسة وجامعة, كل مصنع, كل بيت, كل جامع, كل كنيسة, بل أراها مناسبة عامة للعالم أجمعين!
كذلك تكون أهمية الشعور العام بإحتفالية “عيد توحيد القطرين” الذي هو ذكرى تأسيس الدولة المركزية الأولى في العالم, بنفس أهمية الإحتفال بـ “عيد شم النسيم” الذي هو أقدم أعياد الزمان!
ويقفز تساؤل ثالث: ماذا لو وضعت ملخصات عن تلك الأعياد في مناهج التعليم؟
كما يتناول الكتاب عددًا من الأعياد العالمية, بنكهة محلية, استرشادًا بجذورها من الثقافة المصرية القديمة, كـ “الكريسماس المصري”, الذي يوضح أصل احتفال العالم الحديث بشجرة الميلاد, وما حولها من هدايا ومعونات كان يوزعها الكهنة, كذلك في “هالوين المصريين” أصل فكرة حضور الأرواح وارتداء الأقنعة (الماسكات) في الحفلات التنكرية, أجواء مرح وسرور للصغار والكبار في مهرجان القزم “بس”!
حكمة الحياة والموت عند أول الفلاسفة أو صانع الفلسفة, “تحوت”!
إضافة الى ما يتخلل تلك المناسبات من مسابقات للفرق الغنائية والموسيقية, وعروض للزهور والأزياء والمأكولات ودروس الطاقة الحيوية الإيجابية والتنمية البشرية, وكذلك مسابقات رياضية وثقافية وفنية, حيث يمكن تحويل كل منها لفعاليات إقليمية ومحلية, مغلقة ومفتوحة, حسب ظروف الزمان والمكان!
نحتفل بـ “شامبليون” الأب الروحي لعلم المصريات, بمؤتمرات علمية وثقافية لكل جديد في الإيجيبتولوجي, من اكتشافات ودراسات, ذلك العلم الذي خصصته مدارس وجامعات العالم لدراسة وبحث كل ما يتعلق ببلدنا الحبيب!
في ذكرى “مختار” نحيي عزيمة الشعب الذي جمع قروشًا صنع بها تمثال نهضة مصر.
وبين “طيبة” و”طيبان” نتواصل مع القارة الصينية في عيد “أوبت”!
في مهرجان “مينو” نقيم عروض الشطرنج والأكروبات ورفع الأثقال, تذكيرًا بجذور فكرة الدورات الرياضية الأوليمبية!
في مهرجان “حب-سد” تتواصل الأبحاث والمؤتمرات لتحسين الصحة وجديد الطب, وذلك بالإضافة للمؤتمر المخصص لذوي الهمم ومتحدي الإعاقة وخاصة طب العيون في ذكرى كرامة ابراء تحوتي لـ “عين حورس”!
في مجموعة مهرجانات المواكب النهرية, تقام سباقات المراكب والتلي ماتش.
احتفالية لأمنحوتب محرر العبيد, أول من قرر بحد أدنى للأجر مناسب للمعيشة.
في مهرجان “مخيت” عروض الأزياء!
في مهرجان “الوادي” تشكيلات الزهور.
عيد “نيت” للنساجين, دعم المهارات عبر مدارس ومعارض القرى.
مهرجان “نحبكاو” لمسابقات ووصفات الطبخ, بين المطاعم والفنادق.
في عيد القطة “باستت” مسابقة عالمية بإسم “بت” و”هاتور” أقدم ملكات جمال الكون.
مع “عنقت” نتواصل مع الجذور الإفريقية, من خلال دورات تجمع شعوب حوض النيل.
وفي ذكرى “عودة سنوحي” نحتفل بأبناء مصر في الخارج.
ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.