يروي ميسرة عبد الله أستاذ الآثار بجامعة القاهرة وصاحب اختيار وترجمة الأناشيد المصرية القديمة بالاحتفاليتين الكبيرتين، افتتاح طريق الكباش وموكب المومياوات الملكية، قصة عيد “الأوبت” منذ بدايته حتى اندثاره في العصر الروماني.
والاحتفال بعيد الأوبت كان يقام كل عام مع بداية ارتفاع الفيضان في النصف الثاني من الشهر الثاني بفصل الفيضان، أي ما يوافق 30 أغسطس بحسابات اليوم، وكانت فلسفته تتلخص في أن الكون بأكمله يستعيد حيويته وعافيته.
ويضيف عبد الله أن “عيد الأوبت نشأ بالأساس في مدينة الأقصر عام 2000 قبل الميلاد تقريبا، في عصر الدولة الوسطى، وعندما أصبحت الأقصر عاصمة لمصر خلال الدولة الوسطى أصبحت أعيادها المحلية ذات طابع قومي، ومنها الأوبت”.
أشار عبد الله: “الإله آمون رع رب معبد الكرنك كانت وظيفته الأساسية أنه ملك الآلهة، ومَلَكية هذا الإله مثل مَلَكية البشر، تجدد كل عام، وحتى يتم تجديد مَلكية الإله آمون رع على عرش الآلهة، كان لا بد أن يمنحه إياها سلفه الإله آمون إله الأقصر، لذا كان يتحرك الموكب في عيد الأوبت من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر لهذا الغرض”.
وهذه الطقوس كانت تحدث في معبد الأقصر الذي كان اسمه “إيبت – ريسيت” وترجمته بالعربية الحرم الجنوبي، وكان يطلق عليه أحيانا “تا – إيبت” التي تعني “معبد الحرم”، وهي الكلمة التي اشتق منها لاحقا اسم الأقصر قديما “طيبة”، التي تعني معبد الحرم.