أفتتح مساء أمس الثلاثاء بقاعة الباب سليم بدار الأوبرا المصرية معرض جذور للفنان مصطفى عيسى.
المعرض يضم أربعين عملا فنيا، قدم الفنان رؤية لكل من جذوره التاريخية التى يتداولها بين حين وحين ،مفعمة بميل وجدانى يعزز من إنسانيته.
هنا قدم الفنان تجربته الفنية يعود بعضها من ارث طفولى قديم ،فى التجربة الفنية تؤدى الذاكرة دورا اختباريا للحدس يختزل المسافة بين زمنين بعيدين إلى حد ما، ويظن الفنان أنه زمن طفل يلعب ويلهو، ويسجل مع الذائقة الجمالية حضور يجمع النبات بجسد طفل ،مثلما يكتب معنويا هذا الحضور التالى وفق صحية تنبعث احاسيسهم من روح متجددة.
قدم الفنان فى أعماله الشجرة فى اخضرارها الدائم الأكثر اتساقا مع روح الطبيعة المتجددة فى مكان مطلق وليس فى أنحصاره فى مكان معين ،ويبقى فى عنوان الجذور شىء هام يتعلق بفكرة الذاكرة واستحضارها البعيد المتوارى فى منطقة قد يراها البعض مطفاة وغير منظورة، الجذر الحى يمد الآخرين بطاقة إيجابية نطالعها فى علاقة بين المرء وما يحيط به من خضرة لها جذر يمتد فى الأسفل عميقا.
والأعمال الفنية تحمل قدرا من الرمز خاصة طائر الهدهد كونه يحمل من الذكرى لا بأس بها.
قدم الفنان مصطفى عيسى فى هذه التجربة الفنية فى التاريخ الثقافى الإنسانى وفى ذاكرة البيئة من خلال عناصرها ومكوناتها التى تنطوى على معانى العطاء والخصوبة من خلال اشتغاله على شجرة الجميز التى عرفها الإنسان منذ ميلاده وهى بذلك ترمز الى الصمود والبقاء،تحمل الأعمال إشارات تشكيلية احتفاء بجزء من الموروث البيئى، بالإضافة إلى المفردات الفنية واللمسات اللونية الدالة على اندماج مقاصد الفنان بوصفها محاكاة داخلية لذاكرة مشتركة.
والفنان مصطفى عيسى حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم التصوير أول الدفعة بتقدير عام جيد جدا بجامعة حلوان عام ١٩٧٩٠.
حصل على دكتوراه الفلسفة فى الفنون الجميلة من جامعة الإسكندرية بعنوان استلهام رمزية الحلم فى فن التصوير المصرى المعاصر عام ٢٠٠٠
ويستمر المعرض حتى ٣٠ أكتوبر.