(1) : الصبي الذي حبسوه في قفص !
صبي عمره 11 سنة يقلد ببراعة تغريد الطيور, ويحب العصافير فيرعي صغارها إلي أن تستطيع الطيران فيطلق سراحها. وعندما يغيب الأب تضطر الأم أن توافق علي عمل ابنها مع بائع طيور ملونة. ويكتشف الصبي أن تلك الطيور لا تغرد, فأصبح عمله أن يختفي داخل صندوق خشبي صغير أسفل عربة اليد التي يضع فوقها البائع أقفاص طيوره ليشتريها الناس بثمن مرتفع, وهم يتصورون أن أصوات الصبي هي تغريد الطيور. وهكذا يقضي الصبي طوال يومه منكمشا علي نفسه في مكان مظلم. وتكشف لقطات الفيلم الإيراني عاشق الطيور عن معاناة ذلك الطفل في هذه السن الصغيرة, حتي أصبح سجينا تماما مثل الطيور التي يحبسها صاحبها في أقفاص. وينتهي الفيلم عندما تكتشف فتاة صغيرة حقيقة الصبي المغرد فتفتح له باب الصندوق وتطلق سراحه, كما كان الصبي يفتح أبواب أقفاص العصافير لتنطلق إلي الحرية. وقد فاز هذا الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان سينما الأطفال, لتفوقه في التعبير المؤثر عن الظلم الذي يعاني منه صغار الأطفال بسبب حرمانهم من طفولتهم ودخولهم مبكرا سوق العمل.
(2) : الصديق
عواصف الشتاء شديدة البرودة, جعلت الجليد الأبيض يغطي كل شيء في قرية الصيادين بجزيرة أيسلندا الأوروبية, قرب القطب الشمالي. وتحطم العاصفة البيوت, فلا يجد الصبي الأيسلندي وأسرته طعاما ولا حماية من البرد. وفجأة يري الصبي شيئا ضخما غريب الشكل يتحرك وسط الجليد. ويعتقد أهل القرية أنه شاهد روح الجليد الشريرة التي أصابتهم بالأذي. لكن الصبي يكتشف أن ذلك الشبح هو مجرد طفل من الإسكيمو, سكان جزيرة جرينلند الأقرب إلي القطب, يرتدي ملابس سميكة من فراء الدب الأبيض, ملامحه آسيوية ولغته مختلفة. ولأن هذا الطفل الغريب مختلف عنهم, يخاف منه أهل القرية بل يطاردونه ويفكر بعضهم في قتله. لكنه شيئا فشيئا يعلمهم كيف يحتمون من البرد ببناء بيوت من كتل الثلج, وكيف يجدون طعاما عن طريق صيد السمك من تحت الجليد, وكيف يحصلون علي الدفء باستخدام طريقة سهلة لإشعال النار. وهكذا يكتشفون أن هذا المختلف عنهم في بعض الأشياء الخارجية, هو الأفضل منهم في حمايتهم من كوارث الشتاء. هذا هو موضوع الفيلم الأيسلندي الصديق, الذي شاهدناه في المهرجان الدولي لسينما الأطفال.
(3) : الصغار علي حق .. لماذا يعتذرون ؟
هل من حق الطفل أن يعبر عما يري أنه الصواب؟ وهل تعبير الصغار عن رأيهم, إذا كان يخالف رأي الكبار, يعتبر تصرفا خاطئا يجب الاعتذار عنه؟ هذا هو موضوع فيلم الفتاة الصغيرة إيلينا, التي تعيش في أطراف السويد لكنها تتحدث اللغة الفنلندية, وتلتحق مدرسة محلية حيث تجد نفسها في مواجهة معلمة تتصور نفسها مبعوثة الأقدار لإنقاذ هؤلاء الأطفال الفقراء عن طريق إجبارهم علي تعلم اللغة السويدية. وعندما يحاول طفل أن يسأل زميله له عن معني سؤال لم يفهمه من المعلمة, تحرمه معلمته في قسوة من تناول طعام الغداء, وفي أدب تسأل إيلينا المعلمة: كيف يمكن أن يجيب عن سؤال لا يفهم معناه؟,لكن المعلمة تتمسك في غلظة وكبرياء بعقاب الصبي!.. وفي وقت تناول الغداء تتنازل إيلينا عن طعامها للصبي, لكن المعلمة ترفض ذلك, فتمتنع إيلينا عن تناول طعامها, ويتضامن معها بقية تلاميذ الفصل. وأخيرا نري أن المعلمة هي التي تضطر إلي الاعتذار. وقد فاز هذا الفيلم الفنلندي بالجائزة الفضية للأفلام الطويلة في مهرجان سينما الأطفال, لقدرته علي تجسيد كفاح طفلة ذكية قوية الشخصية, ضد كبرياء الكبار وتسلطهم وتصورهم أنهم أصحاب الحقيقة المطلقة, وقدرتها علي أن تنتصر في هذه المواجهة.
Email: [email protected]