لآلئ للحياة من رسائل بولس الرسول
ثم نسألكم أيها الإخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم ويدبرونكم في الرب وينذرونكم, وأن تعتبروهم كثيرا جدا في المحبة من أجل عملهم. سالموا بعضكم بعضا. ونطلب إليكم أيها الإخوة: أنذروا الذين بلا ترتيب. شجعوا صغار النفوس, أسندوا الضعفاء. تأنوا علي الجميع. انظروا أن لا يجازي أحد أحدا عن شر بشر, بل كل حين اتبعوا الخير بعضكم لبعض وللجميع. افرحوا كل حين. بلا انقطاع. اشكروا في كل شيء, لأن هذه هي مشيئة الله في المسيح يسوع من جهتكم. لا تطفئوا الروح. لا تحتقروا النبوات. امتحنوا كل شيء. تمسكوا بالحسن. امتنعوا عن كل شبه شر
(الرسالة الأولي إلي تسالونيكي 5:12-22)
امتحنوا كل شيء
وضعت الامتحانات لكي نحكم علي مدي استيعابنا وتحصيلنا العلمي. والامتحانات أيضا تكشف جودة الأشياء, فمثلا أثناء تقديم الحمل في القداس يختبر الأب الكاهن الخبز والخمر ويشاركه أيضا الشمامسة, فإن كان جيدا يقول الشماس: جيد وكريم.
فاكتشاف جودة الأشياء شيء متبع في العالم كله, وفي جميع المصانع يوجد ما يسمي quality controlوهذا للتأكيد علي جودة المنتج وما يتمتع به من أمان, والمعادن أيضا يتم اختبارها بالنار لمعرفة درجة نقاوتها.
تأملنا في العددين السابقين:
امتحان الإيمان, امتحان الأقول, امتحان ممارسة سر التناول
ونتأمل في هذا العدد في:
امتحن نفسك في التعليم
خامسا: امتحن نفسك في التعليم
العالم اليوم ممتلئ من العالم والمعرفة, والمعرفة تتضاعف في العالم كل فترة قصيرة جدا, وبدأنا نسمع عن أفكار ونظريات وموضات وتعاليم غريبة لم يشهدها البشر من قبل, فهل تستطيع أن تفرز كل هذه التعاليم وتختار ما هو مناسب لك؟
يقول معلمنا يوحنا الحبيب: أيها الأحباء, لا تصدقوا كل روح, بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟ لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلي العالم (1يو4:1), وهنا ينبه القديس يوحنا الشعب ألا يصدقوا كل الأرواح, ويقصد بهم الأنبياء الكذبة.
فهل أنت تنتبه إلي ما تسمعه أم أنك تسير وراء الريح؟ انتبه لئلا يؤثر ما تسمعه من تعاليم غريبة علي خدمتك وتعاليمك, فقد يقرأ شخص كتابا كاملا من حوالي مائة صفحة, ولكنه قد لا يستفيد سوي من بعض كلمات قليلة.
والأنبياء الصادقون الذين من الله ويتكلمون بالروح القدس يقول عنهم القديس بطرس الرسول: لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان, بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2بط1:21).
+ كثيرا ما تكلم الكتاب المقدس عن الأنبياء الكذبة:
في العهد القديم
- كان يخرج أنبياء يدعون أنهم يتكلمون بأمر الله, مثل أنبياء البعل الذين كانوا مع إيزابل الشريرة أيام إيليا, وكيف أن الله منع المطر عن الأرض ثلاث سنين وستة أشهر وأظهر كذب هؤلاء الأنبياء: ثم قال إيليا للشعب: أنا بقيت نبيا للرب وحدي, وأنبياء البعل أربع مائة وخمسون رجلا (1مل18:22).
- في أيام إرميا النبي, وقف وحده كنبي الله وسط جميع الأنبياء الكذبة الذين أضلوا مملكة يهوذا وأنهوا حياتهم بالسبي, رغم تحذير إرميا لهم وحثهم علي التوبة والرجوع إلي الله (إر26:15, 28:1-17).
في العهد الجديد
- كان نشاط أنبياء الله ورسله, الذين يعمل فيهم الروح القدس سببا لإرسال الشيطان رسله أيضا ليتكلموا بروح الضلال ليضلوا العالم.
والعلاقة المميزة بين الصادق والكاذب هو الاعتراف بالمسيح آتيا بالجسد, أما الكاذب فينكر المسيح.
- وقد حذر ربنا يسوع المسيح من الأنبياء الكذبة, فقال: لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتي يضلوا لو أمكن المختارين أيضا (مت24:24).
وقال أيضا: فأجاب يسوع: انظروا لا يضلكم أحد. فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين: أنا هو المسيح ويضلون كثيرين (مت24:4 ـ 5).
انتبه من كل تعليم غريب تسمعه, وقديما منذ حوالي مائة عام, كان الإنسان يتلقي تعليمه من شخص واحد, مثل الأب والأم أو معلم المدرسة, فكان يوجد مصدر واحد للتعليم, أما الآن فمصادر التعليم متنوعة, وخصوصا المعلومات التي يتلقاها الإنسان من خلال شبكة النت, وقيس علي هذا كما كبيرا من المعرفة, ولذلك عندما ازداد الذين يعلمون قلة قيمة وجودة التعليم, وأصبح الإنسان شخصا مشوشا, فانتبه إلي التعاليم الخاطئة التي أصبحت تظهر كثيرا الآن, مثل شهود يهوه, والسبتيين أو الأدفنتست, وطوائف كثيرة ظهرت مثل عبدة الشيطان, وانتشار نظريات الإلحاد المعاصر, فاللأسف انتشرت أفكار كثيرة جدا وكلها أفكار ضالة, تدعوا أصحابها للانتحار والموت والقتل, وحتي إن استخدم بعضهم اسم الرب يسوع فيكون مجرد ستار يعملون من خلفه.
وأصحاب الأرواح المضلة تجد تعليمهم يدور حول:
* إنكار لاهوت المسيح, فيقولون إن يسوع إنسان عادي.
* إنكار ولادته المعجزية من العذراء مريم.
* التقليل من قيمة الفداء.
* الادعاء أن المسيح في تجسده أخذ طبيعة فاسدة مثلنا.
* تشكيك في تعاليم الكتاب المقدس.
* تشكيك في مواعيد ووعود السيد المسيح لك.
احذر من هؤلاء المخادعين الذين يعتمدون علي قدرتهم الذاتية في الإقناع ويستخدمون المظهر المملوء لطفا ولينا.
ينبغي أن نختبر ونمتحن بكل حرص كل فكر يدخل إلي قلوبنا, وكل تعليم نقبله.
ينبغي أن يكون لك روح التمييز والحكمة.
فاحذر من كل ما تقرأه أو تتعلمه, ولا تدخل ذهنك إلي المعرفة النقية السليمة, واجعل كتابك المقدس هو المصدر الرئيسي لتعليمك, والذي من خلاله تبني معرفتك الصادقة والنقية.
الخلاصة: امتحن كل شيء عبر حياتك, وتمثل بداود النبي الذي طلب من الرب أن يمتحنه وينقي قلبه اختبرني يا الله واعرف قلبي. امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان في طريق باطل واهدني طريقا أبديا (مز139).