إذن في التجارب نعرف الله أكثر نعرف قوته وقدرته ونعرف حبه وحنانه ونعرف كيف تمتد يده لتعمل وتحفظ ونعرف أيضا متي يعمل.
قد نعرف طول أناته وأنه قد لا يأتي إلا في الهزيع الأخير من الليلمر6:48 ولكنه مع ذلك لابد أن يأتي لذلك فأن أحباء الله يفرحون بالتجارب والضيقات التي بها يعرفون الله بالأكثر وكما قال القديس يعقوب الرسول احسبوه كل فرح يا إخوتي,حينما تقعون في تجارب متنوعةيع1:2
يلمسون يد الله في تلك الضيقات ويأخذون خبرة جديدة عن الله ومعرفة جديدة وتكون النتيجة هي هذه: لايكون الله لهم مجرد عقيدة دينية وإنما بالأكثر حقيقة واقعية.حقيقة لمسوها في حياتهم ودخلت في الإيمان العملي وليس في الإيمان النظري أو الإيمان الموروث وتكون كثرة قوة وتعطي النفس رجاء وثقة وفرحا بعمل الله مهما كانت الشدائد ويتغنون مع المرتل في المزمور: لولا أن الرب كان معنا حينما قام الناس علينا لابتلعونا ونحن أحياء عند سخط غضبهم علينا نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين الفخ أنكسر ونحن نجونا عوننا من عند الربمز124 فرق كبير بين أن تقرأ عن حفظ الله, وأن تلمس حفظ الله في حياتك العملية ولاشك أن المعرفة العملية تكون أعمق وأصدق وهذا الأمر ينقلنا إلي مصدر آخر لمعرفة الله وهو:
4- تتبع يد الله في التاريخ والأحداث.
إننا نزداد معرفة بالله أن كنا نتذكر عمل الله باستمرار ولا ننسي. معجزة الله في شق البحر الأحمر تذكرنا بها الكنيسة كل يوم في الهوس الأول من صلاة نصف الليل لكي نتذكر ولا ننسي وترسخ معرفتنا بالله. ياليتنا تكون لكل منا مذكرة يسجل فيها أعمال الله معه ومع أقربائه وأحبائه ومعارفه بل يد الله أيضا وما عملته في التاريخ وفي الأحداث العامة التي مرت بنا, ونقرأ هذه المذكرة باستمرار حتي تتجدد في أذهاننا معرفة الله, لأنه يقول:هلك شعبي من عدم المعرفةهو 4:6 ألا نأخذ درسا من ملوك مادي وفارس, كيف كانوا يسجلون الأحداث فيسفر تذكار أخبار الأيام ويقرأونه بين الحين والشاخرأس6:1 كما فعل الملك أحشويرش وبقراءة أخبار الماضي هذه, نجا مردخاي من سيف هامان ونجا الشغب كله.
قد تعرف شيئا جميلا عن الله وتنساه!!
وهذا ليس من صالحك روحيا لهذا ينبغي أن تكون معرفتك عن الله ثابته لايمحوها النسيان تذكر نفسك بها بين الحين والشاخر, لأن الشعب الذي رأي معجزات الله بعينيه في البرية وفي مصر من قبل كان قد نسي ذلك, حينما سجد للعجل الذهبيخر32 وإذا معرفته بالله قد محاها النسيان!!
أما أنت فلا تكن هكذا بل ضع معرفة الله أمامك في كل حين رددها باستمرار في ذهنك لئلا تنسي.
5- يمكنك أن تعرف الله أيضا بحفظ وصاياه.
يقول القديس يوحنا الرسول في رسالته الأولي:بهذا نعرف أننا عرفناه أن حفظنا وصاياه من قال قد عرفته وهو لايحفظ وصاياه فهو كاذب وليس الحق فيه1يو3:6 لهذا يقال عن الإنسان الشرير إنه إنسان لايعرف وصاياه.
فما علاقة حفظ الوصايا إذن بمعرفة الله؟
بحفظ الوصايا يدخل الإنسان في مجال الله, ويتعامل معه بمبدأ الطاعة وبحفظ الوصايا نقترب إليه, وكلما مارسنا عمل الوصايا نجد لذة فيها وفي حياة البر, ونحب هذه الوصايا وبالتالي نحب معطيها فنصل إلي محبة الله وبهذا نعرفه أن نكون أهلا لهذه المعرفة وهو يكشف لنا ذاته بحفظ الوصايا نحيا حياة الروح, فنستطيع أن نعرف الله, لأن الله روحيو4:29 وبحفظ الوصايا تتنقي قلوبنا ونستحق الطوبي من الرب القائلطوبي لأنقياء القلب لأنهم يعاينون اللهمت5:8 أما الإنسان الخاطي فهو إنسان بعيد عن الله بل منفصل عنه لأنهلا شركة للنور مع الظلمة2كو6:14 وما دام بعيدا عنه كيف يعرفه؟
علي أن خفظ الوصايا ينبغي ألا يكون بطريقة فريسية, فالفريسيون كانوا يهتمون بحرفية الوصية بلا روح وكانوا علي الرغيم من التدقيق علي الوصايا بعيدين عن الله وعن مقاصده لا عرفوه ولا عرفوا طرقه حفظ الوصايا مرتبط بمحبة الله, كما قال الربأن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتييو15:10 والذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبنييو14:21 ولعل هذا ينقلنا إلي نقطة أخري وهي:
6- تعرف الله أن أحببته.
وفي هذا يقول الرسول كل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله ومن لايحب لم يعرف الله, لأن الله محبة1يو4:8,7
حقا إن البعيد عن المحبة بعيد عن الله ولا يعرفه إن أحبه يعرفه وإن عرفه يزداد محبة له. الله فيه جميع الكمالات وجميع الصفات الجميلة التي يمكن أن تحبه فإن أحببت هذه الصفات لابد تحب صاحبها فإن كنت محبا للخير وللبر, لابد ستحب الله تعرفه لأنه مصدر كل خير إن عرفت المحبة ستعرف الله, لأن الله محبة وزن عرفت المحبة ستعرف الله لأنه الحقيو14:6.وإن سلكت في النور ستعرفه لأنه هو النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسانيو1:9 الله نور ولا يعرفه من يسلك في الظلمة وليس في النور ولايحبه فالأشرار لأنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور الذي يعرف الله ويحبه لا يحب العالم ولا الأشياء التي في العالميو2:15 لأن محبة العالم عداوة للهيع4:4أما الذي يحب العالم, فأنه لم يعرف الله بعد لأنه لو عرف الله حقا ما كان يفضل العالم عنيه, أما الرب كما قال القديس الذي أراد معرفة المسيح ما كان ربحا فهذا حسبته من أجل المسيح خسارة بل أني أحسب كل شيء أيضا خسارة أجل فضل معرفة المسيح بيسوع ربي في 3:8,7 وقال أيضاغير ناظرين إلي الأشياء التي تري, بل إلي التي لا تري التي تري وقتية إما التي لاتري فأبدية2كو4:18 الذي يتعلق بالمادة تجذبه المادة إلي أسفل ولا يستطيع أن يري لأعلي ليعرف الله. أما الروحيون الذين يعرفون الله فأنهم يستعملون العالم كأنهم لايستعملون 1كو7:31 يعيشون فيه دون أن يعيش العالم فيهم يستريح روح الله فيهم وبقداستهم يعرفونه لأنه بدون القداسة لا يري أحد الرب. وبحياة الروح تكون لهم العيون التي تبصر مثل عيني إليشع النبي الذي كان يبصر تلميذه جيحزي مل 6:16:17أود أن اكتفي الآن لأن هذه السطور ما عادت تتسع لأكثر فأرجو أن نكمل هذا الموضوع في العدد المقبل إن أحبت نعمة الرب وعشنا