– نعمل على تشغيل المزامير أثناء عمل القربان حتى ننتهى منه
– مع انتشار كورونا وحضور القداسات بالحجز المسبق أثر ذلك كثير على صناعة القربان
– عمل القربان كله بركة ونعمة
وراء القربانة التى نشتريها كلما ذهبنا لحضور القداس الإلهى والتى تعتبر شيئا اساسيا للكبير والصغير كلما ذهب للكنيسة، قصة كبيرة ورائها قرابنى يسهر طوال الليل لعملها لكى نشتريها نحن فى الصباح..حول ذلك كان لنا هذا الحوار مع تواب عبد الشهيد رشدى قرابنى كنيسة العذراء وأبى سيفين بمدينة الأمل بمدينة نصر وكان نص الحوار:
· أحكى لنا كيف يتم صناعة القربان ؟
صناعة القربان كلها بركة،فمنذ أن ندخل حجرة القربان لعمل القربان نقوم بتشغيل المزامير على الكاسيت وبعدها نقوم بوضع الدقيق والخميرة والمياه فى الإناء، نقوم بتقطيع القربان وفرده ونقوم بختمه ونصبر حتى يخمر ،ونسخن الفرن الذى نسوى عليه القربان وهى أخر مرحلة فى عمل القربان ولايتم إطفاء المزامير إلا عند الإنتهاء تماما من عمل القربان وبعدها نأخده لنوزعه ونبيعة.
· متى يبدأ القرابنى فى عمل صناعة القربان؟
عمل القرابنى كله فى المساء يمكن أن يبدأ من الساعة 8 أو 9 أو 10 مساء أو الواحدة صباحا حسب كمية القربان الذى نقوم بعملها وحتى ننتهى منها قبل قداس صباح اليوم التالى .
· وماذا عن القربان الحمل؟
القربان الحمل يتم عمله قبل القربان العادى الذى يباع ويكون بالعدد الفردى بمعنى أنه يمكن أن يكون 7 أو 9 أو 11 قربانة ،ولابد أن “القرابنى” ينتهى مع عمل القربان الحمل فى البداية حتى يتم تهويته جيدا قبل القداس بوقت كاف،وفى عمله أيضا يتم تشغيل المزامير،وأنا فى عمل القربان الحمل لاأتقاضى عليه شيئا لأنه ذاهب الى الله ،وأى كنيسة تطلب منى القربان الحمل أعطيه لها بدون مقابل.
· هل فيروس كورونا أثر على صناعة القربان؟
نعم، بالطبع فقبل كورونا كنت أعمل يوميا فى المساء القربان حتى يتم بيعه فى اليوم التالى بعد القداس،وكان أى كمية أقوم بعملها تباع ولايتبقى منها شيئا،وذلك بسبب أن المصلين الذين يحضرون القداس كثيرون ويشترون منى القربان،لكن مع إنتشار فيروس كورونا أصبح حضور القداس بالحجز المسبق مما جعل الذى يحضر القداس فى الكنيسة كل يوم عدد محدود،وبالتالى أصبحت أعمل فى حدود 100 أو 150 قربانة يوميا منهم مايباع ومنهم مايتبقى.
· هل أثر ذلك على دخلك المادى أنت وأسرتك؟
أكيد، أنا رب أسرة لثلاثة أطفال فى مراحل مختلفة من التعليم ومنذ أن أصبحت القداسات بالحجز أثرت على دخلى المادى تماما ويكفى أن أقول أننى أصبحت أستدان لكى أسد إحتياجات أسرتى المادية،فعملى “قرابنى” هو أن أشترى الدقيق على نفقتى الخاصة وأقوم بعمل القربان وبيعة داخل الكنيسة وهذا هو دخلى الذى أعيش منه،وهو الوضع الذى تبدل معى تماما شأنى شأن أى “قرابنى ” أخر بعد انتشار كورونا وبعد أن أصبح حضور القاسات بالحجز،ولاأستطيع أن أقول إلا الحمد لله.
· هل حدث معك موقف لمست فيه البركة أثناء صناعتك للقربان؟
نعم،منذ سنوات كان أبنى “كيرلس” صغيرا وأخذته معى فى ليلة الى الكنيسة لصناعة القربان حتى يكون جاهزا قبل القداس فى الصباح،وقمت بعمل القربان وأثناء وضعه على الفرن للسواء،ونظرا لإرتفاع درجة الحرارة فى ذلك الوقت وسخونة حجرة القربان خرطوم الفرن الذى يصل بين الغاز والفرن “ساح” على قدمى وأنا غير مدرك ووجدت النار أشتعلت وملأت الحجرة بسرعة ،وكان وقتها الوقت متاخرا ولايوجد إلا خفير الكنيسة وكان نائما ،وعلى الفور قمت بإحتضان إبنى كيرلس والذى كان داخل الغرفة وقمت بحدفه خارج الحجرة سريعا وامسكت بفوطة من القطن محاولا لإطفاء النار وكانت شديدة جدا وأن أصرخ وأقول “ياعذراء ياأبى سيفين طفو النار” ،ولكن وسط كل هذه النار يعقل أن الفوطة التى فى يدى وأقوم بإخماد النيران بها هى التى تطفىء النار،وإذ فجأة إنطفئت النار وحدها وبدون أن يتدخل أحد،ولا يمكن أن يتم ذلك إلا إذا كان تدخل إلهى.
· وماذا حدث لقدمك؟
بعدها قام خفير الكنيسة من النوم وشاهد ماحدث وأخذنى الى المستشفى ووجد الأطباء أن سلك الفرن “ساح” على إثنين من أصابع قدمى وتم علاجى وقتها،وقام كهنة الكنيسة فى الصباح بأخذ قربان حمل من كنيسة مجاورة لعمل القداس، شاكرين العذراء مريم وأبى سيفين لإطفاء الحريق الذى شب فى حجرة القربان.
· منذ متى أنت تعمل فى صناعة القربان.وكيف تعلمتها؟
منذ 30 عاما وأنا اعمل قرابنى،تعلمتها عندما كان عمرى 6 أو 7 سنوات كنت أذهب وقتها مع أبناء خالتى والذين وقتها كانو يعملون قرابنى فى كنيسة الملاك ميخائيل بالشيراتون ومع الوقت تعلمت صناعة القربان،وانا أحب عمل القربان جدا، وكثير من أفراد عائلتى يعملون قرابنى مثل أخى وابناء خالتى وأقارب زوجتى فهى مهنة كلها بركة ونعمة.