** مؤلم حقا أن يتجرع الإنسان كأس المرارة مرات ومرات, ويعيش حياته علي الأرض يتجرع كأسا وراء كأس.. عن عم زكريا أتحدث.. رجل بسيط من أهل الصعيد استضفناه معنا في حقل الخير منذ عشرين عاما عندما جاءنا يشكو من انفصال شبكي بالعين اليمني, وأجرينا له جراحة دقيقة أتممها الرب بنجاح, واستغرقت رحلته معنا سنوات زادت من روابط صداقتنا, فهو رجل طيب ودود يذكر دائما بالخير والشكر كل ما فعلناه معه, ويعاود الاتصال بنا من حين إلي آخر.
** منذ شهور جاءني صوته عبر الموبايل.. لم يكن الصوت هو الصوت الذي عرفته يشجي دائما رغم كل الآلام التي كان يعيشها.. أدركت دون أن يسترسل أن مصيبة قد حلت.. حقيقي أننا عرفناه وله من العمر 43 عامآ, والآن قد تجاوز الستين.. المشكلة ليست في السنوات التي مضت, لكن في محزون الآلام الذي ظل يتراكم عاما بعد عام, وفي تعب الحياة, وهموم الأولاد, وقلة الدخل, وغدر الزمن.
** أعطيته أذني وقلبي فحدثني عن الهم الأكبر الذي يعيشه.. البيت الذي يحتضنه, وزوجته التي حطت عليها الأمراض واحدة بعد الأخري, والأولاد الذين صاروا علي وش جواز وأصغرهم ـ رزق 11 سنة ـ الذي يتشبث بقطار التعليم.. البيت يكاد ينهار علي الجميع.. ويسترجع عم زكريا شريط زكريات عام كامل عاشه وأسرته في العراء.. البيت الذي كان يعيش فيه وأسرته بيت صغير كبيوت كل الفلاحين في عزبة الأقباط بمحافظة أسيوط, وكان سعيدا راضيا, لكن القدر غدر به وكل سكان العزبة عندما اجتاحتها السيول وابتلعت بيوتها, وكان من رحمة الله أن قام رجل الأعمال سميح ساويرس بإعادة بناء بيوت القرية.. كان هذا من ربع قرن, وتحديدا في نوفمبر .1990
** لن أحدثكم الآن عن 26 عاما عاشها عم زكريا في تعب وشقاء.. فقط أود أن أقف عند المصيبة التي حلت به وعادت تهدده بالخروج إلي العراء, وهي الكارثة التي حدثتكم عنها هنا في يونيو الماضي.. كنت يومها آآمل أن تصل استغاثته إلي رجل الأعمال الذي هيأه الرب لينقذه من العراء, لكن يبدو أن كلماتنا لم تصله, وعاد عم زكريا يستغيث بنا.
** صعب علي وعليكم وعلي كل من يقترب من مشكلات الناس ويستمع لشكواهم, ويراهم يتخبطون بحثا عن حل يقيلهم من عثرتهم, وينقذهم من مأذقهم, ويخلصهم من مصيبتهم لهذا رأيت أن أدعوكم يا أصدقائي صناع الخير لنتكاتف لإعادة تريمم بيت عم زكريا قبل أن يعود إلي العراء.. وحتي لا تختلط رسالتنا وعطاياكم لعلاج المرضي مع دعوتنا للخروج بـعم زكريا من المصيبة التي حلت به سنخصص إلي جانب صندوق الخير الذي يتلقي عطاياكم لعلاج المرضي, سنخصص حسابا خاصا تحت اسم حياة كريمة لعم زكريا لتكتمل رسالتنا ومحبتكم الفياضة لكل المتعبين والمتألمين وثقيلي الأحمال.. ويكتمل بكم وفيكم قول داود النبي وأدعني في يوم الضيق أنقذك فتمجدني