من أجل تنمية الوعي بأهمية التراث القبطي، كتراث لكل المصريين من خلال علاقته بما قبله من تراث قبطي قديم وما بعده من تراث إسلامى وحديث،
عقدت جمعية محبي التراث القبطي، بالتعاون مع متحف المركبات الملكية وقيادات وزارة الاثار فاعلية علمية بمتحف المركبات الملكية بعنوان “المتحف وتراثنا القومي .. رؤية ورسالة” بمشاركة العديد من المختصين بالآثار والباحثين ومفتشي الآثار، وحضور الدكتورة شذى جمال إسماعيل أستاذ الآثار والفن القبطى بقسم الإرشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان والدكتورة راندة بليغ رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآداب، جامعة المنصورة.
وتضمنت الفعالية في البداية جولة بمتحف المركبات مع شرح دقيق من امناء المتحف و المتخصصين لكل قطعة من محتوياته.
ثم تم افتتاح الفعالية العلمية بكلمة متحف المركبات الملكية والتي ألقاها
الأستاذ أحمد الصباغ مدير عام المتحف حيث رحب فيها بالحضور الكريم من اعضاء وعضوات جمعية محبى التراث القبطى وتمنى للجميع لقاء جيد وزيارة طيبة وقال فى كلمتة انة سعيد جدا بالضيوف الموجودين من اعضاء الجمعية وتمنى ان يكون هذا اللقاء بداية للعديد من اللقاءات والفاعليات القادمة بالمتحف.
ثم ألقى الدكتور مصطفى عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة السياحة والاثار كلمة وزارة السياحة والاثار حيث شكر فيها جمعية محبى التراث القبطى على دعوتة لهذا اللقاء كما اثنى على عنوان اللقاء وهو “المتحف وتراثنا القومي.
كذلك أوضح أن محبي التراث القبطي هم جميع المصريين فالقبطى هو مصرى سوء كان مسلم او مسيحى فكلنا اقباط وكلنا نحب ونقدر التراث القبطى كلنا نتجنس بالجنسية المصرية فهذة الارض كانت ومازالت قادرة على استعاب جميع الحضارات فى جميع العصور المتنوعة , كلنا من محبى التراث القبطى مصرى فى صورة مسيحى مصرى فى صورة مسلم مصرى بشكل عام فالتراث القبطى يضم جميع الثقافات فنحن نقدر هذة الارض الطيبة هذة الثقافة وهذة الحضارة التراث القبطى تراث ممتد ولم يقف لحظة واحدة عن الامتداد.
فهو همزة الوصل وهو الجسر الممتد الذى وصلا بين الحضارة القبطية والحضارة الوافدة “الحضارة العربية” فالحضارة القبطية هى حضارة حب وتقدير وتسامح وتوافق ومن المعروف انة لاتقوم حضارة بدون حب وتقدير وتسامح.
ثم ألقى المهندس سامى مترى رئيس مجلس إدارة الجمعية كلمة شكر فيها ادارة المتحف والقائمين علية والاستاذ احمد الصباغ المدير العام للمتحف لتفضلة بالموافقة على استضافة الفاعلية كذلك تقدم بالشكر للدكتورة شروق عاشور المنثق العام للقاء وكذلك قدم الشكر للاداريين والاثريين والعاملين بمتحف المركبات الملكية.
وقال في كلمتة إن التراث القبطي هو تراث لكل المصريين واوضح للحضور دور وتاريخ الجمعية وانشطتها فى العمل على ارض الواقع لتكون همزة وصل بين الكنيسة والمجتمع والشارع المصرى بعقدها العديد من الفاعليات والمشاركات المجتمعية والندوات والمعارض الفنية والمؤتمرات وورش العمل والرحلات الثقافية لتكون رسالة الجمعية رسالة للجميع مسلمين ومسيحيين للتعريف بالتراث والثقافة والفنون القبطية.
وألقت الأستاذة الدكتورة شروق عاشور أستاذ الآثار المسيحية والإسلامية ووكيل المعهد العالى للدراسات النوعيه أكاديميه المستقبل ومقرر الفاعلية العلمية كلمة رحبت فيها بالحضور وبالسادة الضيوف وقدمت كلمة شكر لجمعية محبى التراث القبطى ممثلة فى المهندس سامى مترى رئيس مجلس ادارة الجمعية والاستاذة رينية يعقوب والاستاذة منال منير كما قدمت الشكر ايضا لقادة وزارة الاثار المشاركين باللقاء وادارة ورئيس متحف المركبات الملكية ومفتشى الاثار وامناء المتحف والعاملين به.
كذلك ألقت كلمة ضمن الجلسة الاولى للملتقى عن “المتحف” بصفة عامة قالت فيها:
إن مصر منذ القدم متحف مفتوح بما فيها من روائع العمارة و النقوش و الفنون إيضا فهى مركز للإشعاع الثقافى لكل من ياتى إليها ، فالفنون مرآه المجتمع الذى لم تحرمه أى عقيده من العقائد بل سمحت بظهوره فى كل صورة بطريقة لا تتعارض مع العقيدة.
فمنذ أقدم العصور كان للمصرى القديم معابده- جدرانه – ممياواته وغيرها عبارة عن متحف مفتوح ، وقد عبر رمسيس الثانى فى نقشه على باب مكتبة فى طيبة بقوله البسيط ( مكان لشفاء الروح )
والبطالسة عام 2900 ق م فى عهد بطليموس الاول قدموا مؤسسة علمية ( المسيون ) و الذى أرجع كلمة المتحف ” الميوزيم” لتلك الكلمة.
أما الرومان فإن قصورهم أحتوت على قاعات استعملت كمتاحف أكتظت بالتماثيل و الآثار الفنية و الحلى و المعادن.
وفي العصور الوسطى والدولة البيزنطية حدث ولا حرج فان التخصص يفرض نفسه فى الكنائس و الأديرة التى تعتبر متاحف مفتوحة بما فيها من ايقونات وأخشاب وفرسكات ومنسوجات و الحفاظ على بقايا القديسين و مقتنياتهم و حفظها داخل مقصورات كأثآر مع صفة القدسية أيضاً.
أما في العصور الإسلامية فقد اكتظت قصور الأمويين والعباسيين بالتحف و الاوانى و الحلي، وقد أسهب المؤرخون فى وصف مقتنيات الفاطميين ليس للأنتفاع فقط بل تقديراً لقيمتها خاصة الخليفة المستنصر الذى كانت لديه عمامة مرصعة بالأحجار الكريمة تقدر قيمتها بمائة وثلاثين الف دينار و طاووس من الذهب المرصع بالجواهر و عينيه من الياقوت.
وقد عرف عن شجرة الدر أنها ألمت بمقتنيات الصالح نجم الدين ووضعتها داخل مقبرته.
ومع عصر النهضة بدأت صحوة فى العالم أجمع لإنشاء المتاحف مثل:
أكت فورد 1671 ، الفاتيكان 1750 ، المتحف البريطانى 1753، اللوفر 1793 ، مدريد اسبانيا 1809 – برلين المانيا 1830 …. حتى وصل عدد المتاحف الآن فى العالم ما يقرب من 8000 الف متحف و لا يفوتنا الإشارة إلى ظهور ما يعرف بإسم الجاليرى و كان ظهورهم فى فلورانس بإيطاليا .
وتسائلت شروق عاشور أين نحن فى مصر من هذا؟ حيث اسردت تاريخ حركة المتاحف بمصر كالآتي:
1835 مرسوم محمد على بإنشاء مصلحة للآثار و المتاحف
1848 إنشاء متحف الأذباكية
1858 مريت يعرض على سعيد باشا تأسيس متحف بولاق
1863 الخديوى إسماعيل يوافق على المشروع
1881 مسبيرو
1895 متحف اليونانى الرومانى أسكندرية
1895 جامع الحاكم للمقتنيات الأسلامية
1902 نقل تحف متحف بولاق بالمكان الحالى
1903 دار الآثار العربية باب الخلق و قد سمى بالمتحف الإسلامى فى 1952
1910 مرقص باشا سميكة و إفتتاح المتحف القبطى
و تتوالى المتاحف حتى صار عددها 359 متحفاً ، أنواع المتاحف كثيرة و لكل منها هدف محدد منها
متاحف الاثار الكبرى : المتحف المصرى -المتحف اليونانى الرمانى – متحف الحضارة – المتحف القبطى – المتحف الاسلامى
متاحف الاقاليم: كوم اوشيم بالفيوم – بنى سويف – الوادى الجديد – المنيا – ملوى
متاحف السواحل: متحف الاسكندرية– بحرى – رشيد – بيت عرب كلى
قصور تحولت لمتاحف :قصر المنيل – قصر المجوهرات – ركن حلوان
متاحف ذات طبيعة خاصة : شرطة – مطار – حربى
متاحف متخصصة: جولوجى- سكة حديد – قطن – حيوان – زراعى
ثم القت الدكتورة مها سويلم مدير مركز التدريب بمتحف الحضاره كلمة تحت عنوان “المتحف القومي للحضارة المصرية رؤية واستدامه”
حيث القت الضوء على متحف الحضارة المصرية كنموزج ناجح للدور الريادى فى التنمية الثقافية المستدامة وخدمة المجتمع والتواصل وبناء الانسان وتعزيز الهوية والى تحليل استراتيجية الدولة فى 2030 ومنظمة اليونسكو للثقافة والعلوم من خلال ابراز دور النماذج الملهمة فى التنمية المستدامة ثم اوضحت الدكتورة مها سويلم علاقة الثقافة بالتنمية.
فقالت: الثقافة هي المعيار الذي تتحدد به هوية كل مجتمع بشري، ولكل مرحلة من مراحل حياة المجتمع سمات ثقافية تتأثر وتؤثر في عوامل نهوضه أو تفككه، ولاشك ان مصر مرت بهذه المراحل ولكننا استدركنا المرحلة التي نمر بها، فتحت تأثير العولمة أصبح التنوع الثقافي حقيقة واقعة تسوق المجتمعات وتهلك الثقافات بمدخلات كثيرة تصل الى حد الصراع .فالتنمية الثقافية هي التعامل مع عامل )المتغير) في الثقافة السائدة في )ثقافة العلوم والفنون ) وذلك بالبحث والتجريب والاختيار واكتساب المهارات والمعرفة.