آخر تلاتين سنة من عمري صاحبت ورافقت فيها تلاتة من أهم حراس الهوية المصرية!
التعبير عن المصاحبة والمرافقة أو الصداقة الدافية (الحميمة), عبر عنها المصري القديم بالجدر المكتوب بالهيروجليفي:
“سمر”, اللي بيتصرف منه كلمة “سمير” وكمان كلمة “زميل”!
السمير الزميل الأستاذ الكبير/ محسن لطفي السيد, ودعنا فـ مارس 2009/ برمهات 6250.
السمير الزميل الأستاذ الكبير/ بيومي قنديل, ودعنا فـ أكتوبر 2009/ بابه 6251.
والنهاردة ودعنا السمير الزميل الأستاذ الكبير/ طلعت رضوان, أكتوبر 2021/ بابه 6263.
المسامرة والمزاملة أدق فـ الوصف لصحبة الفكر, ورفقة طريق حراسة الهوية, وصدق النوايا.
التلاتة دول (محسن وبيومي وطلعت), قامو بدور كبير فـ توجيه عقول وقلوب المصريين ناحية الهوية المصرية!
احساسي ان رسالتهم الشريفة وصلت, ومجهوداتهم الكبيرة بتظهر نتايجها فـ زيادة عدد المثقفين اللي موجهين بوصلة اهتماماتهم دلوقتي ناحية مصر وهويتها!
حاول التلاتة ومعاهم عدد معقول من حراس الهوية المصرية, توصيل قضية الهوية المصرية للشعب, بمحاولة تأسيس حزب سياسي “مصر الأم”, وللأسف فشلت المحاولة!
بعد تجربة تأسيس الحزب, استمرو -كل واحد فـ مجاله- يقابلو الناس فـ الندوات, وينشرو كتب وأبحاث ومقالات!
رحلتي مع سميري وزميلي طلعت, أطول شوية, يمكن بسبب فرق السن البسيط اللي بيننا, انما بالتأكيد كانت حلاوة روحه, وبساطة عشرته, أهم سبب لدوام المسامرة والمزاملة والمودة الموصولة!
ترجمات محسن لطفي السيد من الهيروجليفي لكتاب طلعة النهار (كتاب الموتا), وكتاب أساطير معبد ادفو, وكتاب يمي دوات (الآخرة), بعتبرها حسنة وصدقة جارية بتخلد اسمه وتطمن روحه, وان كان اللي قدمه فـ صالونه من تعليم وتفهيم وتنوير لعشرات وميات المثقفين تأثيره أكبر من الكتب, لأن دي الحسنة المخفية, اللي بتطرح محصول وتأثير ملوش حدود!
كتاب بيومي قنديل (حاضر الثقافة في مصر), فـ يوم من الأيام هيبقا زاي الدستور بالنسبة للمصريين!
بالنسبة لسميري وزميلي طلعت رضوان, الحكاية مختلفة شوية, رغم ان انتاجه فـ الكتب المنشورة أكتر بكتير (حوالي خمسين كتاب), الا إن اللي يقراها هيلاحظ كرمه, وانه بيقدم غيره أكتر بكتير من تقديم نفسه!
أظن ان طلعت رضوان فـ تقديمه لأفكار وأعمال كتاب التنوير, كان بيقوم بنفس الدور الكريم اللي قام بيه ابن رشد بالنسبة لتقديم أعمال أرسطو, واللي ساهمت فـ تنوير أوروبا والعالم!
السمار والزملا فـ صالون محسن لطفي السيد وحزب مصر الأم كتار, وتأثيرهم واضح, منهم اللي ودعنا, والباقيين لسة بيقومو بنفس دور ورسالة حراس الهوية المصرية!
سامحوني اني مخصصتش المقال كله عن طلعت رضوان وبس, لأنه ودعنا النهاردة, انما هيه مسألة المسامرة والمزاملة دي دايمة بين التلاتة, حتا بعد رحلتهم معانا, متقدرش تتكلم عن واحد منهم وتنسا الإتنين التانيين .. متقدرش تقول: “ربنا يرحمه”, الا وتقول معاها: :ويرحم محسن وبيومي” .. وان كان لنا عمر .. معتقدش اني هقدر أنساهم, أرواحهم الشريفة ودعتنا, بس سايبين معانا أعمالهم رحمة ونور لكل العصور!
ملحوظة: هذا المقال مكتوب باللغة المصرية وليس باللغة العربية.. الكلمات قد تبدو بها أخطاء إملائية مقارنة باللغة العربية، لكنها في الحقيقة صحيحة بحسب القواعد اللغوية للغة المصرية.