نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية، بالتعاون مع سفارة فنزويلا البوليفارية بمصر مؤتمر بعنوان “قراءة في مسار الانتخابات المحلية 2021”.
وتشهد جمهورية فنزويلا تحول حقيقي نحو المسار الديموقراطي في كافة مؤسسات الدولة كخطوة هامة في مفاوضات المصالحة بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة بمختلف أطيافها، حيث تشهد استحقاقا دستوري جديد في الحادي والعشرين من نوفمبر 2021، وتعد هذه العملية الانتخابية السادسة والعشرون منذ عام 1998، يتم فيها اختيار المحافظين ورؤساء البلديات في 23 ولاية و335 بلدية.
وتمثل الانتخابات المحلية والإقليمية التي من المفترض اجراءها في الشهر القادم نوفمبر 2021 خطوة هامة لتعميق الممارسة الديموقراطية، وتأكيد بأن جهود المصالحة قد بدأت تجني ثمارها من خلال موافقة أكثر من 20 حزبًا مجتمعين في تحالف ديموقراطي عن نيتهم خوض هذه الانتخاباتل، بلإضافة إلى موافقة المجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على المشاركة في المراقبة على تلك الانتخابات.
جدير بالذكر أن مصر تشارك بعدد من المراقبين وكذلك عدد من الدول الافريقية مثل بنين وتونس وهذا يوضح مدى رغبة الحكومة الفنزويلية في الانفتاح على العالم والرغبة الحقيقية في التغيير بما فيه صالح الشعب الفنزويلي.
وتحدثت إليان بطرس رئيس قسم الدراسات اللاتينية بمركز الحوار، مشيرة إلى أن هذه الندوة هي حلقة في سلسلة حلقات وندوات ينظمها المركز باستمرار، بالتعاون مع سفارة فنزويلا بالقاهرة للتعريف بالتغيرات الجارية في دولة فنزويلا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من أجل طرح رؤى جديدة للتعاون.
وقالت: “ليست مبالغة في القول اننا اليوم نشهد تجربة انتخابية جديدة في فنزويلا، حيث تجري الانتخابات البلدية تحت إشراف المجلس الوطني الذي يضم في عضويته مجموعة من الأعضاء المنتمين للحزب الاشتراكي الحاكم وأعضاء ينتمون إلى المعارضة، بهدف التأكيد على الشفافية والنزاهة التي تمثل ضمانة رئيسية لإجراءات الانتخابات. تلك الضمانة التي لا تقتصر على ضبط الإجراءات المتبعة واحتكامها وأنما تشمل أيضا السماح لوفود المراقبة الدولية والإقليمية منها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.”
ولفتت إليان إلى أن محاكاة ناجحة لتلك الانتخابات تمت في 10 أكتوبر وتخطت المشاركة فيها كل التوقعات، موضحة التزام الدولة بالجدول الانتخابي المعد لهذه الجولة حتى الان وهو مؤشر جيد في مسار التحول الديموقراطي.
تحدث في الندوة السفير ويلمر أومار بارينتوس سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية بمصر، مشيرًا إلى أن السلطة العامة الوطنية الفنزويلية مقسمة إلى 5 سلطات، وهم السلطة التنفيذية التقليدية والتشريعية والقضائية، وتعمل فنزويلا الدولة بسلطتين إضافيتين هما السلطة الأخلاقية والسلطة الانتخابية.
وألمح إلى أن الدولة قدمت ضمانات جيدة للغاية للشعب وللمجتمع الدولي لضمان نزاهة الانتخابات، موضحة أن كافة الضمانات التي طلبتها المعارضة تم تنفيذها مثل وضع مراقبين من المعارضة في كل اللجان الانتخابية، وأشراف مواطنون عاديون على اللجان، وفرض الصمت الانتخابي أمام اللجان.
وأوضح السفير، أن الانتخابات ستجرى بنظام الكتروني من خلال أجهزة صممها مهندسون فنزويليون وذلك لضمان عدم حدوث أي هجمات إلكترونية خارجية.
وقدمت الدكتورة إيمان عبد الحليم الباحثة بالمركز الدبلوماسي ورقة عمل، بعنوان ” الاستحقاق الإقليمي والبلدي في فنزويلا ..طموحات وتحديات” تضمنت شرح تفصيلي لضمانات العملية الانتخابية والخطوات الإجرائية التي ستتبع، بالإضافة الى تحليل شامل لأبعاد العملية وأدوار كافة الأطراف السياسية حكومة ومعارضة في استقرار الحياة السياسية وبناء الدولة في فنزويلا.