استضافت قاعة الزمالك للفن، معرض “عبر الرحلة” للفنان مصطفى الرزاز، بداية من الأحد الماضي حتى ١ نوفمبر.
يضم المعرض ٦٠ عملًا فنيًا، حيث قدم الفنان ذاكرته الفنية المليئة بالمشاهد والحكايات ليعيد استكشاف رحلته الفنية الثرية.
استخلصها الفنان من جولاته في الحياة ومن تأملاته في المخطوطات القديمة، ودراسته لفنون التراث المصرىطي والقبطي والإسلامي، وتركيزه على الفن الشعبىطي المصري، واستخلاص طاقات الخط الكوفي ومحاوره وفراغاته، وكذلك فراغات شبابيك القلل فىطي الفن الإسلامي ليعيد صياغة متواليات جديدة مقدما أشكال مبتكرة.
ثم يحولها لقطع فنية وموتيفات إنسانية وحيوانية وعناصر زخرفية نباتية
والفنان مصطفى الرزاز لديه قدرة مدهشة على الحكة إذ تتحول الحكايات إلى سرد بصرى مغزول ببراعة الخبرة والتراكمات.
ومن أهم الأعمال لوحة البانوراما ٢×٩متر لها قصة ترجع إلى عام ١٩٧٣.
على أفرخ الكرتون الأبيض والحبر الشينى ارتجالات تكوينية لخطوط افعوانية متفاوتة السمك، ثم أضاف بريشة التحبير شبكات من الخطوط الرقيقة لتكمل إيقاع اللوحة بمقاس١٠٠×٧٠ سم،وبعد ما إنتهى الفنان من رسمها شعر الفنان أن هناك تحولا اسلوبيا وتكوينيا فى أعماله أطلق عليها رسوم ستوكهولم.
ومن الأعمال الشطرنج وخيال الظل تناول رموز السلطة والفساد من منظور رمزي.
كانت رسوم ستوكهولم بمثابة النبع الذي اعتمد عليه فى عناصر وتكوينات حيث أجرى التعديلات المناسبة وأضاف الرموز النقدية للحكم الفاسد ومسألة التوريث بإضافة عناصر الشطرنج ومسرح خيال الظل الشعبي.
وفي معرض عبر الرحلة قدم الفنان موضوعات حول النوبة والسد العالي ورغم ارتباط الفنان بالاسطورة والشخصية التراثية والفنون الشعبية ورموزها لم يتخلى أبدا عن الحداثة، فكانت أعماله انفتاحا على العالمين منذ البداية، على خبرات واسعة مستندا فنون التصوير والنحت والجرافيك والتصميم وطباعة المنسوجات والنسيج وأشغال المعدن والصياغة والخشب. وكذلك بحكم ممارسته الفنية المتنوعة إذ تعامل مع مختلف الخامات والتقنيات.
اختار الفنان المرأة ممثلة عن الإنسان، الحصان سفير من جنس الحيوان، العصفور سفير عن مملكة الطير ، رسمهم الفنان بتنويعات مختلفة فإن تداخل الكائنات مع بعضها فتح آفاق لتنويعات لا متناهية.
مرت التجربة الفنية بمراحل متتابعة فقد تعمق في دراسة أمهات الكتب وعيونها فى التراث العربى من المخطوطات والكتب وعلى التراث الأدبي والفلسفى والتاريخى والأسطوري بمصر والغرب والهند وتخصص في دراسة فنون التراث المصري والقبطى والإسلامي، مع تكثيف الإهتمام بالفن الشعبى المصرى ،بداية من التتلمذ على يد العلامة سعد الخادم، إلى وضعه رسالة الماجيستير والدكتوراه والعديد من البحوث حول تنظير وتحليل الفن الشعبى المصري وتدريسه لأجيال متعاقبة.