شهدت قرى نهر الإمام شمال شرقي بعقوبة بمحافظة ديالى شرق بغداد بالعراق، نزوحاً جماعياً صباح اليوم الخميس، اتجه الأهالي نحو البساتين والمناطق القريبة ، على إثر المذبحة التي ارتكبها تنظيم «داعش»، أول من أمس، في محافظة ديالى، بقرية الرشاد بقضاء المقدادية، مما أسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 30 شخصا.
جاء نزوح الاهالي، بعد ورود تقارير عن عمليات انتقامية يقوم بها ذوو الضحايا، القت المذبحة الضوء على التهديد الذي تشكله فلول هذا التنظيم الذي من المفترض أنه هُزم منذ نهاية عام 2017 عندما طُرد من مدينة الموصل؛ معقله الأساسي في العراق.
وأفادت معلومات عن مصدر عراقي سياسي، أدلى بها لجريدة الشرق الأوسط الخليجية، دون ذكر اسمه، بأن العديد من المواطنين قُتلوا عن طريق إطلاق النار، ولكن 9 من بين الضحايا «نُحروا بالسكاكين» على أيدي عناصر التنظيم. وأوضح هذا المصدر أنه «بالقياس إلى كل العمليات السابقة التي كان يقوم بها التنظيم الإرهابي في مناطق هذه المحافظة؛ فإن هذه العملية تعد الأعنف والأقسى والأكثر وحشية».
والازمة الحالية هي ان داعش يدعي انه يمثل السنة، مما خلف عمليات انتقامية حيث وردت تقارير أمس عن أن عشائر شيعية قامت بعمليات انتقامية ضد قرى سنيّة في شمال شرقي بعقوبة. يحدث ذلك في الوقت الذى دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى عدم التغافل عن الإرهاب وجرائمه.، فما زال الإرهاب يتربص بالعراقيين”.
فيما أشار الخبراء ان اهالي ديالي يكتمون المعلومات عن المسلحين بسبب وجود ارتباطات عشائرية مثلاً، وأحياناً يكتمون المعلومات عن القوات الأمنية ويمررها للمسلحين خوفاً أو تردداً خشية كشفهم».
في هذا السياق، أدانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بشدة الهجمات الشنيعة التي وقعت في ديالى مساء الثلاثاء، والتي تسبّبت في سقوط العديد من القتلى والجرحى. ودعت يونامي السلطات العراقية إلى “إجراء تحقيق كامل في الهجمات وبذل كل جهد ممكن لضمان سلامة وأمن جميع المواطنين”.
وشددت على أن “الوحدة الوطنية أمر أساسي محاربة” لمحاربة تهديدات الإرهاب والعنف المستمرة التي تقوض استقرار العراق.وقالت إن “أولئك الذين يسعون إلى إيقاع الأذى وإحداث الفُرقة لا يمكنهم فعل ذلك إذا ما وقف العراقيون صفا واحدا.”
هذا وأعربت البعثة الأممية في العراق عن خالص تعازيها لأُسر الضحايا، وتمنت الشفاء العاجل للجرحى.