**أدرك عم زكريا بذكائه الفطري أن كلماته المتقطعة وسط تنهداته لن تنقل لي حقيقة المأساة التي يعيشها وحجم الكارثة المتوقعة عندما ينهارالبيت عليه وعلي كل من فيه…أرسل لي مجموعة من الصور, وكانت كل صورة بألف كلمة…رأيت خطوط الفقر مرسومة علي الجدران, معلقة في الأسقف, محفورة في الأرض…حقيقي إن عمر البيت 22عاما,وربع قرن في حياة أي بيت لا تأخذه إلي الانهيار, لكنها سنوات الفقر التي عاشها عم زكريافأهمل حياته كل شيء وأي شيء, وترك المياه تنفر في الأساس, والحوائط تتباعد, والأسقف تتساقط,والسوس يأكل في الأبواب والشبابيك, وضاعت كل معالمالبيت وصارخرابة تكاد تتساوي بالأرض في زمن تتحدث فيه عنحياة كريمة لكل إنسان.
**أعرف أن بيت عم زكريا مثله مثل بيوت كثيرة في قري مصر…تختلف الحكايات من بيت إلي بيت, لكن في النهاية تجمعها حكاية واحدة وهي حياة غير آدمية..
ولأننا جميعا نعرف هذا ونلمسه فقد أسعدتنا جدا المبادرة الرئاسية حياة كريمة لأهاليا في قري مصر ليتغير واقع البؤس والشقاء الذي يخيم علي بيوتها, وتصبح حكايات الحياة غير الآدمية قصائد أمل في حياة أكثر إشراقا ومستقبل أفضل للأجيال القادمة من أبناء تلك القري.
**ما نشاهده علي شاشات التليفزيون, وما تنقله لنا كل وسائل الإعلام من قري مصر يملئنا فرحا وطربا, فأحلام أهالينا تتحقق, لكن يبقي السؤال:هل ستصل المبادرة إلي كل قرية وكل بيت؟!…حقيقي أن دور الدولة يتعاظم في تطوير الريف المصري من خلال مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق حياة كريمة لسكان 4584 قرية وتوابعها بتكلفة تقديرية 700مليار جنيه..
ومع كل هذا فأن التوزيع الجغرافي للمراكز المستهدفة وعددها52 مركزا يفصح عن أن هناك قري كثيرة لن تصلها يد المبادرة, ومن بينها قرية عزبة الأقباط…من هنا كان نداءنا إلي كل أحبائنا صناع الخير لنسرع بكل الحب والعطاء لإعادة بناء بيتعم زكريا قبل أن ينهار.
**مأساة عم زكريا لمست قلوب بعض أحبائنا صناع الخير…منذ أيام اتصلت بي طبيبة من الزيتون لتقدم 3000جنيه افرحتني عطيتها لكن فرحني أكثر مشاعرها…كانت متأثرة ومتألمة لحالةعم زكريا…أحسستني كلماتها بدفء مشاعرها…بعدها اتصلت سيدة من الرحاب وطال حديثها تشاركني التفكير في الخروج بــعم زكريا من مأساته في أسرع وقت…
وعندما سألتها عن الموعد المناسب لذهاب المندوب إليها لاستلام عطيتها أصرت أن تحضر بنفسها لتأخذ أيضا بركة التعب من أجل عم زكريا وجاءت إلي مقر الجريدة وقدمت4000جنيه…وصديقة منالكوربة بمصر الجديدة طلبتمندوب الخير وسلمته500جنيه…وعندما طلبت من مسئول الخزينة بالجريدة بيان بالعطايا التي جاءت هذا الأسبوع كان من بينها3000 جنيه قدمها قارئ إلي عم زكريا.وكنت حدثتكم الأحد الماضي عن صديقة الإسكندرية التي أرسلت500 جنيه..والآن يكون ما تم تجميعه,110.0(أحد عشر ألف جنيه) لكننا نثق أن خزائن الرب لا تفرغ أبدا, وهو يري ويراقب ويتابع ويتدخل في الوقت المناسب.