تعيد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مثل هذا اليوم من سنة 511 ميلادية بتذكار نياحة البابا ديوسقورس الثاني، البابا الحادي والثلاثين على كرسي الإسكندرية، ففي مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس ديسقورس الحادي والثلاثون من باباوات الإسكندرية.
وقد قدم بطريركًا بإرشاد الروح القدس بعد نياحة سلفه القديس يوحنا، حيث كان هذا الأب وديعا في أخلاقه، فاضلًا في علمه وعمله، كاملا في حياته. حتى أنه لم يكن من يشبهه في جيله.
وكانت باكورة أعماله أنه بعد ارتقائه الكرسي المرقسي كتب رسالة جامعة إلى الأب القديس ساويرس بطريرك إنطاكية ضمنها القول عن الثالوث الأقدس المساوي في الجوهر والألوهية، ثم شرح التجسد، وأن الله الكلمة قد اتحد بجسد بشرى كامل في كل شئ بنفس عاقلة ناطقة، وأنه صار معه بالاتحاد ابنًا واحدًا، ربًا واحدًا، لا يفترق إلى اثنين، وأن الثالوث واحد قبل الاتحاد وبعده، لم تدخل عليه زيادة بالتجسد.
ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب ساويرس، قرأها وفرح بها وتلاها على الشعب الإنطاكي، فاستبشر بها وكتب إلى القديس ديسقورس رد الرسالة يهنئه بالرئاسة المسيحية وأن يعتمد في جميع أقواله وأفعاله على الأمانة التي وضعها الثلاثمائة والثمانية عشر بنيقية، وعلى ما أمروا به من القوانين والسنن، ولما وصلت هذه الرسالة إلى الأب ديسقورس قبلها بفرح وأمر بتلاوتها فقرأت من فوق المنبر ليسمعها كل الشعب.
وكان هذا الأب مداومًا على التعليم والقراءة وحض الكهنة في كل بلد وتوصيتهم على حراسة الرعية.