نظم مركز “بى لمباس” للدرسات القبطية بكنيسة السيدة العذراء مريم بمهمشة، بحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام منطقة شرق السكة الحديد، اللقاء الشهري المعتاد، حيث استضاف المركز الأرشيذياكون الدكتور رشدي واصف بهمان أستاذ ورئيس قسم العبادة والليتورجيا بالكليه الاكليريكية اللاهوتية القبطية الارثوذكسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، والذي ألقى محاضرته الهامة، تحت عنوان “تاريخ الليتورجيا”، وذلك بحضور الباحثين والدكاترة والمهتمين بالتراث والفنون القبطية والعديد من الآباء الكهنة والخدام.
بدء اللقاء بصلاة أفتتاحية قادها نيافة الأنبا مارتيروس، ثم رحب بالحضور الكريم وايضا بالدكتور رشدى واصف بهنام والذي قدم فى بداية كلمته ايضاح لكلمة ليتورجيَّا Λειτουργία
فهى تعني «عمل الشعب»، فالكلمة مُكونة من مقطعين هما
« έργον »و« أي شعب λαός اى عمل»
وحرفيًّا هو العمل الذي يقوم به الشعب، أو شركة الشعب في العبادة، سواء ما يتعلق بالصلوات اليوميَّة أو المزامير، ودورة الاحتفالات وطقوس ومراسيم الأعياد المُتعلقة إمَّا بالله أو حياة الربّ يسوع أو القديسين
و استقر الرأي على إطلاق هذا الاصطلاح على القداس الالهى تحديدًا
وتنقسم الليتورجيا الى جزئين واضحين
الجزء الاول : يحتوى على الابصلمودية والقراءات والعظات والطلبات “الاواشى” وهو الجزء التعليمى فى الليتورجيا والذى يعرف بـ ليتورجية الكلمة
اما الجزء الثانى: فيحتوى على صلوات اتمام سر الافخارستيا المقدس ويشمل تقديم القرابين “والتى كانت قديما تتم بعد خروج الموعوظين” والانافورا “صلوات خاصة برفع القرابين ” او” هى صلوات خاص بتقدمة المسيح” والتقديس والذبتيخا والتناول والتحاليل والذى يعرف بـ ليتورجية السر
وأضاف الدكتور رشدى بهنام الى أن الليتورجيا المقدسة هى مركز سر الكنيسة وقلبها النابض وعمودها الفقرى هى حياتها ونموها وفى المسيح تمامها فهى سر العهد الجديد وهى الفصح الجديد الذى يحتفل بة شعب اللة الذى انتقل من الموت الى الحياة وكبداية لها كان عشاء الرب السرى الذى بواسطتة تمم ترتيب الفصح اليهودى ، واعطى سر الافخارستيا مقدما جسدة كمأكل حق ودمة كمشرب حق لبركة وخلاص الانسان” لغفران الخطايا والحياة الابدي ” هذا السر تسلمة الرسل من الرب وتمارسة الكنيسة المقدسة كتذكار للرب الى أن يجىء
و تكون وتشكل فى العصر الرسولى وما بعدة التقليد غير المكتوب لاتمام الليتورجيا المقدس من قبل الكنيسة بواسطة الرسل الذين مع تعاليم الانجيل اعطوا طريقة “طقوس”اتمام السر ومعطياته
وعندما كتب هذا التقليد فى القرن الرابع اتت نصوص ليتورجيات مختلفة تحمل اسماء كتاب من اباء الكنيسة بما ردت نصوصها واقدميتها للاباء الرسل مؤسسى الكنائس ، وبذلك بدا التقليد الليتورجىة لكل كنيسة محلية وهذ النصوص الليتورجية فحصت على مر العصور وقبلت اضافات او حذف منذ نشأتها ، وحتى اليوم ولكن بالطبع بقيت امينة فى التقليد الاول وفى النواة التى تبلورت فى القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
و أوضح الدكتور رشدى بهنام ان النظم الليتورجية انقسمت الى عائلتين كبيرتين هما
اولا: “النظام الليتورجي الشرقى” ويشتهر فى كل من
* العائلة الليتورجية المصرية والتى تحتوى على النظام الليتورجي الاسكندرى “الرومى والقبطى” والنظام الليتورجي الاثيوبى
* العائلة الليتورجية السريانية الانطاكية والتى تحتوى على
النظام الليتورجي السريانى الغربى او النظام الليتورجي الفلسطينى السورى
والنظام الليتورجى السريانى الشرقى او النظام الكلدانى اوالنظام الليتورجي لبلاد مابين النهران والنظام الليتورجي لملبار الهند والنظام الليتورجي المارونى والنظام الليتورجي الارمنى والنظام الليتورجي البيزنطى
ثانيا :”النظام الليتورجي الغربى” وتشتهر فى النظام الليتورجي الرومانى والنظام الليتورجى الامبروسيانى “نسب الى القديس امبروسيوس اسقف ميلان 347-397م او النظام الليتورجي لميلان والنظام الليتورجي الغالى”الفرنسى ” لمنطقة الغال “شمال غرب اوروبا” والنظام الليتورجي المزرابى فى اسبانيا والنظام الليتورجي الكاتى والنظام الليتورجي البونى او القرطاجى فى شمال افريقيا
ومن هذة النظم الليتورجية التى كان لها انتشار كبير النظام المصرى “الاسكندرى” والذى عمل بة فى الكنيسة المصرية القبطية الارثوذوكسية وفى الكنيسة الاثيوبية والنظام السريانى الانطاكى الذى عمل بة فى الكنيسة السريانية الارثوذوكسية والنظام البيزنطى او القسطنطينى الذى عمل بة فى الكنيسة الارثوذوكسية الخلقيدونية والنظام الليتورجى الرومانى الذى عمل بة فى الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
وعن أشهر الليتورجيات المستخدمة فى هذة النظم الليتورجية
اولا:النظام الليتورجى البيزنطى “ليتورجية القديس يوحنا ذهبى الفم وليتورجية القديس باسيليوس وليتورجيةالبروجيزمينا”
ثانيا: النظام الليتورجى السريانى”ليتورجية الرسل وليتورجية القديس يعقوب اخو الرب ”
ثالثا :النظام الليتورجى المصرى الاسكندرى القبطى “ليتورجية القديس مرقس وليتورجية القديس سيرابيون اسقف تمى وليتورجية القديس باسيليوس وليتورجية القديس غريغوريوس اللاهوتى”
رابعا: النظام الليتورجى الارمنى “ليتورجية القديس اثناسيوس الرسولى”
خامسا : النظام الليتورجى الرومانى “الليتورجية الرومانية وليتورجية القديس بطرس الرسول ”
وعن ترجمة النصوص الليتورجية يقول الدكتور رشدى بهنام بالنسبة للغة اليونانية والليتورجيا فاللغة اليونانية القديمة كلغة عالمية لعبت دورا كبيرا
فى مختلف مجالات العلم والادب والثقافة وقد بدأت مع الفتوحات اليونانية القديمة وخاصة مع الاسكندر الاكبر حتى اصبحت اللغة اليونانية هى لغة الحديث فى منطقة شرق البحر المتوسط اى فى سوريا وفلسطين ومصر واتخذت اللغة اليونانية طورا جديدا اطلق علية اسم اللغة العامة او المشتركة وهذة سرعان ما صارت هى المستخدمة فى المحاكم والادب والتجارة وكل انحاء امبراطورية الاغريق وقد سبقت ترجمة الكتاب المقدس ترجمة الليتورجيا
واختتم اللقاء ببعض المداخلات الهامة من الباحثين والسادة الحضور، كما استمع وأجاب الدكتور رشدي بهمان على العديد من الأسئلة والتعليقات والاستفسارات والمداخلات من الحضور، في جو من الحب والود ثم قدم نيافة الأنبا مارتيروس الشكر للحضور الكريم وللدكتور رشدي واصف بهمان على هذا اللقاء
وبعد انتهاء المحاضرة استمع الحضور لكورال ثيؤطوكوس التابع لكنيسة العذراء مريم بمنطقة مهمشة بقيادة الشاعر كمال سمير ، حيث قدم بعض الترانيم التراثية والتى حازت على اعجاب الحضور
ومن المعروف أن مركز (بي لمباس) يختص بدراسة أنشطة التراث القبطي والرحلات العلمية وورش عمل، وتبنى أبحاث علمية جديدة لتدريب صغار الباحيثن على الدراسة والبحث فى مجال القبطيات، بالإضافة إلى كورسات خاصة بدراسة اللغة اليونانية ، لمدة ساعة ، ومناقشة نصف ساعة ، وذلك بقاعة مجهزة خاصة بمقر نيافة الأنبا مارتيروس وسيحاضر نخبة من السادة الأساتذة المتخصصين في التراث القبطي ، كالتاريخ والفن والآثار ، والأدب القبطي ، والموسيقي القبطية ، وتاريخ الرهبنة ، والمخطوطات ويقيم المركز محاضرة شهرية تقام فى الساعة السادسة والنصف من الجمعة الأولي من كل شهر.