برئاسة نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد وبحضور ومشاركة نيافة الحبر الجليل الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، بكنيسة الشهيد العظيم أبي سيفين الأثرية بمصر القديمة.
وقام الأنبا مارتيروس كتابة منشور على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي قال فيه :”مع نيافة الحبر الجليل الأنبا أرميا تم افتتاح ملتقي فناني الأيقونة القبطية حيث تشرفت لجنة التراث القبطي بالمجمع المقدس بالمشاركة مع رابطة فناني الأيقونة القبطية ورئيسها الأستاذ جورج ناعوم في ندوة عن سمات الأيقونة القبطية ، جمعت المتخصصين ، رتب لها قدس ابونا صليب جمال سكرتير لجنة التراث القبطي بكنيسة أبي سفين مصر القديمة هذا اليوم السبت 9 أكتوبر 9.5ص ذلك من أجل تقويم أداء الفن القبطي ونعلن تمسكنا بهويتنا القبطية .
إن حضارتنا القبطية مازالت تعيش وتنبض بقوة، وتزداد بريقاً وجمالاً وسط حضارات العالم، وهي كزهرة جميلة مخبأة في وسط الأشجار، يولع بها من يكتشفها، ويقف عندها طويلاً يتأمل جمالها، والدارس للحضارة القبطية يتعجب من جذورها الممتدة منذ السنة الأولى لكرازة القديس العظيم مارمرقس الرسول كاروز المصرية، وما تركه لنا من تراث ومساهمته في مجال الفن القبطي حيث ترك لنا إشارة ضمنية لأهم أحد سمات الفن القبطي أن يبارك السيد المسيح بإصبع واحد ليدلل علي وحدانية الثالوث في الواحد والواحد في الثالوث ، إن اهتمام الأقباط بفن الأيقونة مازال إهتماماً بالغاً حيث انسكب الحب والتقديس للقديسين الشهداء في أيقونات يوقدون أمامها الشموع ، ويتشفعون بهم ويسبحون أمامها بتماجيد وألحان ، ويحملونها على أيديهم ويسيرون بوقار في دورات إحتفالية داخل الكنيسة تذكاراً لهم حيث يقول الكتاب “عب 13: 7 اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله. انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم”.
1- لا تقلد عن غير معرفة فتسئ إلى المعنى ، أى لاتعيد أو تقلد عنصر فني رأيته تجهل دوافعه وأسراره ، لئلا تنزلق وتبتدع فيهزأ الناس بك ، بل فتش وافحص واقرأ الكتب ، وامتلأ من المعرفة الكتابية حتي تشحذ الإلهام من الله.
2- لا تنسي الصليب في هالة السيد المسيح لأنه المخلص دون غيره ، وبغيره لم يكن به الخلاص ، وأكتب في أجنحة الصليب الحروف الدالة علي لاهوته.
3- لا تجعل السيد المسيح بعد القيامة فى الأيقونة يرتدى صندلاً لأن الأرض تطهرت من الشوك والحسك.
4- لا تجعل أبداً السيد المسيح فى الأيقونة ينظر إلى الأرض بل إلى الأمام لأنه قال الذى من الأرض من الأرض يتكلم والذي من فوق هو فوق الجميع
5- إذا رسمت الراعي الصالح يحمل خروفه الضال فإجعل المسيح يميل إلي ناحية اليمين لأن الرب مال ليسمع اللص اليمين وقد وعده اليوم تكون معي في الفردوس لو 23: 42
6- لا تجعل السيدة العذراء تحول وجهها عن إبنها بل يجب أن تكون رأسها مائلة إليه ، وعن يمينه بحسب المزمور، لأنها أمه والدة الإله ، فقد قيل أنها كانت تبحث عنه معذبة ، وظلت مرتبطة بإبنها حتى موته على الصليب بالجسد، ودفنه فى القبر، فكيف تفسر قول سمعان الشيخ أن سيفا سيجوز فى وسطها.
7- لاتنسى أن تضع الثلاث نجوم رمز دوام البتولية للسيدة العذراء، على رأس وكتفى السيدة العذراء لأنك تحقق إيمان الكنيسة فيها، أنها دائمة البتولية قبل وأثناء وبعد ميلادها للسيد المسيح
8- لا تنسى ان تكتب بالحروف الكاملة أو المختصرة كل الأسماء الدالة على الشخصيات المرسومة ، لأن الآية تقول “من يغلب فساعطيه ان ياكل من المن المخفى، وأعطيه حصاة بيضاء، وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب لا يعرفه أحد غير الذي يأخذ. رؤ 2: 17 ”
9- شجع اللغة القبطية لغة آبائك القديمة ، وأكتب بها حروفك علي سطح الأيقونة.
10- لاترسم أحداً وهو ما زال يعيش على الأرض ، يجاهد من أجل خلاص نفسه ، فأنت تضره وتثير عليه حسد عدو الخير، وتعرضه لضربات موجعة قد تميته ، فيجب ألا تكون العاطفة علي حساب ماتسلمناه من تقاليد كنسية ، بل يمكن أن يكون ذلك بحسب ما جاهد الجهاد الحسن وأكمل سعيه بسلام ، ويشهد الجميع بتقواه تاركاً الحكم لله وللكنيسة
11- عندما ترسم قديساً أو شهيداً إنسكب أولاً فى الصلاة إنسكاباً ، ليرشك الله كيف ترسم قديسيه، وإقرأ السيرة بتأمل، وأشعر بها، وتعايش أحداثها، كما قال معلمنا بولس الرسول عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح ، فقد كان آباؤك الرسامين يصلون ويصومون ثلاثة أيام أولاً، منعزلين فى هيكل الكنيسة ، ليرشدهم الله كيف يكونوا مستحقين أن يرسموا صورته أو أمه الطاهرة أو قديسيه الأمناء.
12- ليتك تذهب للآب الأسقف لكى مايصلى لك، ويباركك، حتي تتقدم بدالة.
13- جدد من أفكارك لتضيف عناصر فنية جديدة، وتأملات جديدة، من خلال ماجمعته ، وإعكف على الدراسة والفحص للكتب المقدسة حسب ما أوصاك السيد المسيح “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية” فتخرج الجدد والعتقاء من جعبة ملآنة ، حتي تستطيع أن ترسم الأيقونة الكتاب المقروء ، كما هو معناها ، فكيف ستكتب كتاباً أنت تجهل دروبه .
14- شاهد وتعلم من أيقونات آبائك السالفين ، سافر وتجول هنا وهناك فتأخذ الخبرات من أعمال الآخرين ، ولك بصمة في تاريخ الفن عليك أن تحفظها.
15- إلتزم بمعايير الفن القبطى، لأنه فنناً رمزياً، ذات بعداً واحداً، أي مسطحاً، بعيداً عن الفن المحسوس ذات البعد الثالث، الذى يعظم الأمور الحسية أكثر من الأمور الروحية ، فالسيد المسيح إعتاد أن الرموز لنكتشف أسرار ملكوت الله وبره.
16- تعفف عن كتابة إسمك على الأيقونة وإنكر ذاتك ، وإذا أردت أن تكتب أسمك فأكتب عبارة “عن غير استحقاق” أولاً، ثم أكتب إسمك.
17- لا يكون فنك ورسمك لغرض التربح أولاً بل لمجد إسمه ، إسع لأن تكنز لك كنزاً سمائياً وليس كنزاً أرضياً ، إستكفى ولا تغالى، لئلا تهرب البركة منك ، فليس على حساب الله وعملك المقدس تهدم مخازنك وتبنى أعظم منها ، كن راضياً وقنوعاً لأن القناعة كنزاً لا يفنى.
18- لاتشاكل أهل هذا الدهر ولا تتخلى عن مبادئ وأخلاق المهنة المقدسة ، التى إستحققتها بدعوة من الله وقديسيه، لترسم مجدهم وأعمالهم المجيدة ، لتنقل نظر المؤمنين إلى الأمور التى لا ترى ، لأن معلمنا بولس الرسول يقول ” 2 كو 4: 18ونحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى.لان التي ترى وقتية واما التي لا ترى فابدية”
19- قل دائماً أنك غير مستحق لتحرك يد الله يدك ، إحفظ فكرك طاهراً فيكون كرمة مخصبة فى جوانب بيتك ، نق الصحفة من الداخل فتعاين ملكوت الله ويعلن لك أسراره ، سبح وأشكر الرب دائماً ، لتفرح بأعمالك ، وردد قول المزمور ما أعجب إسمك يارب فى الأرض كلها لأنه قد إرتفع عظم جلالك وجمالك فوق السموات ، وهنا يقيمك الرب على أعمال يديه.
20- أشكر الرب دائماً لأنه دعاك لرسم صورته وقديسيه ” وملاءك من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة ” خر 31: 3.