نظم مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية ندوة بمناسبة نصر أكتوبر العظيم تحدث فيها اللواء الدكتور “عادل مصطفى “أحد أبطال حرب أكتوبر عن ذكرياته حول الحرب.
وأوضح اللواء في حوار على هامش الندوة مع وطني أن بداية من يوم 11 اكتوبر كان الصراع بشكل غير مباشر مع الولايات المتحدة وليس مع إسرائيل، موضحًا أن بدءً من ذلك اليوم وإسرائيل أصبحت تطالب العون، فأمدتها الولايات المتحدة بدعم غير محدود.
وأوضح خلال حديثه لوطني أن التدخل الأمريكي أسفر عن عدة أمور، أولًا: فك شفرة الصواريخ المصرية ومن ثم التشويش عليها وإبطال قدرتها، ثانيًا: خروج السلاح الأمريكي من المخازن ولا سيما الطائرات حتى أننا بتنا نرى طائرات لا يوجد عليها أي أعلام، ثالثًا: الكشف عن نقاط ضعف الجيش المصري والذي أدى إلى حدوث عملية الثغرة.
ولفت، في الندوة، إلى أن خطة التمويه في الإعداد لحرب أكتوبر كانت محكمة لدرجة أن الجنود لم يعرفوا بميعاد العبور حتى عند إعدادهم لأطواف العبور. وأضاف: “لم أكن أعلم إننا سنعبر اليوم إلا عندما رأيت الطائرات المصرية تطير في أسراب تجاه سيناء.”
وأشار سيادة اللواء أن الاحتياط الاسرائيلي كان من المتوقع أن يبدأ في الرد عند شن الهجوم يوم 6 أكتوبر بعد ثماني ساعات، لذا كانت الخطة تقتضي أن يتم عبور المشاة وخلال الثماني ساعات يتم حفر الثغرات في الساتر الترابي وعبور الدبابات.
وأشار اللواء، عادل مصطفى، إلى أن من 6 إلى 11 أكتوبر كان الموقف المصري في غاية القوة وتفوق الجيش المصري على نظيره الإسرائيلي في كافة المعارك وقال: “وفي نهاية تلك المرحلة لاحظت استخدام الاسرائيليون لطائرات تدعى انترودر، وهي الطائرات المستخدمة في تدريباتهم فعرفت حينها أننا استطعنا تدمير كافة أسطولهم الجوي. وبعد ذلك دخلنا في مرحلة التدخل الأمريكي.”
وتطرق سيادة الدكتور اللواء عن الخلاف بين سعد الدين الشاذلي وبين أنور السادات حول تصفية الثغرة، قائلًا: “إن خطة تصفية الثغرة التي قدمها الشاذلي كانت تطلب انسحاب الجيش الثاني لسد الممر التي عبرت منه القوات الإسرائيلية، وهو الذي رفضه السادات خوفًا من تكرار نكسة 67، أما خطة السادات كانت بسير اللواء 25 مدرع في صف بمحاذاة قناة السويس إلى الغرب لقتال القوات الإسرائيلية، وهو الأمر الذي سيعرضه للانكشاف أمام نيران القوات الإسرائيلية.”
ولفت إلى أن كلا الرأيين صعب تنفيذهم واصفًا الموقف بـ”بالمعدلة الصعبة”. مشيرًا إلى أن بتبني قرار السادات تحرك اللواء 25 والذي – للأسف- تم تدميره بنيران القوات الإسرائيلية، ودخلت القوات الإسرائيلية وأستولوا على مؤخرة الجيش الثالث وأسروا أفراد مؤخرة الجيش وهم جنود مصابون لا قدرة لهم على القتال وتم حصار الجيش الثالث.
وتابع اللواء عادل مصطفى قائلًا: “بتوقيع معاهدة الكيلو 101 وُضعت الأمم المتحدة بين الجيش الثالث الميداني والجيش الإسرائيلي، وكان التموين يصل من خلال أفراد الأمم المتحدة عبر الجيش الإسرائيلي، لكن أفراد الأمم المتحدة لم يكونوا محايدين بل موالين بنسبة أكبر للإسرائيليين. ومثلما كنا في الاستنزاف نعبر الحدود ونقوم بعمليات ضد إسرائيل، بتنا نقوم بنفس الشيء خلال حصار الجيش الثالث.”
وتطرق عادل مصطفى إلى حصار منطقة كبريت، موضحًا أن خلال الحصار الإسرائيلي للجيش الثالث كان هناك حصارًا آخر لمنطقة كبريت، وكان جنود من الجيش الثالث يذهبون إلى الجنود بكبريت بالقوارب عبر القناة حاملين لهم الطعام ويعودون بالجرحى والشهداء.