ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، القداس الإلهي في الكاتدرائية المرقسية بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، اليوم السبت، وذلك بحضور مجمع كهنة الإسكندرية، حيث انطلق القداس في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بحضور أكثر من 100 كاهن بالإضافة إلى الأساقفة وأعداد قليلة من أبناء الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، الذين تم حضورهم عبر الدعاوي المخصصة مسبقاً تنفيذا للإجراءات الاحترازية التي تتخذها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
وقام قداسة البابا اليوم بترقية 15 كاهنا إلى رتبة القمصية، وذلك في زيارة جديدة للبابا تواضروس إلى الإسكندرية بعد أسبوعين من أحدث زيارة له إلى مدينة كرسيه، والتي شهدت تكريم أوائل المراحل التعليمية وحضور فعاليات حفل تخرج الدفعة الثانية والثالثة من مدرسة تيرانس للوعظ والتعليم اللاهوتى بالإسكندرية.
استهل قداسة البابا عظته اليوم قائلا في أنجيل هذا الصباح ونحن نحتفل بالقديسة حنا أم القديس صموئيل في العهد القديم نقرأ مثال العذراي الحكيمات والعذراي الجهلات ولم يذكر مثل العذراي الحكيمات والجهلات ألا في أنجيل معلمنا متي البشير وهو أحد الأمثال المهمة جدا في الكتاب المقدس ويتكلم هنا السيد المسيح عن فريقان الحكيمات وفريق الجهلات يتكلم عن الجهل والحكمة وهذا يكمن في ثروتنا الحقيقية والثرة الحقيقية لم تكن في العقارات أو الممتلكات او المال الثروة الحقيقية هي الوقت العمر الزمن فالمال والممتلكات تعوض أما ثروة الوقت لا تعوض .
اذا انصرفت لا تعود مرة أخري وان ضاعت لن ترجع لذلك الحكيمات استغلوا أوقاتهن حسنا والجهلات أضعوا أوقاتهن وهنا نري أن الجهل والحكمة ليس مرتبط بالتعليم ولكن مرتبط بالعقل و الحكمة في العقل وكيف تستخدم عقلك في الحفاظ علي وقتك
هذه هي الثروة الغالية عند الأنسان وقد أستمعنا الي ذلك في البولس صباحا أصحاح 5 في رسالة بولس الي أهل أفسس الأية 14 والأية 15
الأية 14 تقول لأن الذي يكشف كل شيء هو النور لذلك يقال أستيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيشرق عليك نور المسيح
والأية 15 تقول فانتبهوا تماما أذن كيف تسلكون بتدقيق لا سلوك تماما أذن كيف تسلكون بتدقيق لا سلوك الجهلاء بل سلوك العقلاء مستغلين الوقت أحسن أستغلال لأن الأيام شريرة
ونري الأيه الأولي هي أيه فردية والأية الثانية جماعية والأية الأولي هنا هي دعوة للتوبة أن يستيقظ الأنسان من غفلته فالكثير من الناس تعيش حياتها في غفلة الحياة لديهم تسير فقط دون النظر اليها
والأية الجماعية تشرح لنا أكثر وهنا يكتمل المشهد والصورة تصبح واضحة أمام الأنسان ويقول هنا في الأية كيف يسلكون حياتكم بالتدقيق ومعني ذلك أن يكون الأنسان مدقق في كل أفعاله وتصرفاته ويسلك بدقة في كل تصرف وهنا يرجع بينا للسيد المسيح والصليب ويقول قم من بين الأموات ويختتم الأيه بعبارة صعبه لأن الأيام شريرة
وأضاف قداسة البابا ويقصد بالتدقيق أن تسلك حياتك بدقة بالدقيقة أن يكون وقتك محسوب بالدقيقة لكند ستعطي جوبا عن حياتك عن كل دقيقة أذا ثروتنا الحقيقة كخادم للمسيح وناس عاشية طريق الملكوت هي الزمن الوقت وهنا نري كيف أن العذراي الحكيمات كانوا مستعدات الدخول للعرس وأغلق الباب هذا المشهد يتمني كل واحد فينا أن يشارك فيه أم العذراي الجهلات أصحاب النفوس الجاهلة ضيعوا الوقت وقالوا بعد ذلك للحكيمات أعطونا زيت وهي كلمة دارجه عندنا نقولها أحيانا يارتني كنت عملت كذا وهنا نقول الوقت لا يسمح لأن الوقت لا يرجع أبدا ولا يعوض ونري هنا أن العذراي الجهلات كان عمرهم فارغ خبطوا علي الباب وقالوا ربنا أفتح لنا قال لهم عبارة قاسية لايسمح الله أن أحد يسمعها فينا قال أني لأ أعرفكن وهذه هي عقوبة صادمة لحياة الأنسان ولكنها صادمة حتي ينتباه الأنسان قبل فوات الأوان
وقال قداسة البابا فثروتك الحقيقية هي زمانك عمرك أجعله دائما أمامك أحرس فكرك لا تجعله طايش يذهب شمال ويمين أحرس ذهنك الذي يدخل داخل عقلك أجعل فكرك يقظ دائما اليقظة الروحيه والأنسان اليقظ لا يسمح لعدو الخير أن يتسلل اليه أجعل وقتك متوازن فأنت تحتاج لوقت للعبادة وقت للصلاة وقت للمشاهدة وقت للعائلة وقت للطعام وقت للراحة وزقت للرياضة وقت للصداقة أجعل وقتك كله متوازن لا تجعل أوقات عمرك مشوه
وعلامة التعقل في حياة الأنسان أن يجعل وقته لحساب السماء فهناك تفاهات ولكن الذي يعمل لكل شيء حساب ويعمل حساب السماء كما كان وقت الفداء غالي لذلك افتدي وقتك لحساب السماء أجعل كل ما تصنعه في أعمال المحبة والرحمة كلها لحساب السماء لماذا يكون هناك عاكرة بيني وبين أخي أجعل كل دقيقة في عمرك مكتوبه في السماء وكل دقيقة في عمرك السماء تقدرها لك وهنا يظهر التعقل في حياة الأنسان الله الذي خلقك واعطك العمر هذا العمر يجب أن تحافظ عليه أن تمجد الله به الله خلقك لأنه يحبك أجعل كل أعمالك لتمجيد اسم الله القدوسلذلك انتباه دائما فالأستعداد والسهر الروحي الأستعداد الروحي ليس فقط السهر المادي ولكن السهر علامة الأستعداد الداخلي ينعكس علي حياتك الخارجية خدمتك علاقتك بالأخرين
وأختتم قداسة البابا عظته لذلك اسهروا وصلوا لأنكم لا تعرفوا اليوم ولا الساعة التي فيها ابن الأنسان فانتبهوا واسهروا لأنكم لا تعرفون متى يحين الوقت كونوا مثل العذراي الحكيمات وليس مثل العذراي الجهلات