شارك الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جويتريش، في مؤتمر الاونكتاد للتجارة و التنمية الذي افتتح في بريادوس – من جزر الأنتيل- امس الاثنين، وينعقد كل اربع سنوات للحوار حول التحارة العالمية، شدد جويتريش خلال كلمته في المؤتمر الأممي على أنه يجب دعم البلدان في القيام “باستثمارات جريئة” في التعليم والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية والعمل اللائق.
وقال: “نحن بحاجة إلى تفضيل الناس على الأرباح، بما في ذلك من خلال الأعباء الضريبية العادلة، وإنهاء التهرب الضريبي، وغسيل الأموال، والتدفقات المالية غير المشروعة”. في هذا الصدد يجب على مجموعة العشرين والأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية العمل مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) للمضي قدما في تنفيذ إطار عالمي للضرائب على الشركات بحيث “تفيد الضرائب الناس في الأماكن التي يعمل فيها النشاط الاقتصادي في الواقع. في المجتمعات – وليس في مجالس اجتماعات بعيدة”.
مشيراً الى انه ينبغي أن تستفيد أفقر دول العالم من التجارة والاستثمار، وكلاهما خرج عن مساره بسبب الجائحة، وقال: “نحن بحاجة إلى قواعد تجارية منفتحة وعادلة، حتى تتمكن جميع البلدان من التنافس على أساس تكافؤ الفرص بغض النظر عن موقعها في سلم التنمية”.
وأضاف “نحن بحاجة أيضا إلى مساعدة البلدان النامية على تحديث بنيتها التحتية وتدفقات التجارة – من خلال خفض التكاليف وزيادة الكفاءة.”
وأوضح أن هذه التدابير حيوية لدعم البلدان وهي تنتقل إلى الاقتصادات “الخضراء” القائمة على الطاقة المتجددة، مما يستلزم أيضا تحديث قطاع النقل، ولا سيما صناعة الشحن العالمية الحيوية، المسؤولة عن حوالي 80 في المائة من التجارة.
يعد بناء اقتصاد أخضر عالمي التحدي الرابع الذي يواجهه المجتمع الدولي، حيث تسعى البلدان جاهدة إلى تقليل ارتفاع درجة الحرارة العالمية، تماشياً مع اتفاق باريس بشأن تغير المناخ.
وضغط الأمين العام مرة أخرى من أجل الالتزام بتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن من خلال تدابير مثل الإلغاء التدريجي لإعانات الوقود الأحفوري، كما ذكّر الدول الغنية بوعدها منذ عقد من الزمن بتقديم 100 مليار دولار سنويا في تمويل المناخ لدعم العالم النامي.
وقال انطونيو: “بالنسبة لبلدان مثل بربادوس التي تقع على الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، فإن التكيف وبناء المرونة ليسا ترفا- إنها أولوية ملحة”، مشددا على الحاجة إلى تمويل التكيف.لذا، أكرر اليوم دعوتي للمانحين وبنوك التنمية متعددة الأطراف لتخصيص ما لا يقل عن 50 في المائة من دعمهم للمناخ من أجل قطاعي التكيف والمرونة.”
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة المؤتمر بأنه “أولمبياد التجارة والتنمية والاستثمار والسياسة ومناقشات التكنولوجيا”، قائلا إنه يمكن للمناقشات هناك أن تساعد العالم على التعلم من أخطاء الماضي وتجنب تكرارها. مضيفاً:”يمكننا إحراز تقدم في إنهاء أوجه عدم المساواة التي تعيق النمو المستدام والازدهار للجميع. ويمكننا التعافي بشكل أفضل معا في هذه اللحظة الاستثنائية من التاريخ.”