“طريق الحريرالقطبى “.. يـعـزز التواجد الصيني في القارة القطبية.
هل يدخل القطب الشمالي دائرة الصراع الأمريكي ـ الروسي – الصينى
في الأوانة الأخيرة احتدمت وتيرته الصراع بين القوى العظمى المشاطئة للمحيط القطبي الشمالي المتجمد التي تسعى للحصول على نصيبها من ثرواته، تزامنًا مع ذوبان العديد من القِمم والكُتل الجليدية، وكانت مناطق عديدة، قد تعرَّضت خِلال السنوات القليلة الماضية، إلى ذوبان قِمم الجليد، على خلفيَّة تفاقم ظاهرة الاحترارالعالمي، على نحو غير مسبوق وظهور المزيد من الثروات الطبيعية، ما جعل دول كثيرة تطمح للسيطرة عليها، حيث اكتسبت المناطق القطبية أهمية كبيرة بفضل التغيرات المناخية التي جعلتها ساحة للتنافس الدولي بين القوى الكبرى، نظرًا لما تحتويه من مصادر للتعدين والطاقة كالنفط والغاز الطبيعي، كما أنها ستكون بمثابة ممر جديد أمام النقل البحري لجميع دول العالم، وبحسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية فإن أكثرمن نصف احتياطي العالم المتبقي من النفط الخام والغاز المسال يتواجد تحت القطب الشمالي.
وهذا ما دعا دول مثل روسيا وأمريكا تتسابق في ترسيخ نفوذها في القطب الشمالي، فلم يعد الصراع قاصرًا على الدِول المشاطئة على القطب الشمالي، بل دخلت دول أُخرى، تبحث عن مصالح لها في هذه المنطقة ذات الطبيعة الاستراتيجية الهامة، والتي تتكشف أهميتها يومـًا بعد آخر مبرِرة بأن القانون الدولي يسمح لها بالبحث عن مصالحها في المياه المفتوحة.. فعن من يملك القطب الشمالي؟ ومن له حق التصرف في ثرواته؟وما هو قابع في جوفه من مصادر للدخل القومي للدول المشاطئة؟ (روسيا، وأمريكا، وكندا، والدنمارك، والنرويج) والدول المتداخلة مع المنطقة: كفنلندا- السويد – إيسلندا والدول الاقتصادية الكبرى كالصين، واليابان وكوريا الجنوبية؟ وماأهمية المنطقة اقتصاديًا وإستراتيجيًا؟ وكيف يتم تنظيم العلاقة بين الدول الخمسة المشاطئة ؟وماذا عن قانون البحار واتفاقية حقوق الملكية في الجرف القاري الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1982 والمعروف أن المعاهدات الدولية تفيد بأنه لا أحد يملك القطب الشمالي بل إن كل دولة لها حدود تمتد إلى 200 ميل بحري والباقي يعد مياهاً دولية وعن الأهميَّته الاقتصادية والإستراتيجية للقطب الشمالي وما ودوافع وأبعاد الصراع القائم بين الدول الكبرى، في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم؟
نظرة في جُغرافية المنطقة
تعد منطقة القطب الشمالي،أعلى منطقة بالكرة الأرضية، على محوردورانها، وفي القلب منها المُحيط المُتجمِّد الشمالي، الذي يشغل مُعظم مساحة الدائرة القطبية الشمالية، التي تقع على تماس مع خمس دول، من ثلاث قارات، وعبر مضيق بهرنج،يتواصل القطب الشمالي بالمحيط الهادي.
كما يتصَّل مع المحيط الأطلنطي، عبر بحر الشمال، في أوروبا، وتاريخيًا، بدأ تمدد بعض جماعات الإسكيمو مُنذ أواخر القرن الثامن عشر في مناطق من سيبريا، إلى أن وصلوا حتى أقصاها، على المحيط الهادي، من ناحية الشرق،ومن ثم عبر بعضهم مضيق بهرنج، ووصلوا إلى ألاسكا، في أمريكا الشمالية، واستعمروها علمًا بأن ألاسكا، ولاية أمريكية، اشترتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية،من القيصرالروسي، في العام 1867، بمبلغ سبعة ملايين ومائتي ألف دولار.
ذوبان القمم.. وكاسحات الجليد
جاء تقرير صادرعن لجنة الأمم المتحدة للمناخ، أن القطب الشمالي، فقَد خِلال العقود الثلاثة الماضية فقط، أكثر من نِصف مساحته، المُغطَّاة بالجليد، وأن ثمة أجزاء عديدة، مازالت تتراجع على نحومتسارع، بعد اختفاء قِممها، بل وقد ظهرت ممرَّات مائية أكثرقابلية للاستمرار، في ظِل ارتفاع درجات الحرارة حيث سُجِّل أعلاها بنحو 5 درجات مئوية، خلال شهرسبتمبر، وأصبح أكثرمن 2.5مليون كيلومترمربع، من المحيط المتجمد الشمالي، مفتوحًا، ومُعرضا لحرارة الشمس، في أغلب أوقات فصل الصيف.
كما أن المُحيط القُطبي الشمالي، سيُصبح قابلاً للملاحة، في شهر سبتمبر، من كُل عام، بحُلول مُنتصف القرن الحالي، وسيختفي الجليد تمامـًـا مع نهاية القرن، وبدأ حرب كاسحات الجليد، حيث تتنافس الدِول المُحيطة بالقطب الشمالي، في تصنيع كاسحات جليدية، ظهر منها بالفِعل ما يُداربالطاقة النووية، وذلك من أجل الوصول إلى مكان الثروات الطبيعة، والحصول على أكبر قدر منها.
وكانت روسيا، قد أعلنت مؤخرًا بناء 11 كاسحة جليد جديدة، سوف تُضاف إلى أسطولها الحالي من كاسحات الجليد، والذي يضم نحو 40 كاسحة، في مقدمتها كاسحة الجليد المسماة روسيا، والتي تعمل بالطاقة النووية.
وفي دراسة نشرت مؤخرًا أن جرين لاند فقدت 532 مليار طن متري من الجليد خلال صيف القطب الشمالي لعام 2019, وتشهد جرين لاند معدلات ارتفاع في درجات الحرارة بوتيرة أسرع بمرتين مقارنة مع باقي أنحاء العالم.
كما تراجعت رقعة الطوف الجليدي الصيفي في المنطقة القطبية الشمالية سنة 2020 إلى ثاني أدنى مستوى على الإطلاق بعد 2012 .
أعلن المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد في الولايات المتحدة، أن الطوف الجليدي هو الجليد الذي يتشكل على الماء وفي كل سنة، يذوب جزءًا منه خلال الصيف ويعود للتشكل شتاءً، بصورة طبيعية ,وأن العالم يتجه نحو”موسم خال من الجليد وذلك مع تراجع رقعة الجليد هناك.
وكان علماء ألمان قد توقعوا بحلول عام 2050 سيكون القطب الشمالي خاليًا من الجليد في وتسجل أقمار اصطناعية بدقة مساحة رقعة الجليد ويشهد الجليد البحري للقطب الشمالي اتجاهًا نحو الانكماش.
وقد تم استكشاف 62 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، و9 مليارات طن من النفط حتى الآن, وتعتبر روسيا من أوائل الدول التي استطاعت استخراج النفط والغاز.
وقال مارك سيريز، مدير المركز الوطني الأمريكي لبيانات الجليد والثلوج: سيكون عام 2020 بمثابة علامة استغراب في الاتجاه التنازلي لحجم الجليد البحري للقطب الشمالي.
وذكر المركز أن القياسات الصادرة تعد نتائج أولية فقط ويمكن مراجعتها لأن استمرار الذوبان قد يؤدي إلى مزيد من الانكماش في الغطاء الجليدي, وأوضح أن موجة الحر في سيبيريا الربيع الماضي وظاهرة مناخ القطب الشمالي الطبيعية كانتا تلعبان دورها بالإضافة إلى الاحترار الناجم عن حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي.
وقدر العلماء أنه بحلول عام 2050 سيكون القطب الشمالي خاليًا من الجليد.
وأضاف: اعتمدت واشنطن خريطة طريق القطب الشمالي لتوسيع العمليات البحرية في المنطقة أن هناك خمس دول مشاطئة تمتد على المحيط المتجمد الشمالي،هي: روسيا، وأمريكا، وكندا، والدنمارك، والنرويج، ودولاً متداخلة مع المنطقة، مثل فنلندا، والسويد، وإيسلندا، والدول ذات الحظوة الاقتصادية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول أوروبا الغربية وينظم العلاقة بين الدول الخمسة المشاطئة قانون البحار المتمثل في اتفاقية حقوق الملكية في الجرف القاري الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1982.
وإن المعاهدات الدولية تفيد بأنه لا أحد يملك القطب الشمالي، بل إن كل دولة لها حدود تمتد إلى 200 ميل بحري، والباقي يعد مياهاً دولية، وهوما يبدو أن روسيا وكندا وأمريكا والدنمارك والنرويج لم تقتنع به، فقامت كل منها بمد حدودها شمالاً للمطالبة بالأراضي من حولها للاستفادة من ثروات القطب الشمالي.
ورجح تقريرعن دائرة المسح الجيولوجي الأمريكية , أن القطب الشمالي يحتوي على نحو 25 %من الاحتياطات العالمية غير المكتشفة من النفط والغاز،إلى جانب احتياطي كبير من الماس والذهب والبلاتين والقصدير والمنغنيز والنيكل والرصاص، وبحديث الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل، فإن هناك نحو 90 مليار برميل من النفط كمية كافية لتغطية الطلب الأمريكي على النفط خلال 12 عاماً ونحو50 تريليون متر مكعب وأن هناك صراعاً كونياً،قادماً،على ما في جوف القطب الشمالي، وأن الموارد التقليدية للطاقة في الدول الكبرى، بعد استخدام غير رشيد يقترب من مائة عام.
أهم الثروات
وفيما يتعلق بأهم الثروات في القطب الشمالي بحسب ألكسندر موسييف: أوَّلا: النفط:كان تقرير صادر عن دائرة المسح الجيولوجي الأمريكية، في العام 2000قد أشار إلى أن الاحتياطات النفطية، في القطب الشمالي، أن الاحتياطات النفطية القطبية، بحسب تقديرات شِل، فإن مياه القطب الشمالي،تتوفر على إمكانيات كبيرة من النفط وأن أحواض القطب الشمالي مُجتمِعة، يُمكن أن توفِّر نحو 25%، من مصادر طاقة العالم.
ثانيـًا: الغاز الطبيعي: بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن 30% من الغاز الطبيعي المُتبقِّي على الأرض، يكمن في القطب الشمالي ..وحتى نهاية العام 2013 كان المعلَن من اكتشافات حقول النفط والغاز الطبيعي معـًا، على النحو التالي ( 43 حقلا، مُكتَشفا من قِبل روسيا- 11 حقلا، مُكتَشفا من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية- 6 حقول، مُكتَشفة من قِبل كندا – حقل واحد، مُكتَشف من قِبل النرويج).
ثالثًـا: ثروات معدنية مُتنوِّعة: اكتُشف بعض مكامنها في عِدة مناطق من الجرف القاري، وتشتمل على احتياطات معتبرة من النيكل والكوبالت والنحاس والقصدير إلى جانب تقديرات مُتفاوتة من معادن نفيسة، مثل الذهب والماس والبلاتين وكانت روسيا، قد أعلنت أن المناطق التابعة لها، تؤمن حاليا نِسبة 11% من الدخل القومي الروسي وتمثل نحو 22% من إجمالي الصادرات الروسية وأن المُستخرَج من هذه المناطق، نحو 96% من البلاتين الروسي، ونحو 90% من النيكل والكوبالت و60% من النحاس.
رابعـًا:ثروة سمكية :حيث إن البُحيرات القطبية، بها أنواع عديدة من الأسماك، التي تُمثل ثروة كبيرة غير مُستغلة، لوجود الجليد، ومع تغيُّرالأحوال الجوية وذوبان قِمم الجليد وارتفاع درجات الحرارة ستهاجر أنواع جديدة من الأسماك، ومن ثم تزداد أعدادها بشكل غير مسبوق،خاصة في المناطق الدولية المفتوحة.
وفيما يلي مواقف الدول المُتصارعة، والتي تبحث عن مصالح لها، في القطب الشمالي
الموقف الروسي…وعسكرة القطب الشمالي
تعد روسيا، بحكم موقعها، وامتداد حدودها الشمالية، المتاخمة للقطب الشمالي، على مسافة أكثر من ثلاثة آلاف ميل،الأكثر تأثيرا في هذه المنطقة،وتسعى إلى تحقيق أكبرقَدَرمن الاستفادة، بتوسيع أنشطتها المتنوعة, وبحسب قائد سلاح البحرية، الأميرال فيكتور تشيركوف إن روسيا، عازمة بقوَّة على الاستمرار في تواجدها بالقطب الشمالي، للحِفاظ على مصالحها الاستراتيجية، وأن ثمة قمرين صناعيين، أُطلِقـا بالفِعل، بهدف رصد كل صغيرة وكبيرة، وأي مُتغيِّرات تطرأ في القطب الشمالي.
ويُشير أحد خُبراء الإستراتيجية، إلى أن التجهيزات العسكرية الروسية،في القطب الشمالي، تعد بمثابة” تشكيل جيش متكامل،يمتلك مقوِّمات العمل،في هذه المنطقة الاستثنائية من حيث البيئة والمناخ مدعوم من أسطول الشمال الروسي، حيث تترابط وحدات من القوَّات الإلكترونية، وصواريخ الدفاع الجوي المُحدَّثة.
القانون الدولي..والقطب الشمالي
تقدَّمت روسيا بطلب للجنة الأمم المتحدة المُختصَّة بترسيم الحدود الدولية، ففي إطار المُعاهدات والاتفاقيات الدولية، وما نصَّ عليه قانون البحار،المُتمثـِّل في اتفاقية حقوق المِلكية في الجرف القاري، الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1982م،والتي دخلَت حيِّز التطبيق الفعلي، عام 1994م، بعد أن صادقت عليها 150 دولة، فإن لا أحد يمتلك القطب الشمالي،حيث إن الحدود الدولية البحرية، تمتد لمسافة 200 ميل بحري, وعلى عاتقها،تأخذ لجنة الأمم المتحدة، المُختصَّة بترسيم الحدود الدولية، تفسير هذه المسافة،وترسيمها،أمـَّا ما بعد الـ 200 ميل بحري، فقد أُثيرت حوله الكثير من النِزاعات الحدودية الدولية،ويبدوأن ما يحدث على أرض الواقع، في القطب الشمالي، سوف يُفضي إلى مزيد من التصعيد، في مواقف الدول، وتفسيرها لمبادئ قانون البحار، وذلك لتوسيع مساحة الجرف القطبي، حيث إنها ترى أحقِّيتها، في إطار اتفاقية قانون البحار،إلاَّ أن الرد جاء برفض المُطالبة،لعدم كِفاية الأدلَّة، وبخرائط وأدلَّة جديدة، عاودت روسيا طلبها حتى أن طلبـًا جديدًا لها، في ذات المسألة،مازال يُنظر إلى الآن.
اكتشاف 30 جزيرة وخليج في المنطقة
أفادت الجمعية الجغرافية الروسية، أنّه بين العامين 2015 و2018، تمّ اكتشاف أكثر من 30 جزيرة وخليج في المنطقة مع انخفاض حجم الجليد وتمثّلت النتيجة في مزيدٍ من الحضور الروسي العسكري في القطب الشمالي مع إنشاء سلسلة من القواعد الجديدة للبحث العلمي والعمليات العسكرية, ويتيح تراجع مستوى الجليد البحري لروسيا بأن تحظى بفصولٍ مطوّلة من الملاحة عبر المحيط المتجمد الشمالي الذي كان في الماضي غير قابل للعبور,وتبرز مخاوف متزايدة في أوساط البيئيين من أن تسعى روسيا إلى استغلال الموارد الطبيعية المتاحة بشكلٍ متزايد تحت الغطاء الجليدي الهشّ, وضمّت البعثة الاستكشافية الواسعة فريقاً مؤلفاً من 60 شخصاً, وإلى جانب قيامها بزيارة النهر الجليدي الذي يتعرض للذوبان في نوفايا زيميليا، وجدت جزيرة أخرى غير مكتشفة تقع في أرخبيل فرانز جوزيف لاند شمالي غرب المنطقة , وأوردت وكالة تاس أنّ الفريق الذي سافر على متن قارب نجاة بدلاً من كاسحة جليد، اتّبع مسارات الحملات التاريخية وإنه بحلول عام 2050،سيكون جزء كبير من المنطقة خالياً من الجليد في الصيف,اشارت الى ان روسيا قد بدأت بناء 7 مطارات في القطب الشمالي وحذّر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف،الدول الغربية من مطالبات لمنطقة القطب الشمالية وقد جاءت تصريحاته رداً على بيان وزير الخارجية الأمريكي بتجنب عسكرة القطب الشمالي. أعلنت روسيا,أنّها وجدت خمس جزر جديدة ظهرت بعد ذوبان الأنهار الجليدية في القطب الشمالي, وتمّ رصد هذه الجزر التي ذاب الجليد عنها للمرة الأولى في خليج فيزفي أرخبيل نوفيا زيمليا الضخم ذي الطبيعة الجبليّة,ولكن تمّ تأكيد وجودها وترسيمها على الخارطة خلال رحلة استكشافية إلى الموقع.
وفي هذا الصدد، قال اللواء البحري ألكسندر موسييف الذي قاد البعثة الاستكشافية،إنّ “التغيّرات في درجات الحرارة في المنطقة كانت من أسباب بروز هذه الجزر.
وأضاف قائلاً: يعود السبب في جزءٍ كبير إلى التغيّرات التي أصابت حالة الجليد, كانت عبارة عن أنهارٍ جليدية واعتقدنا أنها جزء من الأنهار الجليدية الرئيسية أدّى الذوبان الجليدي والانهيارات وارتفاع درجات الحرارة إلى الكشف عن تلك الجزر وتتراوح مساحة الجزر بين 900 إلى 54500 متراًمربعاً(0,2 – 13,5 فدان),وترسيم الجزر وسيجري تسجيلها رسمياً وتسميتها, وفي نِقاط مُحددة.
الملاحة على مدار العام
وقال أليكسي تشيكونكوف،وزيرتنمية القطب الشمالي الروسي:نعتقد أن الملاحة يمكن أن تتم على مدار العام ونحن لا ننتظر حتى يحدث ذلك من حيث المناخ.
وأضاف: نحن نبني أقوى أسطول من كاسحات الجليد النووية في العالم، الأسطول الوحيد من نوعه في العالم، فلايوجد بلد يمتلك كاسحة جليد نووية.
وأشاد بالعمل على لايدر كاسحة جليد نووية بطول 673 قدماً مصنوعة من مواد التشخيص الذاتي والشفاء الذاتي التي تخطط روسيا لإطلاقها 2027, وقال:إن”لا يدر ستكلف روسيا 1.1 مليار جنيه استرليني (1.5 مليار دولار).
تحذيرات من فوضى المناخ
ومن ناحية أخرى علق خبير البيئة الروسى بقوله: التحذيرات التي أطلقها سفيرشؤون التعاون الدولي في منطقة القطب الشمالي بوزارة الخارجية الروسية، نيكولاي كورتشونوف، والتي أشارفيها إلى أن هناك محاولات حثيثة تجري من بعض البلدان مؤخراً بهدف بسط القوة العسكرية في المنطقة، وزيادة بنيتها التحتية العسكرية في دول القطب الشمالي بمساعدة الناتو, والشاهد لكي ينجو كوكب الأرض بمن عليها من خطرالغرق، بين صراع البحث عن “قضمة”من كعكة الثروات، وسيل الاحترار العالمي,وأن”فوضى المناخ”تنفلت وتنشر تقلبات متطرفة في الطقس مع استمرار ذوبان كتل الثلوج وارتفاع حرارة المياه يسرّع ذوبان أكبر جرف جليدي في العالم بعشرة أضعاف,وحذّر تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول الاحتباس الحراري أنّه بين العامين 2015 و2019، تمّ تسجيل المزيد من ذوبان الأنهار الجليدية في القطب الشمالي تمتدّ على خمسة أعوام.
موقف الولايات المتحدة الأمريكية
برغم شرائها لمنطقة ألاسكا،المتاخمة للقُطب الشمالي، في عام 1867، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تكن تهتم كثيرا بالقطب الشمالي،على مدى عقود طويلة ولكن تصاعُد الاكتشافات جعل الحكومة الأمريكية، تتجه لبناء استراتيجية متكاملة، دبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريًـا،وإعادة رسم الخرائط ، لتحديد الأماكن التي يمكن أن تستحوذ عليها في القطب الشمالي للاستفادة من مواردها،خاصة بعد توقُّعات بارتفاع الطلب الأمريكي،على الغاز الطبيعي المسال، كمصدر رئيس لتوليد الكهرباء وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد علَّقت بشكل رسمي على واقعة رفع العلم الروسي، على إحدى النتوءات الصخرية في قاع المحيط المتجمد الشمالي.
وكشف الرئيس الأمريكي، عن الإستراتيجية الجديدة،المتعلقة بالقطب الشمالي، وحدِدت أهدافها،من خلال العمل من أجل حماية البيئة الهشــة، وإبقائها خالية من الصراعات والتصدِّي لخِطط العسكرة والهيمنة،التي تسعى إليها دول أُخرى في مقدمتها روسي وبحسب كُل من هيزرجرينلي،وديفيد بارات،الخبير الأمريكي في الشؤون الجيوسياسية,فإن الولايات المتحدة الأمريكية ، تعتبر نفسها دولة قطب شمالي، وهومصطلح صاريستخدِمه صنـاع القرار،لتسليط الضوء على مدى أهمية المصالح الوطنية الجوهرية في المنطقة،والاعتراف الأساسي والمهم بأن الاسكا،والأراضي المرتبطة بها،فوق الدائرة القطبية الشمالية،هي في الواقع جزء من الولايات المتحدة,ويضيف الخبير الأمريكي في الشؤون الجيوسياسية،إن الولايات المتحدة،لديها تُراث مصالح، موثـق في القطب الشمالي وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، دفعت بنحو 27 ألف جُندي،للتمركز في شمال ألاسكا، ولتأكيد أهمية القطب الشمالي للولايات المتحدة.
وقال الوزير الأمريكي : إن السلوك العدواني للصين يعطينا فكرة عن طريقة تعاطيها مع منطقة القطب الشمالي”،رافضاً أن يكون لبكين أي حقوق في هذه المنطقة,والمعروف أن بكين استثمرت بشكل كبير في القطب الشمالي، نحو 90 مليار دولار بين 2012 و2017، بحسب بومبيو، وتأمل في الاستفادة من طريق الشمال,ولعل ما قاله أحد أميرالات البحرية الصينية الكبار، ين زهو،يعبرعن مكنونات عقل الصين بالنسبة للقطب الشمالي، فقد أشار إلى أن بلاده تحترم حقوق السيادة لكل بلد ضمن الحدود الرسمية المعترف بها، لكن منطقة القطب الشمالي، وعلى حسب تعبيره “ليست كلها ضمن الحدود الإقليمية للبلدان المشاطئة لهذا المحيط ، فهي ملك الإنسانية جمعاء، ولا يمكن لأي أمة الادعاء بالسيادة على أجزاء خارج حدودها الإقليمية”,وانالمثيرفي تفكير الصينيين هوإشارتهم إلى أن تعداد سكانهم يمثل خمس سكان العالم، ومن هذا المنطلق فإن للصين الحق في خمس الثروات الطبيعية في منطقة القطب الشمالي، خارج الحدود الإقليمية للدول المشاطئة,هذا التفكير الصيني لايمكن أن تقبله واشنطن.
الموقف الكندي..والشبح الثلجي
في يناير2013تقدَّمت كندا إلى لجنة الأمم المتحدة المُختصَّة بترسيم الحدود الدولية، للنظرمجددًا في القضية،وقد اشتمل الطلب الجديد على ضم منطقة مساحتها نحو 1.2مليون كيلومترمربع، تتضمَّن أجزاء من القطب الشمالي،إلى أراضيها، وبالتزامن مع هذه المطالبات،صعَّدت الحكومة الكندية من لهجة تصريحاتها،تجاه محاولات الهيمنة، من الأطراف الأخرى, يذكرانه منذ العام 2002،بدأت الحكومة الكندية بتصعيد مطالبها،التي تتضمَّن أحقيتها في السيادة على القطب الشمالي وقدمتها لهيئة الأمم المتحدة.
قال ستيفن هاربر، رئيس وزراء كندا السابق : إنه في ظِل هذا النزاع لن تقف كندا مكتوفة الأيدي، حيث“إننا لدينا العديد من الخيارات،عندما يتعلَّق الأمر بدفاعنا عن حقوقنا السيادية، في القارة القطبية الشمالية وكان الجيش الكندي، قد نفَّذ أول تجاربه على نظام اتصالات جديد، يدعى“الشبح الثلجي”، الذي يعد جُزءًا رئيســًا في إستراتيجية كندية ، تستهدف الهيمنة على أكبرمِساحة من القطب الشمالي،وقد بلغت تكاليف هذا النظام نحو 600 مليون دولار للمُساعدة على توفير اتصالات عالية الجودة.
وأعلن الناطق باسم الحكومة الكندية أن بلاده لديها خِطَّة لإنفاق 3.8ملياردولار لبناء ثماني كاسحات جليد حربية،وندرس إقامة ميناء بحري تُجاري بالقرب من جزيرة هانزالتي تقع على الممر الشمالي الغربي للقطب.
موقف الدانمارك
وفيما يتعلق بموقف الدنمارك التي تسيطر فِعليا على جزيرة جرين لاند، بين أكثر الدول تأثيرا في منطقة القطب الشمالي، خاصة أنه تقع بالقرب من الجرف القاري، المُتاخم للجزيرة,في إطار مساعيها،الرامية لفرض سيطرتها على أجزاء من القطب الشمالي، تقدَّمت الدانمارك، في ديسمبر 2014،بطلب إلى لجنة الأمم المتحدة للحدود والجرف القاري، لتأكيد أحقيتها بأراضي شمال جرين لاند،وكذا في القطب الشمالي، بل ذهب بعض المسؤولين في الحكومة الدانماركية،إلى ما هو أبعد من ذلك،حيث أكدوا أن ثمة دلائل عِلمية ودراسات وأبحاث أُجريت حول طبيعة المنطقة، تُفضي جميعها إلى أن القطب الشمالي،إنما هو بالأساس كان جُزءا تابعا لجزيرة جرين لاند..وحول جزيرة هانس،تتجدد الخلافات بين الدنمارك وكندا بشكل دوري، حيث تدَّعي كُل من الدولتين الأحقيَّة بالجزيرة.
ويقول رئيس “جهاز الاستخبارات والدفاع الدنماركي” لارس فيندسن: دققنا في أنشطة البحوث الصينية الجارية في منطقة القطب الشمالي، ولاحظنا أن الجيش الصيني يبدي اهتماماً متزايداً بالمشاركة في تلك الأبحاث”, لكن فيندسن امتنع عن تسمية المهمّات العلمية المحدّدة التي شارك فيها الجيش الصيني,وحاولت الدنمارك الحفاظ على المنطقة القطبية الشمالية مجالاً للتعاون الدولي، ولحلّ المشكلات من خلال المفاوضات السياسية بين الدول التي لديها أراض في المنطقة القطبية الشمالية, وتتمتع جرين لاند جزء من الدنمارك بحكم ذاتي,لكن تقرير”وكالة الاستخبارات الدنماركية”يشير إلى أن تحقيق أهداف كوبنهاجن أصبح أكثرصعوبة، خصوصاً مع تنامي القدرات العسكرية التي تبنيها روسيا بشكلٍ خاص في القطب الشمالي, وقالت:إن هذا التطوّر شكّل قوةً دافعة أساسية لعددٍ من الدول المشاطئة للقطب الشمالي،من أجل الشروع في تعزيز قدراتها العسكرية الإقليمية, وذكر التقرير الاستخباراتي أن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في القطب الشمالي،ساهمت في زيادة التوترات،وصار الاهتمام الأمريكي المتزايد بالقطب الشمالي واضحاً،عندما اقترح الرئيس دونالد ترامب على الدنمارك شراء جرينلاند،فكرة سرعان ما رفضتها الحكومات الإقليمية في حكومة الدنمارك.
موقف النرويج…التعاون الدفاعي المُشترك
ولكون حدودها الشمالية، مُتاخمة للمنطقة القطبية، الغنيَّة بالثروات الطبيعية، فإن النرويج تبحث هي الأُخرى، عن امتدادات واسعة، فيما وراء حدودها , وفي ظِل تنامي العسكرة القطبية، بدأت النرويج هي أيضا في تحديث قواعدها الشمالية،وتنفيذ العديد من التدريبات العسكرية ، التي تشارك فيها القوات البحرية والجوية… وتحت شعار“التعاون الدفاعي المُشترك في القطب الشمالي”، قامت كُل من النرويج والدنمارك وأيسلندا والسويد وفنلندا، بتشكيل تحالف مُصغَّر، يستهدف التعامل مع القضايا المُتنامية في المنطقة القطبية الشمالية, وفي مارس 2013،أعلنت الحكومة النرويجية،تخصيص مليار دولار،من الميزانية العامة للدولة،لأجل زيادة القُدرات الدفاعية في المنطقة الشمالية،إلى جانب رصد اعتمادات مالية أُخرى،لاكتشاف المناطق البكر،المتاخمة لحدودها،وبناء 5 فرقاطات بحرية جديدة قادرة على العمل في بيئة القطب الشمالي،وفي مارس 2015،أجريت مناورات للفايكنج النرويجي ، وردا على التهديدات الروسية لها،أعلنت الحكومة النرويجية،أنها وافقت على تمركز كتيبة أمريكية،من مُشاه البحرية،في أقصى الشمال خلال العام القادم.
مواقف دولية أخرى
وتسعى العديد من الدِول، خارج دِول الطوق،المحيطة بشكل مباشر مع القطب الشمالي،ومنها دول تُعتبر من المنظور الجغرافي متداخلة في المنطقة، وهي: فنلندا والسويد وأيسلندا إضافة إلى دِول ليس لها أي امتدادات جُغرافية في المنطقة، ترى بأن القطب الشمالي، صار يمثل لها موقعــا مهما في منظومة مصالحها الحيوية،على المستوى الدولي، وهي كل من اليابان والصين وكوريا الشمالية وبلدان أوروبا الغربية وغيرها من البلدان المتقدمة صناعيــا واقتصاديـا..ولم تكن الصين غائبة عن المشهد التنافسي،حيث أعلنت إرسال واحدة من أكبر كاسحات الجليد في العالم،وتُدعى “سيوإيلون أو التنين الجليدي , الصين تُعد أكبر دولة مُستهلِكة للطاقة في العالم، وتسعى للحصول على نصيب من الاحتياطي الكبير للنفط والغازالطبيعي،في القطب الشمالي, وبدأت شركات صينية المُشاركة في عمليات التنقيب عن الطاقة بالمنطقة
طريق التجارة الدولية
وأضاف:لجأت الصين إلى غزو المنطقة القطبية فى مشروعها الضخم المسمى بـ “طريق الحرير” لكى تصل إلى طرفى القارة الأوراسية ( تقع فى شمال الكرة الأرضية )،عبرالمحيط المتجمد الشمالى، وذلك سعيًا إلى تقريب أوروبا, والذى أطلق العنان لتوجيه الاهتمام بالطريق الجديد وبدأ تشغيل خط ملاحي بحري جديد، للتجارة بين الشرق والغرب، والذي تتقلَّص فيه المسافة بشكل كبيرحيث يُقدَّر طوله بنحو 3 آلاف ميل،من كوريا الجنوبية، مرورا بالموانئ الشمالية الشرقية للصين،ثم مرورا بساحل روسيا الشمالي،وصولاً إلى أوروبا، وتقِل التكلفة بنحو 30%(مُقارنة بالطريق الملاحي عبر قناة السويس)،ويقِل الوقت إلى 13 يومـا (مُقارنة برِحلة شحن من ميناء بوسان الصيني، إلى ميناء روتردام الهولندي عبر قناة السويس),كما أنه يعدمَعبرابين المُحيطين الهادي والأطلنطي، يتواصل فيه الشحن دوليـا، بين ثلاث قارات (آسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية)،قد شهدالتحرُرمن الجليد،لأرض بافين،ثم بمضايق لانكستر، وبارو،وفاينكا وتملفيل،ثم ببحر بوفورت، ومضيق بهرنج، والمُحيط الهادي، َعبَرهذا الطريق الملاحي 5 سفن تُجارية،منها سفينتا شحن ألمانيتان،قفَزالعدد إلى 71 سفينة في العام 2013, وكانت الصين أرسلت في أغسطس 2013، سفينة تُجارية،حُمولتها 19 ألف طن،من ميناء دليان،عبرت الطريق الشمالي،إلى أن وصلت ميناء روتردام, وكانت سُفن نرويجية، قد بدأت في استخدام طريق الشمال،لنقل شـُحنات غازمسال،إلى كوريا الجنوبية،منها الناقلة العِملاقة كريستوف دومارجري, وتمكنت بكين فى عام 2013 من أن تأخذ صفة مراقب دائم فى مجلس القطب الشمالى،ومنذ ذلك الحين تسعى الصين إلى تعزيز كل سبل التعاون مع الدول الأعضاء على أساس”المنفعة والاستدامة ونشرت الصين ما يسمى بالكتاب الأبيض لطريق الحرير القطبى،والذى دافعت فيه عن حقها فى الملاحة نحوهذا المحيط، وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون الإبحار، والذى يكفل حرية الملاحة فى تلك المياة الدولية، وذلك لاحتمال وقوع نزاعات بين تلك الدول تستدعى حلها وفقًا للقانون الدولى,ودعت إلى توحيد الجهود مع الدول التى انضمت إلى الخطة العملاقة لإقامة بنية تحتية وبحرية والتي يطلق عليها رسميًا “الحزام والطريق الدولى”، فقد ورد فى الخطة إن طريق الحرير القطبى سوف يسهل الاتصال والتنمية الاقتصادية والاجتماعية فى منطقة القطب الشمالى.
وذكر أن 88 % من عمليات النقل البحري العالمية تتم بين آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، يقلل المسافة المقطوعة بنسبة 30 % وتم نقل 10,7مليون طن من البضائع عبر الطريق البحري الشمالي , وتتوقع وكالة النقل النهرى والبحرى الروسى أنه بحلول عام 2030 ستصل الكمية المنقولة إلى 70 مليون طن, كما يعتبر القطب الشمالى منطقة غنية بالصيد وموارد الطاقة والتعدين, واليابان هي الأُخرى،دخلت على الخط ، حيث أعلنت حكومتها، أنها سوف تنضَم إلى جولة المُباحثات، التي تجرى بشأن وضع قواعد دولية جديدة، تُجنـِّب الخِلاف الدائر، بشأن استغلال الموارد الطبيعية،في القطب الشمالي,قائلة:إن تطوير القطب الشمالي،قد يؤدِّي إلى نزاعات، وعلى اليابان أن تكون حاضرة، وتنخرط في المُناقشات،لتعزيزالحوارمع روسيا،والدِول المُطلَّة على القطب الشمالي بالتوازي, وأن الجهود الدبلوماسية اليابانية،أثمرت عن دخول اليابان،كدولة مُراقبة وكانت كُل من حُكومات أيسلندا،والسويد،وفنلندا،قد أعلنت أن لها الحق في الاستفادة من الموارد الكامنة في المحيط المتجمد الشمالي، ومن الدِول الأخرى، التي تسعى للتواجد في القطب الشمالي، الهند التي تُعوَّل على شركات التنقيب،للعمل مع نظيراتها الروسية،في استكشاف حقول جديدة،وكانت سنغافورا قدعرَضت خدماتها،لبناء مِنصَّات مائية عائمة
مجلس القطب الشمالي
في محاولة منها،لإضفاء طابع الإقليمية،على المنطقة القطبية الشمالية،وبمُبادرة من فنلندا، قامت الدِول الخمس،التي تُطِل مباشرة على القطب الشمالي(روسيا-الولايات المتحدة الأمريكية – كندا – الدانمارك- النرويج)،إضافة إلى الدِول الثلاث المُتدَاخِلة معها:السويد وفنلندا وأيسلندا بإنشاء ما يعرف بـ مجلس القطب الشمالي، والذي يضم مجموعات من السُكَّان الأصليين، في القطب الشمالي،تحت مُسمى المُشاركون الدائمون, وكانت العاصمة الكندية، قد شهدت في العام 1996،التوقيع على اتفاقية إنشاء المجلس،الذي يتَّخذ من العاصمة النرويجية، مقرًارئيسـًا لأمانته, وبحسب اللائحة الداخلية، فإن رئاسة المجلس، تتجدد دوريــًا،كُل عامين،ويمارس نشاطه كمُنتدى للتعاون في القضايا الإقليمية التنموية والبيئية،ومُنذ تأسيسه،وحتى الآن،قبل المجلس12 دولة أُخرى بصفة عضو مُراقب هي:بريطانيا وفرنسا وألمانيا،وهولندا،وبولندا وإسبانيا والصين،وإيطاليا،وكوريا الجنوبية،والهند واليابان وسنغافورة وإذا كانت الدول الثماني،المؤسِّسة للمجلس،هي فقط من تتمتَّع بالعضوية الكاملة.