قامت الدكتورة ايمان محمد نبيل مدير مدير عام إدارة ترميم متحف المركبات الملكية ببولاق، بالقاء محاضرة هامة عن العربات الملكية بين الماضى والحاضر والمستقبل ضمن فاعليات اللقاءالذى نظمتة جمعية محبى التراث القبطى بالتعاون مع متحف المركبات الملكية وقيادات وزارة الاثار تحت عنوان ” المتحف وتراثنا القومى ؛ رؤية ورسالة ”
وقالت الدكتورة ايمان نبيل إن العربات الملكية نموذج فريد من الأثار من حيث تكنيك الصناعة وتعدد الإسلوب الزخرفي، ويطلق اسم العربات الملكية على العربة التى يقتنيها الملك وليس صفة مميزة لعربة بعينها .
واوضحت المصطلح الصحيح هو العربات الخشبية نظراً لأن أول ظهور للعربات كانت لعربة تم تصنيعها من الخشب ، ثم تطور الأمر وتطورت الأساليب الزخرفية للعربات الخشبية لتتناسب مع الغرض المخصص من أجله، وبدأ الصانع يتفنن فى إختيار الخامات المختلفة لتزيين العربات الخشبية خاصة إذا إقتناها الملوك وكبار القوم.
واضافت الدكتورة إيمان نبيل ظهر استعمال العربات الخشبية في مصر في وقت مبكر جدا قبل الميلاد باكثر من قرن والدليل على ذلك عربة توت عنخ امون وعربات رمسيس الثاني واحمس ونفرتاري ، وأقدم دليل على استخدام المصريون للعربات هو في الواقع دليل نصي حيث وجد في نقش السيرة الذاتية لأحمس ، ابن إبانا ، الذي يذكر “اتباع عربة جلالة الملك ” ، في عهد الملك أحمس (سيتي 1961) .
كما توجد أجزاء من مشاهد المعارك من معبد أحمس في أبيدوس ، وفي العصور الوسطى صنعت اول مركبة كبيرة فى انجلترا عام 1555م للنبيل الانجليزى “روزلند”بواسطة”ولتر ريبون” ، والذى صنع ايضا مركبة اخرى عام 1556م للملكة “مارى” وفى عام 1564م صنع أخرى للملكة اليزابيس” والعربات
الفخمة التى تجرها الخيول ظهرت فى مصر قبل عهد محمد على باشا وكانت أول مركبة عرفتها مصر الحديثة مركبة ابراهيم بيك أحد أمراء المماليك اما الثانية فهى مركبة نابليون اثناء حملتة على مصر و الثالثة مركبة محمد على التى اهدتها له حكومة فرنسا عام 1824 م.
وكان لظهور العربات التى تجرها الخيول فى مصر فى العصر الحديث أمر مثير للدهشة والفضول وكان الجميع يقف فى صمت للتعبير عن اندهاشهم بعربة الباشا اثناء المرور ، ولم يكن فى مصر فى هذا الوقت إلا العدد اليسير الذى يستخدمه الوالى واسرته وكبار الموظفين.
واضافت أما التجار والأثرياء فقد استعملوا العربة (الحنطور) وهى عربة صغيرة يجرها غالبا حصان وقد تفنن كبار التجار والأثرياء فى تجميلها وتزينها بالمصابيح واحسن الطلاء ، والعربات عادة تكون معلقة فوق صفائح سميكة من الحديد (سوست) والتي قد تكون بيضاوية الشكل او مربوطة برباط طويل وضخم مصنوع من الجلد. وعربات الركاب العامة يطلق عليها مركبة سفر “حافلة” او سيارة عمومية كبيرة “مينى باض”
وقالت ارتبط دخول العربات الملكية فى العصر الحديث لمصر بالإصلاحات فى الطرق والشوارع واعادة تخطيط الطرق ورصفها بالحجارة لتكون ممهدة لتسير بها العربات، أى أن هناك علاقة وثيقة بين دخول العربات فى مصر وبناء مصر الحديثة.
ويذكر أنه تأتى هذة المحاضرة ضمن الفاعلية العلمية والتى تمت بالتعاون بين جمعية محبى التراث القبطى، ومتحف المركبات الملكية وقام بالتنسيق الكامل لها الدكتورة شروق عاشور استاذ الاثار المسيحيه والاسلاميه ووكيل المعهد العالى للدراسات النوعية أكاديمية المستقبل بمعاونة الدكتورة ايمان محمد نبيل مدير عام إدارة ترميم متحف المركبات الملكية ببولاق، وحضور ومشاركة المهندس سامى مترى رئيس مجلس ادارة الجمعية والاستاذ احمد الصباغ مدير عام متحف المركبات الملكية والدكتور مصطفى عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة السياحة والاثار ، و الدكتور عصام محمد احمد مدير عام ترميم متاحف قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة والدكتورة مها سويلم مدير مركز التدريب بمتحف الحضارة، و الدكتورة شذى جمال إسماعيل أستاذ الآثار والفن القبطى بقسم الإرشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق بجامعة حلوان، والدكتورة راندة بليغ رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآداب، جامعة المنصورة والاستاذة رينية يعقوب والاستاذة منال منير والعديد من اعضاء وعضوات جمعية محبى التراث القبطى
واختتم اللقاء بالعديد من التوصيات التى اقرتها وصاغتها الدكتورة شروق عاشور منسق عام الملتقى و أستاذ الاثار المسيحية والاسلامية وكيل المعهد العالى للدراسات النوعيه أكاديميه المستقبل للعرض ورفعها للجهات المعنية واصحاب القرار