الشيطان لابد أن يأتي جميلا.. وللملحد يعتبر هذا التأمل كافيا لإعادة تفكيره مرة أخري في وجود خالق من عدمه, ألم تسأل يوما لماذا لا يأتي الشيطان بوجهه الحقيقي من البداية؟.. لماذا يبرع في ارتداء أقنعة باهرة الجمال والروعة؟.. لماذا يجيد إحكام تلك الأقنعة الساحرة بمهارة فائقة حتي يبلغ هدفه ويسحق ضحيته تحت أقدامه منهكة القوي مسلوبة الإرادة ذليلة؟..
لماذا لم نر شيطانا بوجهه القبيح الدنس من أول وهلة؟
الإجابة وببساطة شديدة لأنه لو ظهر بوجهه الحقيقي من البداية لنفر وهرب منه الشرير قبل الصالح.. ولفشل في الإتيان بأهل النار وحطبها..
بمعني أبسط.. تخيلوا معي ماذا لو تيقن شخص ما (رجل أو امرأة) أن برمجة عقله وعينيه علي مشاهدة أفلام البورنو سيحيله تدريجيا إلي مريض عقلي حرفيا ويري المشهد الأخير لحالته المزرية وهو لا حول له ولا قوة هل كان سيساق كالشاه إلي ذابحه؟
أؤكد لكم وبلا أدني شك مهما كان شخصه أو شخصيته أو أخلاقه أو أخلاقياته سيفر هاربا لحياته..
هل تعلمون أحبائي أن اعتياد تلك المناظر بانتظام يصيب الجسم والعقل بكل أعراض الإدمان ويلزم العلاج الجاد جدا وإلا وصلت الأمور إلي مضاعفات أكثر وأخطر بمراحل؟
* لا داعي للخوف.. فبداية تصحيح أي شيء لا تكون بالإدراك والوعي الكامل بخطورته.
هنا نحن نخلع أقنعة الشيطان لنظهر وجهه القبيح المفزع الحقيقي والذي سيرافق من ينخدع به إلي الأبد ربما اختزلنا مسافات وأزمانا من التضليل والضلال.
أثبتت الأبحاث العلمية بما لا يدع أدني مجال للشك تلك الحقائق:
التعود علي تلك المشاهدات دون انتباه يتعامل معه الجسم بنفس أسلوب إدمان المخدرات ونسميه الإدمان النفسي والعقلي, وهذا أشد خطورة ويوجد حاليا مصحات ومستشفيات للعلاج منه لخطورته الهائلة.
يتدرج الاحتياج -كالمخدر- يحتاج المريض إلي جرعات أعلي كل فترة للوصول إلي حالة الارتياح الوهمي الذي تعود عليها حتي يصل إلي حد العجز الجنسي الكامل بفقدان التأثر بأي شيء لأنه اعتاد علي مشاهدة كل ما هو وهمي خارق للطبيعة وأدمنه وما عاد يتأثر به تزداد وحدته نازحا إلي هذا العالم المصطنع حتي ينعزل تماما عن الحياة إلا للضرورة القصوي كساعات العمل الإجبارية.
تدريجيا تسوء علاقاته السوية بمن حوله وربما حالته الاقتصادية والصحية أيضا.
يدخل في نوبات فصام واكتئاب حاد لأنه اعتاد العيش في حياتين واحدة مفروضة عليه وما عاد يجد فيها أي طعم, وحياة أخري لا وجود لها أصلا في الحقيقة ولا حتي فيما يشاهد لأنها مبنية علي صناعة وليس حقيقة لتدمير العقول وبالتالي الأسر والمجتمعات والشعوب.. وهذا سبب أغلب حالات الانفصال والطلاق حاليا.
تتمحور نظرة المريض إلي الجنس الآخر في نطاق واحد فقط وهو الجنس فيعيش كالحيوان المجذوب لا يشبع ولا يتذوق طعم علاقات أروع بمراحل صادقة فيها الحب والرحمة والإيثار ومعاني الإنسانية الراقية فيزداد كرها للمجتمع ولنفسه وتزداد عدوانيته وحنقه وكرهه للحياة.
يدخل فعليا في انحرافات أخري موازية كشرب الخمر والمخدرات وربما الشذوذ لأنه صار أداة لينة طيعة في يد أي شيء يصل به إلي تلك اللحظة التي صار عبدا لها وهي ذروة متعته اللحظية والتي باتت بعيدة المنال صعبة الوصول بسبب الإدمان للموبيقات.
إذن.. ما العلاج؟..
سنسرد لذلك مقالا خاصا بإذن الله.