ما معنى ان لاهوته لم يفارق ناسوته لحظه واحده ولا طرفه عين؟
وكيف للطفل يسوع الهارب الى ارض مصر من بطش هيرودس كيف له ان يرى نثنائيل التلميذ الذى اخفته امه فى اغصان شجرهالتين وذلك من هيرودس الذى قتل اطفال بيت لحم .. وقال له عندما رآه مع فيلبس قبل ان دعاك فيلبس وانت تحت التينه رأيتك ؟
عزيزى، يخطئ من يظن ان السيد المسيح هو نبى او انسان مجرد .. بل هو الله فى صوره انسان فالله بطبيعته لا يحوى .. ولا ير .. صار مرئيا فى المسيح وصار محوى فى جسد السيد المسيح .. وذلك لتحقيق الخطه الالهيه لخلاص الانسان اذ يقول جئت ليكونلهم حياه وليكون لهم افضل .. فبدون التجسد لن يكون هناك لا حياه ولا افضل.
اسوق لك مثلا قد يقرب الفكره للاذهان. انت تعلم أن الهواء سر حياه الانسان غير محدود وغير مرئى فماذا لو اننا حبسنا بعضهذا الهواء فى بالونه تكون مصدر فرح وسرور للطفل .. فالطفل سيفرح والهواء لن ينقص لانه غير محدود .. فكم من الافالسيارات والطائرات لها عجل منفوخ بالهواء وهذا الكم الرهيب لا يؤثر على حجم الهواء الذى هو نعمه الهيه وسر حياه الانسان.. نحن ننفخ البالونه ليلهو بها الطفل ويفرح بها ثم نفرغها من الهواء فتعود الى حالها والسؤال هل الهواء داخل البالونهيختلف عن الهواء خارجها طبعا لأ – فالهواء هو هو لا يتغير لا تركيبه ولا كثافته – لا داخل ولا خارج البالونه.
لماذا تجسد السيد المسيح اى وهو إلها لا يُرى فصار مرئيا، وكيف صار الله الروح جسداً انسانياً .. والاجابه نقول انها دليل محبهالله – فالله خلق الانسان وقال لذتى فى بنى آدم – ولكن آدم ضحك عليه الشيطان وخدعه بقوله حينما تأكلا من الشجره تصيرانكالله ولما اطاع آدم وحواء كلام الشيطان ساد عليهما حكم الموت. ولأن الله يحب الانسان محبه لا نهائيه لذلك رأت حكمه الله الذىخلق الانسان من تراب الارض ان يصير الله الروح جسداً له سمات الانسان لكى يزيل عنه حكم الموت (يتحمله بدلا منه) وينتصرعليه بقوله اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاويه – وبمعنى آخر اراد الله الروح ان يقهر الموت .. الذى دخل حياه البشر بسببجهل الانسان وحيله الشيطان .. لذلك سر الله الروح القادر على كل شئ ان يرتدى جسد انسان بكل مراحله من جنين الى الطفلالى شاب الى رجل الى ان يدخل مرحله الموت عندئذ يستطيع هذا الاله ان يقهر الموت ويهزمه ويعطى النجاه لادم ولكل من يؤمنبه .. فرغم انه بطبيعته الها الا انه صار انساناً لأن الانسان محدود فى امكانياته امام كلمه الموت . كما ان الماء صار ثلجا الا انبروده الثلج لا تمنع انه ماء صالح للشرب عندما يسيل فالسيد المسيح فى الصوره كانسان لكنه الله كاملا كلى القدره بقوله عننفسه انه الكائن (صفه الهيه) غير محدود فيقول حيثما اجتمع 2 او3 باسمى فى اى مكان او فى اى زمان اكون فى وسطهم. معانه فى صوره انسان الا انه يخلق للاعمى عينين من الطين كما خلق آدم من تراب الارض، وهو يقرأ فكر الناس، وقد حول الماء الىخمر بارادته فى عرس قانا الجليل .. فهو الها لكنه صار انسانا تعبيراً عن محبته للبشر.
اذ هكذا احب الله (الغير منظور) العالم فبذل ابنه الوحيد (اى صار انساناًليحقق رساله الفداء ويموت نيابه عن آدم المحكوم عليهبالموت بسبب جهله وطاعته للشيطان) فالله بحكمته ومحبته للبشر .. خلق الانسان على صورته ولما فسدت الصوره وحتى لايكتمل الانتصار النهائى للشيطان على البشريه وتصير رهنا له وخادمته شابهنا فى كل مراحل الجسد ماعدا الخطيه (وهىتعنى الطاعه للشيطان) – لان الله بلا شك هو اقنوم الحكمه نفسه اى يستطيع ان يهزم حيل ابليس ويبددها . صارا انساناً بقوهالهيه وانتصر على الشيطان فى تجاربه الثلاثه على الصليب بقوله ان كنت ابن الله وانتصر ايضا فى تجربته الرابعه ان كنتابن الله انزل من على الصليب اثناء عمليه الصلب لكن السيد المسيح لم يعره اى اهتمام لأن الاراده الالهيه قد تحققت وماتالمسيح بالجسد اى انفصلت النفس الانسانيه عن الجسد الذى اخذه من السيده العذراء لكنه لانه يملا كل مكان بطبيعته الالهيهولا يخلو منه مكان لذلك فالنفس البشريه نزلت الى الجحيم (سجن الارواح) واطلقت كل المحبوسين على رجاء الوعد الالهى باننسل المرأه سوف يسحق رأس الحيه – هذا الوعد الذى اعطاه الرب الروح الازلى لادم بعد السقوط.
هذه النفس البشريه الملتصقه بالطبيعه الالهيه قيدت ابليس الف سنه ونقلت من ماتوا على رجاء الوعد الالهى من هابيلالصديق الى يوحنا المعمدان – نقلت ارواحهم من الجحيم الى الفردوس كوعد السيد المسيح للص اليمين اليوم تكون معى فىالفردوس .. اما الجسد الملتصق باللاهوت (وهو الطبيعه الالهيه التى تملا كل مكان كل الازمان) هذا الجسد لم ير فساداً وفىثالث يوم قام بقوه اللاهوت الساكن فيه معلنا الحياه الابديه وانتصاره على الموت ثم بقوته الالهيه صعد الى السماء بعد اربعينيوما كان يتراءى للتلاميذ وللكنيسه خلالها ولتوما قال له هات اصبعك مكان المسأمير ولا تكن غير مؤمن بعد .. وهذا هو ايمانالكنيسه اذ عظيم هو سر التقوى الله ظهرفى الجسد .. وطوبى لمن آمن ولم يرى .
هذا هو ملخص ايماننا حول الطبيعه الالهيه .. للسيد المسيح نذكرها فى كل قداس الهى: “آمين آمين آمين اؤمن اؤمن اؤمنواعترف الى النفس الاخير ان هذا هو الجسد المحيى الذى اخذه ابنك الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح من سيدتناوملكتنا كلنا والده الاله القديسه الطاهره مريم وجعله واحداً مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير واعتراف الاعترافالحسن امام بيلاطس البنطى واسلمه عنا على خشبه الصليب المقدسه بارادته وحده عنا كلنا – بالحقيقه اؤمن ان لاهوته لميفارق ناسوته لحظه واحده ولا طرفه عين يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياه ابديه لمن يتناول منه