فى حديث القديس بولس الوداعى مع قسوس كنيسة افسس يحذرهم قائلا “احترزوا إذا لأنفسكم و لجميع الرعية… لأنى أعلم هذا أنه بعد ذهابى سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية و منكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم ” (اع٣٠:٢٠ )
لقد وصف الرعاة المزيفين بالذئاب المتوحشة و هو نفس الوصف الذى وصف به الرب يسوع مضطهدى المؤمنين لما قال “ها أنا ارسلكم مثل حملان بين ذئاب” (لو٣:١٠ )، إذا هؤلاء الرعاة الدخلاء لا يقلون خطورة على الكنيسة عن اعدائها الشرسين الذين عملوا فيها بسيوفهم.
لذلك علينا أن نكون فى منتهى الوعى حكماء كالحيات و بسطاء كالحمام لكى نعرف ان نميز الراعى المزيف الذى من سماته انه لا يعنيه خلاص القطيع بل يعنيه مجد نفسه، الذى لكى يكتسب جماهيرية بين الشعب يقدم إنجيلا غير إنجيل المسيح!
كما قال عنهم القديس بولس “مثل هؤلاء لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم (أى مصالحهم) و بالكلام الطيب و الأقوال الحسنة يخدعون قلوب السلماء” ( رو١٨:١٦) أى فى مظهر ناعم ماكر يقدمون تنازلات صارخة عن وصايا الكتاب إرضاء للناس، ألم يبيحوا زنا الشذوذ تحت مسمى الرحمة؟!! ألم يتهاونوا فى الحشمة المسيحية بحجة أن الرب يفتش عن القلب؟!! و قد تجاهلوا تماما كل الوصايا الانجيلية التى تحض على الحشمة ومنها قول القديس بولس “كذلك أن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع و تعقل” (١تى٩:٢)، و على هذا قس أيضا تحت مسمى الشفقة ينشر تهاونا فى الأصوام و فى الصلوات، فى العلاقات المنفتحة غير البريئة، فى المجاملات فى الكنيسة، طبعا كل هذه الأمور يسمونها حكمة لكسب الناس لكنها فى الحقيقة حكمة نفسانية شيطانية تعثر الشعب و تخسر من النفوس اكثر مما تكسب بكثير
كما يقول المتنيح انبا بيمن [الكنيسة لو دخلتها الكوسة تبقى حوسة.. ليه؟ لأنها اصبحت قطعة من العالم].
و هكذا احذروا “إن كان الآتى يكرز بيسوع آخر لم نكرز به… أو إنجيلا آخر لم تقبلوه” (٢كو٤:١١ ).