قال أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن، اليوم الخميس، إنه لا توجد منطقة محصنة ضد الكوارث المناخية، محذراً من أن فرصتنا لمنع السيناريو الأسوأ للتأثيرات المناخية، للأسف تتلاشى، وسلط الأمين العام الضوء على تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) الشهر الماضي، وأوضح الأمين العام أن “هناك حاجة إلى إجراءات مناخية أكثر جرأة” للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وحث جويتريش دول مجموعة العشرين الصناعية على تكثيف العمل ودفعه قدما قبل مؤتمر المناخ للأمم المتحدة (COP26) في نوفمبر.
وعلى خلفية حرائق الغابات والفيضانات والجفاف وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنه “لا توجد منطقة محصنة”، مشيراً إلى أن أزمة المناخ “عميقة جداً” وتُفَاقِمها الهشاشة والصراع، واصف تغير المناخ وسوء الإدارة البيئية بـ “مضاعفين للمخاطر”، وأوضح قائلاً:” في العام الماضي، أدت الكوارث المرتبطة بالمناخ إلى نزوح أكثر من 30 مليون شخص وأن 90 في المائة من اللاجئين يأتون من البلدان الأقل قدرة على التكيف مع أزمة المناخ،العديد من هؤلاء اللاجئين تستضيفهم دول تعاني أيضا من آثار تغير المناخ، مما يضاعف من التحدي للمجتمعات المضيفة والميزانيات الوطنية”، كما أن جائحة كوفيد تقوض أيضا قدرة الحكومات على الاستجابة للكوارث المناخية وبناء المرونة”.
ولتجنب الآثار المناخية الكارثية، حث جميع الدول الأعضاء على زيادة مساهماتها المحددة وطنياً (NDCs) – وهي الخطط التي تلتزم الدول من خلالها بالعمل المناخي الطموح بشكل متزايد – قبل مؤتمر الأطراف COP26 وترجمة هذه الالتزامات إلى “إجراءات ملموسة وفورية”.
وقال الأمين العام: “بشكل جماعي، نحتاج إلى خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030، لمعالجة الآثار الرهيبة لاضطراب المناخ” مشدداً على الحاجة إلى التكيف والمرونة، وهو ما أكد أنه يتطلب تخصيص نصف تمويل المناخ العالمي على الأقل لبناء المرونة ودعم التكيف. لافتاً الى انه “لا يمكننا ببساطة تحقيق أهدافنا المناخية المشتركة – ولا تحقيق الأمل في سلام وأمن دائمين – إذا ظلت المرونة والتكيف في كونهما النصف المنسي من معادلة المناخ”.
النساء والفتيات
وقال إن التكيف مع المناخ وبناء السلام “يمكن وينبغي أن يعزز كل منهما الآخر”، مسلطا الضوء على المشاريع العابرة للحدود في غرب ووسط أفريقيا التي “مكّنت الحوار وعززت إدارة أكثر شفافية للموارد الطبيعية النادرة، كما ان النساء والفتيات يواجهن مخاطر شديدة من كل من تغير المناخ والصراع، مشدداً على أهمية مشاركتهن وقيادتهن الهادفة لتحقيق نتائج مستدامة تفيد المزيد من الناس.
وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن المنظمة الأممية، تدمج مخاطر المناخ في منع النزاعات ومبادرات بناء السلام وتحليلها السياسي.قائلاً: “إن آلية الأمن المناخي تدعم البعثات الميدانية والفرق القطرية والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية و يكتسب العمل زخما في البلدان والمناطق حيث أقر مجلس الأمن أن المناخ والتغير البيئي فيها يقوضان الاستقرار،مع الإقرار بأن 80 في المائة من انبعاثات الكربون الخاصة بالأمم المتحدة تأتي من أكبر ست عمليات لحفظ السلام”
قال جوتيريش إنه يتعين على المنظمة أن تعمل بشكل أفضل.، وأكد أن الأمم المتحدة تعمل على نهج جديدة للتحول إلى منتجة الطاقة المتجددة، الأمر الذي ستستمر “إلى ما بعد عمر بعثاتنا”. مشيراً الى ان: “نحن جميعا جزء من الحل. فلنعمل جميعا معا للتخفيف من اضطراب المناخ والتكيف معه لبناء مجتمعات مسالمة وقادرة على الصمود”