قبل عام ونصف العام,خرج بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني إلي شعبه ليطلب منهم, في خطاب مرعب, قائلااستعدوا لفقدان أحبائكم وبالرغم من الرعب الذي ألقاه جونسون في النفوس المرتعبة أصلا من كورونا,إلا أنه لم ينج من اللوم علي الخطاب الذي تم وصفه بالمتشائم,ثم صدق الناس في نبوءته, حزاني علي موتاهم, آمنوا أن الأمر ليس مجرد دور برد, قلقين علي مصابيهم, واليوم بعد وصولنا لمتحور دلتا بلس في الموجة الرابعة للفيروس, نواجه نبوءة جديدة,فليس من المتوقع انتهاءكورونا في المستقبل القريب,هذا ما جاء في تصريح الدكتور محمد عوض تاج الدين,مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية, مؤكدا أن زيادة كبيرة في إعداد الحالات,منها إصابات خطيرة.وتحتاج إلي الرعاية الحرجة, وأنه من المتوقع الوصول لذروة الموجة الرابعة في منتصف أكتوبر القادم والآن نحن في الأسبوع الأول من سبتمبر وتفصلنا حوالي ستة أسابيع عن ذروة الموجة4, وبالرغم من ذلك نسمع كل يوم عن فقد الأحباء وأعداد الضحايا في تزايد,والتايم لاين في مواقع التواصل الاجتماعي عاد ليتحول إلي سرادق عزاء يومي, والمخاوف الطبية من المتحور الجديد دلتا بلس,تتصاعد بعد ما أعلنه الخبراء بمركزفيكتور الروسي للبيولوجيا المجهرية عن إمكانية حياته في ماء الشرب لمدة72 ساعة,فماذا تنتظر الحكومة؟لم نسمع عن أية إجراءات احترازية جديدة,فالمصايف والفنادق,كاملة الإشغال, والنوادي والمطاعم وقاعات الأفراح والمؤتمرات بل وسرادقات العزاء,كلها تعمل بكامل طاقتها, ولا ضابط ولا رابط, وضعيف المناعة يجني ويصاب بدل المرة مرات ويضطر للذهاب للعمل مصابا لعدم وجوز رادع لأصحاب الأعمال والمديرين,الذين يتشككون دائما في نوايا من يتغيب عن عمله, والنتيجة فوضي عارمة في العدوي, وجثث هامدة في المشافي,ثم نصرخ بأن المواطن غير ملتزم,نعم المواطن غير ملتزم إلا بسبل أكل عيشه,ولن يلتزم إلا بإجراءات صارمة تفرضها الحكومة حماية للجميع بمن فيهم من يستهين أو يهون من الوضع وبضمان اجتماعي لمن ليس لهم باب رزق ثابت, الخائفون يفتقدون تدابير الحكومة,الخائفون حائرون بين امتناع الحكومة عن اتخاذ التدابير الصارمة,وبين التحذيرات التي أطلقها تاج الدين,والبعض يعتبر الامتناع جواز مرور ضمني لحرية الحركة والتجمع عشما في عدم قطع الأرزاق كما حدث في الموجة الأولي, وكأن لسان حال الحكومة يقول إذا كان المواطن ميتا ميتا,إما بالإصابة أو بقطع الأرزاق فالأفضل أن نتركه لقدره مع مناعة القطيع وبعيدا عن الأرقام المعلنة التي لاتعبر عن واقع الكارثة,وتعكس فجوة غير حقيقية بين موقفنا من الإصابات وموقف سائر الدول,الذي اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة ماذا لو خسرنا الإنسان وربحنا الاقتصاد؟ نحن نطلب توازنا بإغلاق جزئي وليس إغلاقا تاما,ومنع للتجمعات,ونطالب بالإفصاح عن خطة الحكومة من عودة الدراسة التي تصادف ذروة الموجة الرابعة؟لأن الأطفال أخطر ناقل للعدوي,في ظل ارتفاع احتمال الإصابة بينهم كمتغير تابع للمتحور الجديد,ونحن نستحق حماية أفضل يا حكومة؟