طالب منسق الإغاثة التابع للأمم المتحدة مارتن جريفيثس قادة العالم بمواصلة دعم العملية الإنسانية في اليمن بسخاء؛ واحترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، بما في ذلك القيود على الواردات، والتي ترفع أسعار السلع الأساسية.
وحثهم قائلاً: ” لنفعل كل ما في وسعنا لوقف هذه الحرب، ففي نهاية المطاف، السلام هو ما سيوفر لليمنيين أكثر أشكال الإغاثة استدامة”.
وأشار منسق الإغاثة الإنسانية التابع للأمم المتحدة، مساء أمس الأربعاء، بتوقيت نيويورك خلال فعالية جانبية رفيعة المستوى على هامش الدورة ال 76 للجمعية العامة، إلى أن الأزمة في اليمن -الذي دخلت الحرب فيه عامها السابع- تتواصل بلا هوادة، مع نزوح آلاف الأشخاص، فيما يقف الملايين “على بعد خطوة من المجاعة”.
وفي الاجتماع الذي عُقد تحت عنوان: “اليمن: الاستجابة للأزمات ضمن أكبر أزمة إنسانية في العالم”، قال وكيل الشؤون الإنسانية مارتن لقادة العالم ” وصل اقتصاد البلاد إلى أعماق جديدة من الانهيار، وتهدد موجة ثالثة من الجائحة بانهيار نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل في البلاد”.
وفيما شدد على أن الفئات الأكثر ضعفا دائما ما “تتحمل أعلى تكلفة” للأزمة، قال إن النساء أكثر عرضة للجوع أو المرض أو التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع قلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، يناضل الملايين من النازحين داخليا يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأثنى مسؤول الأمم المتحدة على المجتمع الدولي لتكثيف دعمه لعملية المساعدات الإنسانية في البلاد.وشكر قادة العالم وقال إن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن هي “من أكثر الخطط تمويلاً”، حيث تم الوفاء بنسبة 98 % من التعهدات التي تم التعهد بها في الحدث الذي عقد في مارس الماضي.مع تلقي أكثر من ملياري دولار، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من “منع المجاعة ومن إبعاد الناس عن حافة اليأس”، وتقديم المساعدة إلى “كل منطقة من مقاطعات البلاد البالغ عددها 333 مقاطعة”.
على الرغم من هذه الإنجازات المهمة، أقر جريفتيثس بأن العمل هناك “لم ينته بعد”، حيث لا تزال قطاعات عديدة تواجه “فجوات تمويلية تنذر بالخطر” ويعمل العاملون في المجال الإنساني بأقل من خُمس الأموال اللازمة لتوفير الرعاية الصحية والصرف الصحي والمأوى. وحذر جريفتيش من أنه “بدون تمويل إضافي، سيتعين تخفيض أشكال الدعم الضروري لإنقاذ الحياة وغيرها – بما في ذلك المساعدة الغذائية – في الأسابيع والأشهر المقبلة”.لقد حرمت الحرب الكثير من أطفال اليمن من الأمان والتعليم والفرص.
من جهتها، قالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، خلال الاجتماع: “كل يوم، يتسبب العنف والدمار في إحداث دمار في حياة الأطفال وأسرهم”.، ورسمت الحرب صورة قاتمة لـ 1.7 مليون شاب نازح، و11.3 مليون شاب يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة و2.3 مليون دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد – ما يقرب من 400 الف منهم معرضون لخطر الموت الوشيك.
وقالت مديرة اليونيسف: “أن تكون طفلاً في اليمن يعني أنك ربما تكون قد تعرضت أو شاهدت عنفاً مروعاً لا ينبغي لأي طفل أن يواجهه أبدا”. اليمن هو واحد من أصعب الأماكن في العالم لأن تكون طفلا”.
وفي خطابه، قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إنه في بلد يبلغ عدد سكانه 30 مليون نسمة، هناك حاجة إلى حصص غذائية بمقدار 12.9 مليون دولار؛ ويحتاج 3.3 مليون طفل وامرأة إلى تغذية خاصة، بالإضافة إلى 1.6 مليون طفل في المدارس.”نحن ننظر حرفياً إلى 16 مليون شخص يسيرون نحو المجاعة”.
مع وفاة ألف شخص أسبوعياً بسبب نقص الغذاء والتغذية، حذر المسؤول الأرفع في برنامج الأغذية العالمي من أنه إذا لم يتم الحصول على 800 مليون دولار في الأشهر الستة المقبلة، فإن الحاجة إلى خفض الحصص الغذائية قد تؤدي إلى وفاة 400 ألف طفل دون سن الخامسة العام المقبل.
وصرح قائلاً: “لدينا واجب أخلاقي لأن نتحدث ونصعد (عملياتنا)” ، مناشدا زعماء العالم “الضغط على جميع الأطراف … لإنهاء هذا الصراع”. واختتم بيزلي خطابه بالقول: “هؤلاء هم أطفالنا. هؤلاء هم إخواننا وأخواتنا، نحتاج إلى أن يرتقي المانحون (لحجم الأزمة) على الفور وإلا سيموت الأطفال، رجاء ألا نخذلهم، لنفعل ما نحتاج إلى القيام به”.