تحدث روك مارك كابوري رئيس بوركينا فاسو ، للجمعية العامة للأمم المتحدة، في اجتماعها رفيع المستوى خلال الدورة السادسة والسبعين، حول القضايا المطروحة على مائدة الجمعية، وفيما ناشد روك القادة والرؤساء، قائلاً:” على العالم ألا ينسى تحدياً مهماً الى جوار تحدي فيروس كورونا، وهو تحدي الإيدز، فيروس انهيار المناعة” انتقل لمسألة الإرهاب بشكل مركز جدا في كلمته واعرب عن مخاوفه من تنامي العمليات الارهابية في بلاده، الوضع الذي يتسبب فيه الأزمة الليبية.
قال روك :” ان دول الساحل ، وهو مصطلح أطلق على تجمع يضم تشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا. وقفز الاهتمام بالمنطقة مؤخرا على ضوء النشاط المتزايد لجماعات إرهابية وفي مقدمتها داعش وبوكو حرام هناك. تعاني هذه المنطقة من خطر الإرهاب المتنامي.
واكد روك أن المساعدة العسكرية الأوروبية أمر مهم ولكن ليس كل شيء، فبدون حل الأزمة في ليبيا لن يحصل الساحل على السلام المنشود.
وأشار روك الى أن العلاقات مع منظمة دول الساحل الخمسة الأفريقية وثيقة، لمكافحة الفقر وضمان مزيد من الأمن. لكن الصراع في ليبيا يؤثر على سلام واستقرار بلادنا، فالأمن والاستقرار في منطقة الساحل يعتمد على وقف حركة السلاح ، وتزايد حركة السلاح كان بسبب الوضع في ليبيا، وعلى الاسرة الدولية ومجلس الأمن التحرك لمساعدة منطقة الساحل في وجه الارهاب وتغيير وضع الولاية المشتركة على المنطقة
هذا وكان رؤساء دول الساحل، قد ناشدوا منذ ابريل الماضي مجلس الامن، سحب المرتزقة المسلحون من ليبيا لان وجهتهم القادمة هي دول الساحل، واعتمد حينها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار 2570، المؤرخ 16 أبريل 2021، الذى دعا جميع أطراف النزاع فى ليبيا إلى ضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار فى 23 أكتوبر 2020، وحث جميع الدول الأعضاء على احترام ودعم هذه العملية، لا سيما من خلال الانسحاب دون تأخير لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية”.
لكن هذا لم يف بالغرض ولم يطفىء شعلة قلق رؤساء الساحل إزاء عدم وجود خطة لسحب المرتزقة الأجانب من ليبيا، والذين يقدر عددهم بنحو 30 ألف مقاتل، من أجل أمن دول الساحل الخمس والمنطقة الفرعية، خاصة في ظل تنامي العمليات الإرهابية في المنطقة، فحسب الإحصاءات، فإنه يومياً تحدث اعتداءات في الساحل. ففي عام 2019 وقع حسب “مركز افريقيا للدراسات الاستراتيجية” نحو 700 اعتداء بأكثر من 2000 قتيل. وخلف هؤلاء الموتى توجد قصص حزينة لعائلات فقدت عضواً محبوباً، وربما يائسة تفكر في الانتقام، وفقدت كل ثقة في الدولة والسياسة. وهذا يعمل على حشد أنصار جدد في صفوف الجهاديين.