تحتفل هيئة قناة السويس خلال شهر سبتمبرمن كل عام ، بذكرى انتصار الإرادة المصرية على المؤامرات التي كانت تهدف إلى عرقلة وإفشال قرارتأميم قناة السويس، الذى اتخذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى 26 يوليو عام 1956، ليسجل التاريخ ذكري تولي المرشدين المصريين لأدارة الملاحة البحرية بقناة السويس “عيد المرشد”, لكي تظل القناة رمزًا تاريخيًا وممرًا ملاحيًا عالميًا يبرزموقع مصر الجغرافي، وذكرى انتصار الإرادة المصرية على سلسلة من المؤامرات التى هدفت الى إفشال قرار تأميم القناة الذي اتخذه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في 26 يوليو 1956, ولعل الحلقة الأبرزفي هذه المؤامرات هي الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب،والذي تم تحديداً في يومي 14 و15 سبمتبر 1956، وبعدما أظهرالمرشدون المصريون كفاءة منقطعة النظيرفي إدارة المرفق الملاحي الأهم عالمياً، اخذته مصروهيئة قناة السويس والمرشدون عيداً لهم ليصبح “عيد المرشد”.
-الذكرى الخامسة والستين لعيد المرشد:
شهد الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، الاسبوع الماضى احتفالية الهيئة بالذكرى الخامسة والستين لعيد المرشد,حيث قام الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة بتكريم مجموعة من السادة المرشدين، شمل التكريم 25 مرشداً من أصحاب الكفاءات والمسيرة المتميزة في خدمة حركة الملاحة بقناة السويس، وفي لمسة وفاء وعرفان قام رئيس الهيئة بتكريم 10 من أسر السادة المرشدين المتوفيين تقديراً لعطائهم المتميز خلال فترة خدمتهم, وفي كلمته،اكد الفريق أسامة ربيع أن عيد المرشد يعد رمزاً لصلابة الإرادة المصرية، وذكرى غالية تبرهن نجاح الإدارة المصرية للقناة في مواجهة بعض القوى الأجنبية التي حاولت النيل من عزيمة المصريين وإظهارهم للعالم غير قادرين على تسيير حركة الملاحة. ولفت الفريق أسامة ربيع، إلى أن رجال الهيئة استطاعوا السير على نفس النهج في بذل العطاء والجهد، واستطاعت الهيئة بفضل جهودهم في الارتقاء بمعدلات الأداء وتحقيق العديد من الإنجازات الاقتصادية والتنموية ومواجهة التداعيات السلبية لجائحة كورونا التي لا زالت تلقي بظلالها على محاور التجارة العالمية وسلاسل الإمداد وقطاع النقل البحري بأكمله.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن حركة الملاحة بالقناة خلال شهر أغسطس 2021 شهدت عبور 1884 سفينة من الاتجاهين مقابل عبور 1512 سفينة خلال شهر أغسطس من العام الماضي بفارق 372 سفينة بنسبة زيادة قدرها 24.6 % ، كما بلغت إجمالي الحمولات الصافية 110.2 مليون طن مقابل 95.1 مليون طن خلال شهر أغسطس من العام الماضي بفارق 15 مليون طن بنسبة زيادة بلغت 15.9 %.
وأوضح رئيس الهيئة أن هذه المعدلات المرتفعة جائت نتيجة استراتيجية استباقية متعددة المحاور تبنتها الهيئة، أبرزها تبني سياسات تسويقية مرنة والإعلان عن حوافز وتخفيضات لمختلف أنواع السفن مع الدخول إلى أسواق جديدة وبعيدة جغرافياً عن قناة السويس لاجتذاب أعداداً من السفن كانت لا تعبر القناة في السابق, واختتم كلمته تقدم الفريق أسامة ربيع بالشكر والعرفان لكافة رؤساء هيئة قناة السويس السابقين على ما قدموه من جهد وتفان، والمرشدين الراحلين الذين أتموا رسالتهم على أكمل وجه.
-عيد المرشد:
ويعتبر “عيد المرشد” يوم إنجاز حقيقي مؤرخ في سجلات البطولات المصرية، وكانت الإدارة الأجنبية لقناة السويس إبان قرار التأميم، تعتقد أن نجاح العمل في القناة يرجع إلى موظفيها الأجانب، وأن المصريين لن يستطيعوا إدارة القناة بمفردهم، ومن ثم خلصت إلى أن سحب المرشدين والموظفيين الأجانب دفعة واحدة سيؤدي إلى اضطراب العمل وتوقف الملاحة في القناة وهو ما يشكل خرقًا صريحًا لاتفاقية القسطنطينية.
-إرادة مصرية ضد المؤامرة:
كانت مؤامرة الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب، الذي تم تحديداً فى يومى 14 و15 سبمتبر 1956، محاولة لإفشال وتعطيل العمل بالقناة بعد قرارالتأميم،لكتن المرشدون المصريون أظهروا كفاءة منقطعة النظير فى إدارة المرفق الملاحي الأهم عالمياً فبالتزامن مع قرار التأميم، ظنت الإدارة الأجنبية لقناة السويس أن نجاح العمل فى القناة يرجع إلى موظفيها الأجانب، وأن المصريين لن يستطيعوا إدارة القناة بمفردهم، ومن ثم خلصت إلى أن سحب المرشدين والموظفيين الأجانب دفعة واحدة سيؤدى إلى اضطراب العمل وتوقف الملاحة فى القناة، وهو ما شكل خرقا صريحا لاتفاقية القسطنطينية، وبذلك لا يكون أمام القوات البريطانية والفرنسية إلا فرض إرادتها بالقوة على مصر، واللجوء إلى التدخل المسلح بحجة إعادة الملاحة فى القناة، فقامت الشركة بطلب عدم عودة المرشدين الموجودين بالإجازة إلى عملهم, في ليلة 13 سبتمبر بدأت تحاك أول خيوط المؤامرة إذ أخطر الفرنسي بول ريموند مدير إدارة الملاحة بقناة السويس المهندس محمود يونس رئيس هيئة قناة السويس، وقتها، فيما بعد بقرار الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب البالغ عددهم 207 مرشدين بحجة استيائهم من معاملة الإدارة الجديدة رغم أن القرار جاء بناء على تعليمات إدارة الشركة في باريس، وفي الليلة التالية مباشرة ترك 155 مرشدا أعمالهم وجلس بعضهم في النوادي المطلة على مياه القناة وبجوارهم مراسلو الصحف الاجنبية الذين تجمعوا ليسجلوا الحدث المتوقع بتوقف الملاحة في قناة السويس، غير أن المؤامرة تحولت إلى ملحمة بطولات بفضل دقة القراءة المسبقة للإدارة المصرية حيث توقعت مصر منذ بداية التأميم اتخاذ فرنسا وانجلترا هذه الخطوة على إثره قامت الإدارة المصرية بالترتيب لإلحاق 68 مرشدا تم تدريبهم بواسطة المرشدين القدامى, وبالفعل، بدأت التوجيهات والتعليمات للمرشدين والموظفين الأجانب بالانسحاب، حتى لم يبق فى جهاز الإرشاد إلا 52 مرشدًا من أصل 207 مرشدين، وانسحب مع المرشدين 326 موظفا فنياً وإدارياً من أصل 805، وجلس بعضهم فى النوادى المطلة على مياه القناة وبجوارهم مراسلو الصحف الاجنبية الذين تجمعوا ليسجلوا الحدث المتوقع بتوقف الملاحة فى قناة السويس، غير أن المؤامرة تحولت إلى ملحمة بطولية بفضل الإدارة المصرية وعززت جهاز الإرشاد لديها بعناصر جديدة من البحرية المصرية وعدد من المرشدين الأجانب الجدد.
-قرار التأميم:
وجاء قرار التأميم في يوليو 1956رداً على قرار البنك الدولي والولايات المتحدة وبريطانيا بسحب تمويلهم لبناء السد العالي، الذي علم به الرئيس جمال عبدالناصر، فيما تسبب التأميم في العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956, ونص قرار التأميم على أن تنتقل إلى الدولة جميع ما للشركة من أموال وحقوق وما عليها من التزامات، وتحل جميع الهيئات واللجان القائمة على إداراتها، ويعوض المساهمون وحملة حصص التأسيس عما يملكونه من أسهم وحصص بقيمتها، مقدرة بحسب سعر الإقفال السابق على تاريخ العمل بهذا القانون في بورصة الأوراق المالية بباريس، ويتم دفع هذا التعويض بعد إتمام استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة,كما تضمن القرار تجميد أموال الشركة المؤممة وحقوقها في جمهورية مصر وفي الخارج، ويحظر على البنوك والهيئات والأفراد التصرف في تلك الأموال بأي وجه من الوجوه، أو صرف أي مبالغ أو أداء أية مطالبات أو مستحقات عليها إلا بقرار من الهيئة,وتضمن قرار التأميم أن تحتفظ هيئة قناة السويس بجميع موظفي الشركة المؤممة ومستخدميها وعمالها الحاليين، وعليهم الاستمرار في أداء أعمالهم، ولا يجوز لأي منهم ترك عمله أو التخلي عنه لأي سبب من الأسباب؛ إلا بإذن من الهيئة,وبهذا القرار التاريخي، واستطاع المرشدون المصريون إدارة الملاحة البحرية بقناة السويس، لكي تظل رمزا تاريخيا وممرا ملاحيا عالميا يبرزموقع مصرالجغرافي، وتصبح القناة نبض مصر وسلاحها السياسي والاستراتيجي.
-أهمية قناة السويس:
تعد قناة السويس أقصر طريق يربط بين الشرق والغرب، بسبب موقعها الجغرافي الفريد، وهي قناة ملاحية عالمية مهمة تصل البحر المتوسط عند بورسعيد بالبحر الأحمر عند السويس، ويصبغ عليها هذا الموقع الفريد طابعًا من الأهمية الخاصة لمصر والعالم… وتوفر نحو 15 يوماً في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح , ويمر عبر القناة ما بين 8% إلي 12% من حجم التجارة العالمية.